بطل صغير يضيء مسلسل “خمسة ونص” وما كان ينقص أزمة بريطانيا سوى تدخلات ترامب “الذكية” وغزله بجونسون وفاراج
لاقى مسلسل "خمسة ونص”، الذي يعرض على قناة "أم تي في”اللبنانية خلال شهر رمضان مشاهدة جماهيرية كبيرة واستحسان العديد من الناس، على الرغم من بعض الشوائب الواضحة.
المسلسل إخراج فيليب أسمر وبطولةمجموعةمن الممثلين أبرزهم ندين نسيب نجيم وقصي خولي ومعتصم النهار.
تدور قصة المسلسل حول رجل غنيعاشق للسلطة يدعى "غمار الغانم "، يمثل دورهالسوري قصي خولي،الذي يتزوج من طبيبة أورام سرطانية بعد قصة حبمفتعلة من طرفه.
الطبيبة هي "بيان نجم الدين” وتلعب دورها الممثلة اللبنانية ندين نسيب نجيم.
لكن غمار يسيء معاملتها ويفاجئها بوجهه الآخر ، بعد الزواج، وتتدهور العلاقة فتقع بحب حارسها الشخصي جاد، الصديق المقرب لزوجها، ويؤدي هذا الدور الممثل السوري معتصم النهار.
أبطال آخرون وأحداث كثيرة يضج بها المسلسل،مما يفعّل عنصر التشويق والإثارة، ولكنالحبكةالرئيسية تختصر برجلين وامرأة.
إنها التركيبة المتكررة في عدة مسلسلات شاركت فيها نجيم.
ونذكر منها مسلسل "لو”، الذي دارت أحداثه حولامرأة متزوجة من رجل أعمال ثريمشغول عنها دائماً.. وبسببالفراغ العاطفي تقع بحب الفنان التشكيلي جاد،فتخون زوجها، ويبدأ الصراع بين مشاعرها تجاه حبيبها وأسرتها الصغيرة.
وأيضاً في مسلسل "تشيللو” المقتبس من فيلم ” إنديسنت بروبوزال” (الاقتراح غير البريء) تؤدي نجيم دور عازفة بيانو تعشق زوجها "آدم”، ولكنها أيضاً تتورط في علاقة مع رجل الأعمال الثري”تيمور”، الذي يساعدها وزوجها في تأسيس مشروع يحسن من وضعهما المادي.
رغم اختلاف التفاصيل ومجرى الأحداث، ولكن الدراما بمجملهافي المسلسلات الثلاثة مبنية علىرجلين وامرأة … وفي المسلسلات الثلاثة تضيع البطلة بين زوج وعشيق ..
ويبقى السؤال لمَ تتكرر الحبكة الدرامية نفسها؟ هل أفلست الدراما العربية في ابتكارحبكات دراميةجديدة؟!الخيانة على خطورتها ليست الآفة الوحيدة الخطيرة في المجتمع.
أمامن ناحية التمثيل،فقدأبدع معتصم النهار في دور جاد، خاصة في اللقطات الصامتة العديدة التي نطقت فيها عيناه بالكثير فأسرت المشاهدين.
أما البطل الحقيقي في مسلسل "خمسة ونص” فهو الطفل الذي أدى دور جونيور وعمره لا يتجاوز الخمس سنوات.
لقد أدى مشهداً يستحق عليهالإشادة فعلاً.وقدأضافتملامحه الخائفة ودموعه، التي بدتذاتمصداقية كبيرة على المشهد.إنهموهوبحقاً.
وقدأدى دوره بمهارة على الرغم من أن المشهد كانفقط للحظات قليلة، ولكنهفي رأيناكان الأقوى والأكثر تأثيراً على الإطلاق في كل الحلقات التي عرضت حتى الآن.
ولكن المسألة ليست هنا.هل يجوز أن تتعرض الطفولة لكل هذا العنف اللفظي والجسدي؟
في إحدى الحلقات،وفيما كان والد جونيور "غمار” ووالدته "بيان”يتخاصمان،يكتشفان أن جونيور يراقبهما، وهو في حالة من الذعر الشديد.وفي مشهد آخر يصرخ غمار على عاملات المنزل ويهينهن أمام ابنه الصغير ،؟طالباً منهن مغادرة المكان بسرعة.
إلى أي مدى يستطيعجونيور الصغير أو زملاؤه الممثلونالأطفال في مسلسلاتعربيةأخرى أن يفرّقوا بين الحقيقة والتمثيل؟وأين الخط الفاصل بينهما؟ أي أثر تتركهمثل هذهالمشاهد علىبناء شخصياتهم؟
هل هناكإعدادنفسيممكن أن يهيئهم لإداء مثل هذه الأدوار الدرامية العنيفة، وهم عارفون بأنها مجرد تمثيل فقط؟
حتى وإن سلمنا جدلاً بأن مشهد العنف الجسدي في مسلسل "خمسة ونص” صوّر بمعزل عن الصغير وبأنه تم تصوير ردة فعل جونيور بشكل منفصل تماماً، ولكنه كان داخل كادر مشهد العنف اللفظي، الذي جمع بين قصي خولي وعاملات المنزل.ثم ماذا عن آلاف الأطفال المشاهدين، خاصة أن هذه المسلسلات تعرضأو يعاد عرضها في أوقات الصباح والنهار، وليس في أوقات متأخرة في الليل، كما يجري في البلدان المتحضرة.
عودا إلى بدء، لماذا لا تستلهمالمسلسلاتروايات عربية مهمة، علها ترفع من قيمة الأعمال الدراميةالتيتتدهور يوماً بعد يوم؟
ترامب يتغزل بجونسون وفاراج
أثارت تدخلات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شؤون بريطانيا الداخلية والخارجية قبل وأثناء زيارته المشؤومة، الى لندنموجة منالاستياء والغضب في صفوف الكثير من المغردين على تويتر، الموقع المفضل للرئيس الأمريكي، حيث يكتب تغريداته المنفلتة و غير الموفقة غالباً،بالإضافة إلى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
وربما إنها المرة الأولىفيتاريخ الدبلوماسيةالدولية،التي يتم فيها تدخل فظ من هذا النوع فيمحاولةإملاء ما يريدهرئيس أو مسؤولمنبلد آخر.
ففي ذروةالسباقلخلافة تيريزا ماي،رئيسة وزراء بريطانياالتي قدمت استقالتها،والذي يتنافس فيه عدة مرشحين، تدخل ترامبلمصلحة مرشح واحد ومحدد، وهو بوريس جونسون، الذي يشبههه بالشكل وفيالاتجاهاتالشعبويةأيضاً.
وفي قضية مصيرية مثل قضية "البريكست”، أيخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي،والتي عطلت البلد لمدة ثلاث سنوات، وتسببت باستقالة ماي وعدد كبير من الوزراء، وفي الوقت نفسه الذي يرفض فيه الكثير من النواب وحتى الجناح المعتدل في حزب المحافظين خيار "لا اتفاق”،أي خروج بريطانيا من دون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي،دعاترامببريطانيا أنتتمسك بهذاالخيار.هكذا وبكل بساطة،ومن دونإدراكالضررالبليغالذي سيلحق بالبلدالاقتصادي والاجتماعي والثقافينتيجة قرار بائس كهذا.
وأكثر من ذلك، دعا الحكومة البريطانية لإشراكالشعبوي البريطاني الآخر ناجل فاراج، زعيم حزب” بريكست”، في مباحثات الحكومة مع الاتحاد الأوروبي، بالرغم من أنه لا يحتل أي منصب حكومي!
هذه التدخلات الفضة، والزيارة نفسها، أثارت مزيداً من البلبلة في بلد محشورأصلاًفي مأزق كبير سببه دعاة” بريكست” الشعبويون.
على صفحته على التويتر،وصفجيرميكوربين، زعيم حزب العمال المعارض، تصريحاتترامب بأنها غير مقبولة، كما رفض المشاركة في مراسيم استقباله. أماصادق خان، عمدة لندن، الذي يهاجمه ترامبدائماًفي تغريداته، فوصف الرئيس الأمريكيبأنه يمثل «خطراً عالمياً» وأنه يذكر بالشخصيات الفاشية في القرن الماضي، وأن"سلوكه المثير للجدلالمتعارضمع قيم المساواة والحرية والحريات الدينية التي تأسست عليها الولايات المتحدة، أمر لا يتماشى مع القيم البريطانية”.
يبدو أن بعض الضيوف الثقيلةأقدامهم يمثلون نحسا،فأينمايحلون يتسببونبمزيدمن الخراب.
القدس العربي -