حماس: مؤتمر البحرين جزء من صفقة القرن.. ولا مساومة على سلاح المقاومة
- صفقة القرن تستهدف ابتلاع الضفة الغربية ولا مساعٍ خارجية لإقامة دولة في غزة وأجزاء من سيناء
- مصر تجدد جهودها في ملف المصالحة الفلسطينية، ونأمل أن يحدث ذلك اختراقا حقيقيا.
- مستعدون للتنازل في ملف المصالحة من أجل القضية، لكن لا تنازلات فيما يخص الثوابت.
- متمسّكون بتنفيذ اتفاقات المصالحة السابقة، خاصة الموقّعة عام 2011.
- ندعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفصائل، وإجراء "انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني" خلال فترة معينة.
- سلاح المقاومة هي الورقة الأقوى بيد الفصائل، ولا مساومة عليه.
- نراقب سير تطبيق التفاهمات من الجانب الإسرائيلي، وفي حال المماطلة فإن "المقاومة الفلسطينية سيكون لها كلمة في هذا الموضوع".
- عودة البالونات الحارقة بالانطلاق نحو الأراضي المحتلة، هي حالات فردية، ولا يوجد قرار جمعي بذلك.
- ورشة العمل الاقتصادية في البحرين هي جزء من صفقة القرن، ولم توجّه إلينا دعوة للمشاركة، وإن وجّهت كنا سنرفض.
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سهيل الهندي، إن خطة التسوية الأمريكية المرتقبة والمعروفة باسم "صفقة القرن"، لم تُطرح على وفد حركته، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة.
واستبعد القيادي بـ"حماس"، في حوار أجرته وكالة "الأناضول"، وجود أي مساعٍ خارجية لإقامة دولة في قطاع غزة وأجزاء من منطقة سيناء المصرية، مشددا على أن "صفقة القرن" تستهدف بشكل رئيسي، ابتلاع الضفة الغربية المحتلة.
وجدد تأكيد حركته رفضها إقامة "دولة بغزة، أو دولة فلسطينية بدون قطاع غزة".
**ملف المصالحة
وأكد الهندي أن مصر "جددت مؤخرا جهودها في إطار المصالحة الفلسطينية"، معربا عن آماله في أن تُحدث تلك الجهود "اختراقا حقيقيا في الملف".
وقال:" نأمل أن تحدث الجهود المصرية اختراقا في هذا الملف قريبا، وأن تنزل حركة فتح عن الشجرة، وأن نحدث نقلة نوعية في هذا الموضوع في الشهور القادمة".
ومنذ عام ٢٠٠٧ يسود انقسام سياسي فلسطيني بين فتح وحماس ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات بإنهائه.
وشدد الهندي على أن حركته لديها استعداد كبير لتحقيق المصالحة، معتبرا إياها "بُعدا استراتيجيا لحماس".
وأوضح أن المعطيات التي تعيشها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، بحاجة مُلحّة إلى ضرورة إنجاح المصالحة.
وأكد أن حركته على استعداد لـ"تقديم المزيد من التنازلات في ملف المصالحة من أجل القضية الفلسطينية".
لكنه استبعد في ذات الوقت، تقديم حركته لتنازلات متعلقة بـ"الثوابت" الفلسطينية، ومنها ملف "سلاح المقاومة".
وجدد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" تأكيد حركته على تمسّكها بتنفيذ اتفاقات المصالحة السابقة.
وقال إن حركة "فتح" تضع "شروطا تعجيزية" لإتمام هذا الملف.
وأضاف إن حركته تطرح إنهاء الانقسام، من خلال "مقاربة"، تعتمد على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم جميع الفصائل الفلسطينية، لها عدة وظائف على رأسها تنظيم "انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني" خلال فترة معينة.
وتابع قائلا:" هذا ما ندعو إليه لإنهاء الانقسام؛ إذا لم نستطع إنهائه لنأتي بحكومة وحدة وطنية وانتخابات، سواء كانت النتائج مرضية بالنسبة لنا أم لا".
وشدد الهندي على تعهّد حركته بـ"التسليم بنتائج أي انتخابات".
واستكمل قائلا:" نحن معنيون بالشراكة سواء كنا أغلبية أم لا، معنيون أن يشارك الجميع في القرار الفلسطيني".
**سلاح المقاومة
وفي الحديث عن ملف "سلاح المقاومة" في قطاع غزة، قال الهندي إن هذا الموضوع "لا حديث ولا مساومة فيه".
وتابع في ذلك الصدد:" السلاح بُني بالدم وبمعاناة للشعب الفلسطيني...سلاح المقاومة الورقة الأقوى التي تملكها الفصائل، لذا النقاش فيما يخص هذا الملف مرفوض قطعيا".
**تفاهمات التهدئة
وأكد الهندي في الحوار مع وكالة الأناضول، على أن حركته "تلتزم بتفاهمات التهدئة المبرمة مع إسرائيل بوساطة مصرية، على أساس رفع الحصار عن قطاع غزة، ما التزم العدو الإسرائيلي بذلك".
وقال في ذلك الصدد:" التفاهمات كما هو معروف تقوم على زيادة مساحة الصيد إلى 15 ميلا بحريا، وتحسين العمل على المعابر والتجارة، والمنطقة الصناعة، وموضوع تشغيل العمّال، وتحسين الكهرباء".
في المقابل، تلتزم الفصائل الفلسطينية بوقف الوسائل الخشنة في مسيرات العودة وكسر الحصار، والابتعاد عن السياج الأمني شرقي قطاع غزة، كما قال.
ومنذ عدة أشهر، تُجري وفود مصرية وقطرية وأممية، مشاورات وساطة متواصلة بين الفصائل في غزة وإسرائيل، بغرض التوصل إلى تفاهمات "نهائية"، تقضي بتخفيف الحصار عن القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات الفلسطينية المتواصلة قرب الحدود منذ نهاية مارس/ آذار 2018.
وبيّن الهندي أن بعض بنود التفاهمات بدأ فعلا تنفيذها على أرض الواقع، بينما هناك بعض البنود الأُخرى يتم المماطلة فيها.
وشدد على أن حركته تراقب سير تطبيق التفاهمات من الجانب الإسرائيلي، وفي حال المماطلة فإن "المقاومة الفلسطينية يبكون لها كلمة في هذا الموضوع".
**الوسائل الخشنة
ومؤخرا، عادت البالونات الحارقة بالانطلاق من قطاع غزة للمستوطنات المحاذية حيث أشعلت حرائق في الحقول الزراعية هناك، في خطوة وصفها الهندي بـ"الفردية" من قبل نشطاء فلسطينيين.
ونفى الهندي وجود قرار جمعي حول "عودة الوسائل الخشنة المستخدمة في مسيرات العودة وكسر الحصار".
ويعتقد الهندي أن إسرائيل غير معنية بشن حرب جديدة ضد قطاع غزة، في الفترة الحالية، لكن إن فعلت ذلك فالمقاومة على جهوزية كبيرة للرد، كما قال.
وتابع في ذلك الصدد:" في التصعيد الأخير، الذي دار بداية الشهر الجاري، أرسلت المقاومة رسالة في غضون يومين، عن إمكانياتها النوعية والكمية، فالعين بالعين والسن بالسن".
**ورشة البحرين
وفي تعقيبه على ورشة العمل الاقتصادية التي تستضيفها البحرين، يومي 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل، قال الهندي إن حركته تنظر بعين "الشك والريبة إلى هذه الورشة، كونها جزء من صفقة القرن".
وأضاف مستكملاً:" هي جزء من صفقة التآمر على الشعب الفلسطيني والتي كنا نرغب أن ترفض البحرين باستضافتها، وتمتنع الدول العربية عن المشاركة فيها".
ولم توجّه دعوات لحركة "حماس" للمشاركة في تلك الورشة، بحسب الهندي، مؤكدا على أن "الرفض القطعي" سيكون جواب حركته في حال تم توجيه أي دعوة.
وتلك الورشة هي أول فعالية ضمن خطة سلام تعتزم واشنطن إعلانها بعد شهر رمضان الجاري، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع القدس وحق عودة اللاجئين.
وأعلنت القيادة الفلسطينية، في رام الله، رفضها التام لعقد هذه الورشة، وطالبت الدول العربية بمقاطعتها.
وجدد الهندي تأكيد حركته "على رفض صفقة القرن"، مشددا على أنها "لن تنجح".
وفي إطار مواجهة صفقة القرن، تبذل حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية جهودا للخروج برؤية مشتركة لمواجهة الصفقة، حسب قوله.
وخلال الأيام المقبلة، قال الهندي إن فعاليات مختلفة ستنطلق لمواجهة الخطة الأمريكية.
غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول-