“دبري نفسك” كادت تقتل سيدة بـ”ولادة مكة”.. والزوج يطالب بمحاسبة المقصرين
"دبري نفسك”.. هكذا ردّت موظفة بمستشفى ولادة مكة المكرمة في وقت مخاض امرأة على وشك الولادة”؛ جاء ذلك في اتهامٍ صريح من زوج السيدة للكادر الطبي والإداري الذي أشرف على حالتها واستقبلها مطالبًا بمحاسبة المقصر وتعويض زوجتي الذي هدر دمها إهمالًا وتقصيرًا من قبل الكادر الطبي، والله يعوضني في وفاة مولودتي، وحسبي الله ونعم الوكيل. وقال المواطن "نايف الزهراني” وفقًا لـ”سبق”: في صباح يوم الجمعة الماضي ذهبت بزوجتي لمستشفى الولادة بمكة المكرمة، قسم الطوارئ، وهي تنزف، فرفضوا أن يستقبلوها بحجة عدم وجود حضانة؛ لأن الطفل لديه تشوهات في الكلى، وقالت الموظفة لزوجتي بلفظ بعيد عن الإنسانية: خذي الأوراق "ودبري نفسك” واذهبي إلى أي مستشفى آخر.
وأضاف "الزهراني”: جميع متابعات زوجتي كانت في نفس المستشفى وأفادوني: إذا شعرت الزوجة بالولادة عليها الذهاب للطوارئ فورًا، ولم يتطرقوا إلى عدم وجود حضانة في حينه، وبحثت عن المدير المناوب لعلّي أجد لديه حلًّا، فلم أجده، وعدت حيث تركت زوجتي فوجدت حالتها ساءت والمكان مليء بالدماء، وتم إدخالها لغرفة العمليات وتأثرت زوجتي نفسيًّا وجسديًّا، وصار لديها نقص حاد في الدم وضعف في التنفس، وبعد هذا الإهمال توفيت المولودة فورًا بعد الولادة والحمد لله على قضائه وقدره. وطالب "الزهراني” بمحاسبة المقصر وتعويض زوجته التي هدر دمها إهمالًا وتقصيرًا من قبل الكادر الطبي. ومن جانبه أوضح حمد بن فيحان العتيبي المتحدّث الرسمي لصحة منطقة مكة المكرمة: أولًا نشكر لكم اهتمامكم وحرصكم الدائم على أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، كما جرت العادة وبخصوص استفساركم عن حالة السيدة ريم الزهراني – 30 عامًا – التي وضعت بمستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة مولودة متوفاة – رحمها الله – والتي كانت تعاني من متلازمة بوتر نتيجة عدم وجود السائل الذي يحيط بالجنين في الرحم؛ إما لأسباب وراثية كأمراض الكلى الوراثية أو انسداد الحالبين وضمور الكلى وعدم إفراز البول، والفشل الكلوي عند الجنين وقلة السائل المحيط بالجنين.
وأفاد العتيبي بأن السيدة حامل في الأسبوع الـ٣٤، وكانت تتابع حملها في العيادات الخارجية بالمستشفى، وتم تشخيص حالة الجنين بأن لديه تشوهات خلقية لا تتوافق مع الحياة (في الكليتين ونقص شديد في السائل الأمنيوسي حول الجنين)، وتم شرح ذلك للأم بالتفصيل، وفي يوم الجمعة الماضي حضرت للطوارئ الساعة التاسعة والنصف صباحًا تشتكي من آلام الولادة. وأضاف: تم استقبال الحالة وجرى الكشف عليها من قبل الفريق الطبي المختص، وتم التأكد من وجود ولادة مبكرة حسب تقدير جهاز الموجات فوق الصوتية المبكّر، كما تبين أن وضعية الجنين بالمقعد؛ حيث تم إبلاغ المريضة بعدم توافر أسرّة في الحضانة؛ لأن حالة الجنين تستدعي دخوله للحضانة في حينها. وأشار إلى أنه تم إرسال فاكس للجهة المعنية بذلك، وأثناء انتظار الرد على الفاكس خرجت لمقابلة زوجها، وبعد ٢٠ دقيقة عادت ومعها نزيف ونُقلت فورًا لغرفة العمليات لمعالجة النزيف، وتمت ولادتها بعملية قيصرية عاجلة لإنقاذ حياة الأم التي وَلدت طفلة متوفّاة تزن ٢ كيلوجرام وهي مصابة بمتلازمة بوتر التي لا تتوافق مع الحياة، وبعد العملية تحسّنت حالة المريضة وخرجت بعد ثلاثة أيام، متمنين لها وافر الصحة وأن يكون الجنين شافعًا لأهله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.