الوزير البطاينة يقدّم رواية مرتبكة لحادثة اليرموك ويناقض تصريح ناطقه الرسمي
جو 24 :
أحمد الحراسيس - بعد 12 ساعة فقط من توزيع الناطق الرسمي في وزارة العمل تصريحا صحفيا مقتضبا نفى فيه بشكل قاطع حدوث خلاف بين وزير العمل نضال البطاينة ورئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي، نشر الوزير نفسه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تأكيدا لحدوث خلاف على شكل "عتاب" مقدما رواية ثانية مرتبكة أمام رواية الجامعة نفسها..
ولم يُقنع البيان الصادر عن الوزير الأكاديميين الذين طالبوا البطاينة ورئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بتقديم اعتذار واضح وصريح للوسط الأكاديمي والأردنيين، وذلك على اعتبار أن ما جرى من تأنيب لرئيس جامعة اليرموك قد مسّ كرامتهم.
كما يثير البيان تساؤلا فيما إذا كان من المقبول أن يسير وزير وراء دعوة شخصية وجهها له أحدهم دون خطاب رسمي، إلا إذا كان الرجل يعتقد أنه قادر على القفز عن جميع البروتوكولات الرسمية بذات الباراشوت الذي هبط به على ديوان الخدمة المدنية، متناسيا أن الجامعة مؤسسة مستقلة لها قانون يحكمها ومجلس أمناء وقامة علمية ترأسها وجرى تعيينها بارادة ملكية سامية.
لا يُعقل أن يقوم شخص بتوجيه عبارات تهديد وتجريح لرئيس جامعة بحجم "اليرموك"، وأن يمرّ مثل هذا الأمر دون محاسبة.
الحقيقة أن الميدان والوسط الأكاديمي عموما يشعر بجرح عميق يشبه إلى حدّ كبير الجرح الذي تسببت به حادثة اعتداء موظفين في جامعة آل البيت على رئيس الجامعة السابق الدكتور ضياء الدين عرفة، بل إن الجرح في هذه المرّة أعمق لكونه جاء من وزير عامل في "حكومة النهضة"، ولا يُفترض أن ينتهي الأمر ببيان ركيك يجري نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي..
وكان وزير العمل حضر إلى جامعة اليرموك، الأربعاء، لرعاية حفل تخريج الفوج الأول من كلية الطب، إلا أنه تفاجأ ببدء مراسم الحفل برعاية رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، ما أثار حفيظته ودفعه للانسحاب من الحفل.
وقالت وسائل اعلام وشهود عيان إن الوزير توجّه إلى رئاسة الجامعة حيث قام بمهاجمة رئيس الجامعة بحضور عدد من الأكاديميين، فيما أصدرت الوزارة تصريحا صحفيا منتصف الليلة الماضية نفت فيه وقوع الحادثة وقالت إنه "لا صحة لما يتم تداوله بخصوص خلاف بين وزير العمل نضال البطاينة ورئيس جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور زيدان كفافي، حيث تمت دعوة الوزير لتخريج الفوج الاول من طلبة كلية الطب بالجامعة، الا ان الوزير ونتيجة لارتباطاته في نشاط رسمي لم يحضر حفل التخرج، حيث توجه لرئاسة الجامعة لتهنئة رئيس مجلس الأمناء ورئاسة الجامعة بتخريج الطلبة".
وبعد تأكيد الدكتور كفافي والجامعة للواقعة وعدم دعوة وزير العمل أصلا لتخريج الفوج الأول من كلية الطب، عاد البطاينة نفسه لاصدار بيان تاليا نصه:
القصة كما هي..............
لم اشأ أن أصدر أي تصريح مني, معتقدا ان التصريح الرسمي الذي صدر عن وزارة العمل ليلة أمس, أكثر من كافي, دون الخوض في التفاصيل.
لكنني وجدت نفسي مضطرا لذلك, كون الموضوع أخذ اكثر من حجمه الطبيعي وتم تداوله بشكل كبير وتضمن الكثير من التأويلات, حول قصتي مع جامعة اليرموك.
كنت قد عاهدت نفسي ان تكون العلاقة بيني كمسؤول والمواطن مبنية على الثقة والشفافية, وأن أحترم عقل المواطن وفكره, وعليه سأسرد الحكاية كما هي:
اولا:- تلقيت مساء اول امس الثلاثاء اتصال هاتفي من احد قيادات جامعة اليرموك, يعلمني ان الجامعة ستقوم في اليوم التالي (الأربعاء) صباحا بتخريج الفوج الاول من طلبة كلية الطب, حيث طلب مني رعاية الحفل, بإعتبار ان هذه الدفعة الأولى لكلية الطب في الجامعة, مما سيكون له أثر طيب في نفوس الطلبة ويرفع من معنوياتهم.
وقد استفسرت منه عما اذا كان رئيس الجامعة في صورة الموضوع, واكد لي ان الوقت متأخر وانه سيطلع رئيس الجامعة على الموضوع, حيث وردني اتصال هاتفي منه لاحقا يؤكد لي رغبة وسرور رئيس الجامعة لحضوري كراعي للحفل وأنه سيتحدث لي ولكنه يعتقد ان الوقت متأخر بالنسبة لي . كما قال لي انهم سينفذوا كل الترتيبات اللازمة بما فيها تجهيز(روب خاص) لغايات ارتداءه اثناء التخريج.
ثانيا:- إضطرت وكون الموضوع متعلق بالشباب وخصوصا الطلبة, وكونهم يتوقعون رعاية من قبل مسؤول في الدولة كما اخبرني المسؤول , ولضيق الوقت , ونظرا للطلب الملح من طرف المسؤول, أن اقبل ذلك, وعلى اثرها قمت بالغاء كافة مواعيدي الصباحية لليوم التالي وتقديم اعتذاري الشديد لمن قمت بالتنسسيق معهم .
ثالثا:- توجهت صباح يوم الأربعاء الى محافظة إربد بإتجاه الجامعة, وعند وصولي علمت ان الرؤية غير واضحة من حيث رعايتي للحفل او الحضور( والأمرعندي سيان) , فأثرت التوجه الى مكان اخر ضمن المحافظة لانجاز بعض الاعمال الرسمية هناك, ومن ثم توجهت مرة اخرى الى الجامعة, وقابلت حينها رئيس مجلس الأمناء, وأنضم الينا لاحقا رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور زيدان كفافي, ,,,,,,, والصحيح انني قمت بمعاتبته لهذه الضبابية وعدم وضوح الرؤية, وعدم إتباع البروتوكولات المعهودة, التي أثرت بالنهاية على جدول أعمالي لليوم المذكور, ومع ذلك قمت بتهنئتهم بتخريج الفوج الأول وعدت الى عمان.
لاحقا , وتحديدا مساء امس الأربعاء تحدثنت هاتفيا و رئيس مجلس الأمناء ورئيس الجامعة , وتبين لنا ان الموضوع كله لا يتعدى مسألة سوء التنسيق من الكوادر, وان الصورة لدى الطرفين كانت مختلفة , مما أدى الى سوء الفهم الذي حصل وطي في وقته.
وعليه تمت دعوتي من رئيس الجامعة لزيارة الجامعة وفي أطار الأخوة وبالتأكيد فانني سوف ألبي الدعوة.
الدروس المستفادة :-
1- رغبة المسؤول للعطاء والتواصل الايجابي , يجب ان يكون في إطار المخاطبات الرسمية والبروتوكولات, لضمان وضوح الرؤية وتوحيدها، فالاتصال الهاتفي ولو من مصدر مسؤول لا يكفي .
2- عدم فتح المجال امام الاشاعات , حيث ان واجب جميع الاطراف اصدار تصريحات او توضيحات تفصيلية , لدحض الاشاعة وهي في مهدها. من اجل ضمان عدم التأويل .
مع احترامي والتهاني الحارة للخريجين وذويهم .
نضال فيصل البطاينة