معلومات خطيرة بحادثة الشهيد الجراح تستدعي جلب الوفد الاسرائيلي
تقدم إخوة الشهيد الشرطي إبراهيم الجراح بشكوى رسمية لدى مدعي عام الإختصاص ضد أعضاء الوفد الإسرائيلي الذين رافقهم أخيهم الشهيد يوم حادثة مقتله، وطلب إخوة الشهيد في محضر شكواهم جلب أعضاء الوفد حيث اتهموهم بالقتل العمد, وذلك إثر تعاظم شكوكهم بالوفد السياحي الإسرائيلي معتقدين بانه ضالع في مقتل الشرطي الشهيد.
وبين المحامي يوسف الجراح شقيق الشهيد انه تقدم هو وإخوته بشكوى القتل العمد ضد الوفد الإسرائيلي وطالبوا بجلبهم أمام المدعي العام المختص، وبين الجراح أن الشكوى جاءت بعد تأكدهم من إختلاف وتضارب إفادات أعضاء الوفد بحيث قال أحد أعضاء الوفد في إفادته انه طلب من الشرطي ابراهيم النزول للسباحة معهم وأفاد ان إبراهيم رفض ذلك في حين أن إفادة العضو الثاني جاءت بأن ابراهيم نزل للماء وقام بالسباحة معهم وأضاف المحامي الجراح أن إفادة الثالث تضمنت معلومات مختلفة حيث قال للشهيد بانهم سيغيرون مسار طريقهم وعندها رفض إبراهيم تغيير مسار الطريق بحسب الشاهد الثالث وقال له الشهيد: أنا سأنتظر الباقين هنا حتى يصلوا لإرافقهم الى الباص. واكد الجراح ان الشكوى حصلت بعد تكشف الادلة والبراهين التي تدين الوفد الاسرائيلي وتشير بقوة على أنهم هم القتلة.
وبين المحامي الجراح انه وأخوته اطلعوا على الملف التحقيقي لحادثة مقتل اخيهم لافتا ان ما تكشف من حقائق دفعهم لتسجيل الشكوى وطلب الجلب. وبين ان من هذه المعلومات وجود ورقة كتبها أحد أعضاء المرافقين للشهيد وتركها في مكان الجريمة حيث يفيد نص هذه الورقة بمخاطبة بقية أعضاء الوفد البالغ عددهم ثمانية عشر شخصا يعلمهم بمغادرة المكان ويطالبهم بالتوجه الى الباص الذي يقلهم والموجود على الشارع الرئيس امام مدخل السيق.
وأضاف الجراح أن من المعلومات الخطيرة التي تتوفر لديهم الان وبحسب الضبوطات ثبوت وجود شهادة تعيين الشهيد بالاضافة الى اجهزة الخلوي الخاصة به لخطي الزين والاورنج مع سائق الباص الذي يقل الوفد السياحي مع اختفاء جهاز اللاسلكي المخصص بحسب تعليمات الشرطة السياحية لتمرير تقرير كل نصف ساعة من قبل الشهيد كمرافق لوفد حساس. وبين الجراح أن من المفارقات ما كشفته المعلومات التي تفيد بان ابراهيم اخذ شنطته المثقلة بالمتاع والاغذية والمعدات معه في رحلة الوفد الثلاثي التي كانت وبحسب المعلومات الموثقة هي للحاق بباقي الوفد الذي ضل طريقه بحسب الافادات الموثقة، وتساءل الجراح لماذا يأخذ الشهيد الشنطة المثقلة ويترك شهادة تعيينة وهواتفه التي يخف حملها.
وتساءل الجراح مستغربا حول ما ورد من معلومات وصفها بالمتضاربة أفادت أن الوفد السياحي بعد أن اصبح قسمين.. ضل منهم ثمانية عشر طريقهم، وبقي الشهيد مع ثلاثة منهم في مكان قريب من السيق مما جعلهم يقررون العودة الى داخل السيق للبحث عن الضالين ورافقهم الشهيد في رحلة البحث هذه، في حين أن هناك معلومات أخرى تفيد أن الضالين لم يكونوا في السيق وكانوا غير مفقودين، وموجودين في مناطق مأدبا السياحية ومستمرين حسب برنامجهم السياحي.. إلا أن الثلاثي الاسرائيلي ومع كل هذه التضاربات جر ابراهيم الى داخل السيق معه.
واعرب الجراح عن استغرابه لما اقر به الوفد الثلاثي في افاداتهم بانهم في رحلة العودة التقوا وفدا اسرائيليا آخرا كان في سيق الماء وأنهم شربوا معهم القهوة متسائلا الم يكن مع الوفد الاخر زملاء للشهيد يستفسرون عن غيابه ومتسائلا ايضا عما اذا كان الوفد الآخر قد وصل الى منطقة غرق الشهيد الذي ضبطت اغراضه الاخرى فيه بما فيها مسدسه، ضمن مسار الوفد الآخر وضمن مسار زملائه الذين مروا به قبل 36 ساعة من التبليغ عنه وانتشال جثته.
ولفت المحامي الجراح الى انه اطلع على تقرير الطب الشرعي الثاني لتشريح جثة الشهيد والذي ورد فيه أن هناك كدمات على الجبين الأيسر وضربة على الكتف الأيمن والتواء في الكاحل وسحجة على الركبه اليمنى وأخرى على الفخذ اليسرى وضربة على الأنف تسببت بنزف مستمر حتى الدفن.
ونوه الجراح الى وجود الدم بشكل متعفن بجثة الشهيد بسبب التأخير المتعمد في الوصول الى الجثة بالوقت المناسب لفحص الدم، وبين أن تفويت الفرصة لأخذ عينات دم غير متعفنة كان مقصودا لأن الدم المتعفن لا يعطي نتائج عن وجود العديد من السموم اذا كانت هناك سموم على غرار ماجرى مع خالد مشعل. وبين ان تعفن الدم والانسجة يجعل الكشف عن الصعقات الكهربائية وغيرها من وسائل القتل غير الجارحة صعبا للغاية، وهذا ما يجعل الجميع يشك بان تأخير الكشف عن حادثة القتل كان متعمدا.
وكشف الجراح عن تقرير الدفاع المدني الذي يفيد أن جثة الشهيد وجدت واقفة وبشكل مائل قليلا في الماء وهذا يدل الى انه لم يكن متوفيا بسبب الغرق علما بان جثة المتوفي غرقا تكون منكفية للخلف وتكون جثة المتوفي خارج الماء والمرمي بها لاحقا بالماء واقفة لامتلاء الرئتين بالهواء.
وأدان الجراح الشخص المعني في تكليف المدير المباشر للشهيد ليكون مترجما للوفد الثلاثي أثناء التحقيق معهم في المعبر الشمالي من قبل المدعي العام المناوب هناك. موضحا ان هناك خلافات كبيره بين الشهيد ومديره وهي خلافات معلومة لدينا ولدى زملائه، مؤكدا ان مدير الشهيد المباشر سلم ابراهيم واجبين بشكل متتابع بدون استراحة بينهما لأنه كان على علاقة سيئة معه حيث وقعت حادثة القتل خلال الواجب الثاني مباشرة.
وقال معقبا على تكليف المدير المباشر للشهيد بالترجمة للوفد اثناء التحقيق انهم عندما نزلوا للبحر الميت أثر تبليغهم بفقدان الشهيد قال: صاح جميع اخوة الشهيد وامه ان خطية ابراهيم بعنق مديره المباشر. والذي وجدناه في اثناء اخراج الجثة يترجم افادات الوفد على المعبر خلال استجوابهم من المدعي العام المناوب وكان ذلك بالوجود المؤكد للسفير الاسرائيلي ووزير الخارجية الأردني الذي عمل على تمرير الوفد بدلا من حفظ حق الشهيد الاردني بحسب المحامي الجراح. وأبدى الجراح غضبه من الوزير الاردني الذي ترك جثمان الشهيد تحت الماء غريقا طيلة الليل في الوقت الذي رافق فيه السفير الاسرائيلي ودبلوماسيين اخرين ليهربوا الوفد الاسرائيلي عبر المعبر الشمالي.
وختم المحامي الجراح بتأكيده على ضرورة محاكمة الوفد الاسرائيلي بجناية القتل العمد امام المحاكم الجنائية حيث ان الجريمة وقعت على الاراضي الاردنية. ونوه انهم كمشتكين ملتزمين بحال ثبوت براءة الاسرايئليين بالعطل والضرر ان حصل لهم... وهنا أكد الجراح انه يستعجب فيما لو كانت نتائج التشريح والتحقيق تشير الى القتل عن طريق أي سيلة غير الغرق وثبتت إدانة الاسرائيليين فمن سيجلبهم للعدالة بعد ان أمن وزير الخارجية خروجهم للاراضي المحتلة؟؟.