jo24_banner
jo24_banner

نور عنايت خان: الأميرة المسلمة التي ضحت بحياتها لدحر النازية

نور عنايت خان: الأميرة المسلمة التي ضحت بحياتها لدحر النازية
جو 24 :
وصفها البريطانيون بالشجاعة ولقبوها بالبطلة لــ "عملها بتفانٍ وإخلاص من أجل الحرية"، وقتلها النازيون بعد تعذيبها بشكل وحشي لمدة عشرة أشهر.

إنها الأميرة الهندية المسلمة، نور عنايت خان، التي قد تظهر صورتها على أكبر عملة ورقية في البلاد من فئة خمسين جنيه استرليني عام 2020، تكريماً لها.

"بطلة المسلمين والبريطانيين"
أقامت المملكة المتحدة تمثالاً للأميرة المسلمة التي ولدت في روسيا عام 1914، في ساحة "غوردون" الشهيرة بوسط العاصمة البريطانية، لندن، وأزيح عنه الستار بحضور الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث، وابنتهما الأميرة آن.

عملت الأميرة التي ترعرعت في بريطانيا وفرنسا، في صفوف قوات النخبة في مجال الجاسوسية لصالح بريطانيا خلال الحرب العالمية، كمشغلة للراديو اللاسلكي عام 1942. وكانت أول امرأة تقوم بتلك المهمة في فترة احتلال ألمانيا النازية لفرنسا، ودفعت حياتها ثمناً "لإخلاصها لوطنها".

ألقي القبض عليها من قبل النازيين في فرنسا، واقتيدت إلى سجن انفرادي في ألمانيا، وتعرضت للتعذيب وللتجويع وللضرب لمدة عشرة أشهر متواصلة، إلا أنها لم تستسلم ولم تكشف عن الأسرار التي لديها ولا عن مهمتها، لتنتهي حياتها بإطلاق النار عليها وعلى ثلاثة اعتقلوا معها في 13 سبتمبر/أيلول 1944. 
 
بعد مقتلها تم منحها وسام "صليب جورج" في المملكة المتحدة، وهو وسام يُمنح لمن قام بأعمال بطولية نادرة، تكريماً لها على شجاعتها وبطولتها.

كما منحتها فرنسا وسام "صليب الحرب" الذي يُمنح للأبطال في البلاد. وأقامت فرنسا لها نصبين تذكاريين بالإضافة إلى إحياء ذكرى وفاتها سنوياً.

وتحولت سيرة حياتها إلى أفلام سينمائية ووثائقية ومسرحيات على خشبات المسارح في الهند والمملكة المتحدة وفرنسا.

صليب السلام في ولاية ميريلاند الأمريكية يثير جدلا بشأن الفصل بين الكنيسة والدولة

أسرة ملكية
قيل الكثير عن الأميرة، وغطت جميع الصحف أخبارها لبطولتها النادرة عند الاعلان عن مقتلها.

وكتبت الباحثة، باسو التي درست حياتها لمدة ثماني سنوات: "لم تتصرف الأميرة نور مدفوعة بولائها المطلق لبريطانيا، بل بسبب كرهها للفاشية والديكتاتورية، كانت فتاة حسناء جميلة وشجاعة وذات شخصية قوية، وذكية وحساسة وموسيقية أتقنت العزف على عدة آلات موسيقية إلى جانب اتقانها للغات الهندية والفرنسية والإنجليزية".

وقالت باسو عنها: "تربت على مبادئ التسامح الديني وكره العنف والاحتلال بكل أشكاله وكانت من دعاة استقلال الهند عن بريطانيا".

ترعرعت في كنف والدها الموسيقي الصوفي، وعُرف عن جدها الأكبر، السلطان تيبو، رفضه الخضوع للحكم البريطاني وقاد معارك ضد الاحتلال، فقُتل في إحداها عام 1799.

أما الأميرة نور، فولدت في روسيا في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1914 لأب هندي وأم أمريكية، أمضت طفولتها في لندن، ثم انتقلت مع عائلتها إلى باريس حيث درست الطب وتعلمت الموسيقى.

وعندما كانت في منتصف العشرينات من عمرها، نشرت قصصاً عن الأطفال الهنود في صحيفة "لا فيغارو" الفرنسية.

وعشية الحرب العالمية الثانية عام 1939 تلقت دورات في التمريض وعملت لدى الصليب الأحمر الفرنسي.

وبعد استسلام الحكومة الفرنسية لألمانيا النازية هربت برفقة والدتها وشقيقتها إلى بريطانيا بواسطة قارب.

 "العمل السري"
وصلت إلى المملكة المتحدة تحت اسم نور بكر هرباً من النازيين، وانضمت إلى سلاح الجو كمشغل لاسلكي. ولاحقاً إلى فرقة النخبة عام 1942.

سافرت إلى فرنسا كجاسوسة لصالح بريطانيا تحت اسم مادلين، رغم أن التقرير الذي أصدرته الجهة التي أشرفت على تدريبها أوصى بعدم تكليفها بمهمة صعبة كونها عاطفية جداً.

وعملت في خلايا المقاومة في فرنسا التي كانت تسمى"بروسبر".

ورغم انتشار خبر اختراق جاسوس نازي لاحقاً لهذه الخلايا، إلا أنها رفضت العودة إلى بريطانيا مخاطرة بحياتها.

ووصفتها باسو قائلةً: "لقد كانت كاتبة قصص أطفال وموسيقية، لكنها سارت في اتجاه معاكس وبرعت في مجال عملها الجديد".

ورغم تصفية العديد من الجواسيس الذين كانوا معها في الشبكة من قبل الشرطة الألمانية السرية، جيستابو، إلا أنها لم تصغِ إلى أوامر القيادة في انجلترا بالعودة إلى الوطن، بل عملت بمفردها في إدارة شبكة كاملة من العملاء في جميع أنحاء باريس لثلاثة أشهر أخرى، غيرت خلال تلك الفترة اسمها ومظهرها مرات عديدة.

وفي النهاية، تعرضت للخيانة بعد أن وشت بها امرأة فرنسية، وأرسلت إلى سجن انفرادي في ألمانيا.

ورغم تعرضها للتعذيب والجوع والتنكيل لمدة 10 أشهر متواصلة، ظلت صامدة ولم تكشف عن الأسرار التي كانت تعرفها. ووصفها النازيون بـ "الخطيرة للغاية".

 Image caption
الأميرة آن، ابنة الملكة إليزابيث خلال حفل إزاحة الستار عن تمثال نور عنايت خان
"امرأة ملهمة"
بعد نقل نور عنايت وثلاثة من العملاء الذين عملوا معها عام 1944، إلى معسكر الاعتقال "داخاو" جنوبي ألمانيا، أطلق عليها ومن معها النار لتكون نهايتها في 13 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

أظهرت الأميرة الجاسوسة صلابة داخلية ومقاومة وشجاعة لا مثيل لها أثناء اعتقالها رغم نشأتها في بيئة مسالمة ومتسامحة .

وتقول سابو:" أعتقد أنه يجب ألا ننسى جهود أكثر من مليونين ونصف المليون من الهنود الذين قاتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، إنهم جزء لا يتجزأ مما نحن عليه الآن".
بي بي سي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير