اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين تشكل لجنة.. والرزاز: لن نقف مكتوفي الايدي
جو 24 :
عقدت اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين والتبغ اجتماعها الاول اليوم الاثنين برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز/ رئيس اللجنة وبحضور سمو الاميرة دينا مرعد العضو المراقب في اللجنة والوزراء اعضاء اللجنة وممثلين عن منظمة الصحة العالمية والجهات ذات الصلة.
واكد رئيس الوزراء ان اللجنة ستتصدى وبكل مسؤولية لهذه الظاهرة الخطيرة، واثرها السلبي والمدمر على مجتمعنا وبشكل خاص فئة الشباب، لافتا الى ان المؤشرات والارقام المتعلقة بالتدخين في الاردن مرعبة، حيث يعد الاردن من اعلى دول العالم في نسبة المدخنين.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية الى ان نسبة المدخنين في الاردن تعد من النسب الاعلى في العالم، وتصل الى اكثر من 70 بالمئة بين الذكور حسب احصائيات عام 2015، وهي النسبة الاعلى على مستوى المنطقة، والثانية على مستوى العالم بعد اندونيسيا.
كما تشير الاحصائيات الى ان 9 آلاف إنسان يموتون سنويا في الاردن نتيجة الامراض التي يسببها التدخين، في وقت يبلغ مجموع ما يتم انفاقه على التدخين نحو 6ر1 مليار دينار أو ما نسبته نحو 6 بالمئة من الناتج القومي الاجمالي مقارنة مع النسبة العالمية التي تبلغ نحو 8ر1 بالمئة.
واكد رئيس الوزراء ضرورة ان لا نقف مكتوفي الايدي تجاه هذا الموضوع الذي له تأثيرات بالغة السوء على الصحة ومستقبل الاجيال القادمة، مشيرا الى ان اللجنة ستضع برنامج عمل واجراءات وفق جدول زمني للحد منها.
ولفت الرزاز الى اهمية تعزيز اجراءات التوعية والتحصين ليدرك الشباب في مراحل عمرية مبكرة مخاطر التدخين والادمان عليه، ولاسيما ان الاقلاع عن التدخين اصعب من البدء بالإدمان عليه.
واكدت اللجنة ضرورة تطبيق قانون الصحة العامة وبكل حزم لمنع التدخين في المناطق العامة والمغلقة، والبدء بالوزارات والمؤسسات العامة والمدارس والجامعات ومنع بيع التبغ للأطفال وتحت طائلة المسؤولية، اضافة الى سلسلة من الاجراءات والسياسات الحكومية المتعلقة بالحماية والتوعية وتعزيز دور العيادات الطبية التي تشجع على الاقلاع عن التدخين.
وحذرت سمو الاميرة دينا مرعد من خطورة انتشار التدخين في الاردن على صحة الاردنيين وفئة الشباب بشكل خاص، مشيرة الى انها تابعت عن كثب خلال عملها مديرا عاما لمركز الحسين للسرطان عبر السنوات الماضية فاتورة العلاج الباهظة لأمراض السرطان الناتجة عن التدخين فضلا عن الامراض الاخرى التي يسببها مثل القلب والشرايين والسكري.
واعربت سموها عن ثقتها بأن هذه اللجنة ستحدث اثرا ايجابيا في انقاذ حياة مئات الآلاف من الشباب الاردنيين، معربة عن الشكر لرئيس الوزراء على اعطاء الاولوية اللازمة لهذا الموضوع ولاسيما ان 70 بالمئة من الرجال ونحو 45 من الشباب في الاردن مدمنون على التدخين.
واكدت ان اللجنة ستعمل بشكل شمولي وبطريقة علمية مدروسة لحماية الشباب والاطفال من الاخطار التي يسببها التدخين، وضمان عدم فتح الباب على مصراعيه امام شركات التدخين لتنفيذ برامجها الدعائية والتسويقية لفئة الشباب والاطفال.
واستمعت اللجنة الى ايجاز من ممثلي مكتب منظمة الصحة العالمية في عمان حول حجم مشكلة وظاهرة التدخين في الاردن، مؤكدين ان مؤشر التدخين في غالبية دول ومناطق العالم بانخفاض باستثناء المنطقة العربية التي تشهد ارتفاعا في اعداد ونسب المدخنين، لافتين الى ان كلفة معالجة الامراض الناتجة عن التدخين في الاردن تصل الى نحو 200 مليون دينار سنويا.
واشاروا الى ان الاردن لا يطبق بشكل قوي وحازم قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في المناطق العامة والمغلقة، وضرورة تطبيقه على كافة انواع التدخين بما فيها السيجارة العادية والأرجيلة والسيجارة الإلكترونية.
واكد وزير الصحة الدكتور سعد جابر في تصريح صحفي ان ظاهرة التدخين وصلت الى مستويات خطيرة في الاردن، وهذا له مخاطر كبيرة على الصحة والاقتصاد الوطني.
ولفت الى ان تشكيل اللجنة الوطنية برئاسة رئيس الوزراء يظهر اهتمام وجدية الحكومة بالتعامل مع هذه الآفة، مشيرا الى انه تم وضع تصور اولي وشمولي لمكافحتها.
وقال وزير الصحة " ندرك انه ليس سهلا الاقلاع عن التدخين ولكن في نفس الوقت يجب التعامل مع هذه الظاهرة من كافة جوانبها ووضع خارطة طريق واضحة تتضمن اجراءات مدروسة لحماية الاطفال والمدمنين على التدخين وتدعيم الجانب الصحي والرقابي على هذه المنتجات، ونأمل ان تكون هناك نتائج ايجابية خلال الفترة المقبلة".
وستعمل اللجنة التي ستعقد اجتماعاتها بشكل دوري، على تطوير خطة وطنية لمكافحة التبغ والتدخين بما في ذلك مراجعة القوانين والانظمة والبرامج وكافة الجهود الوطنية المتعلقة بمكافحة هذه الآفة في الاردن بهدف توحيد الجهود وتعزيز وتسهيل دمج أسس مكافحة التبغ في سياسات وبرامج الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وقررت اللجنة تشكيل لجنة تنفيذية برئاسة وزير الصحة لمتابعة الاجراءات والسياسات التي سيتم اتخاذها وضمان تنفيذها على ارض الواقع.-(بترا)