صحيفة: ورشة البحرين.. جدول أعمال هزيل ولقاء للخمور!
جو 24 :
أظهرت مراجعات لجدول أعمال ورشة البحرين المزمع عقدها في 25 و26 في العاصمة المنامة، والتي تشكل الخطوات المبدئية لـ"صفقة القرن" الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية أنه هزيل وضعيف وغير مترابط.
وقال أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات حول الجدول: "لم أرَ بحياتي هكذا مهزلة، ولا أدري هل هو حقاً غباء أم استغباء أم جهل وقلة خبرة لدى (مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد) كوشنر وفريقه، أم استهتار بهذه الأمة".
وكشف البيت الأبيض في 19 مايو الماضي أنه سيعلن عن القسم الأول مما يعرف بـ"صفقة القرن"، والتي ستتضمن ما يُطلق عليه المسؤولون الأمريكيون "ورشة عمل" اقتصادية لجذب الاستثمارات إلى الضفة الغربية وغزة والمنطقة.
وذكر فريحات في منشور على حسابه في فيسبوك -تابعته وكالة "صفا"- أن ورشة عمل حول مستقبل الفلسطينيين لم ترد في جدول أعمالها كلمة (فلسطينيين).
وأوضح أن الصفحة الأولى في الجدول كُتب: (Middle East Prosperity) وهذا يعيد تعريف الموضوع برمته "أي تطبيع اقتصادي في المنطقة ككل، وليس حصرًا حل المسألة الفلسطينية".
ورغم هذا العنوان الصارخ، ادعى السفير الأمريكي في "إسرائيل" ديفيد فريدمان أن "ورشة البحرين" لن تتضمن مقايضة الجانب السياسي لعملية السلام بحوافز اقتصادية، لافتًا إلى أن عدم مشاركة إسرائيل رسميا جاءت بعد رفض السلطة الفلسطينية الحضور.
وقال فريحات: التوقيع على الصفحة الأولى تقول: "استضافة (hosted)فـ"إذا كان هذا (أمريكا) هو المستضيف فمن المنظم؟(organizer) ، وأضاف: "للمرة الأولى أرى ورشة بدون منظم".
وبين أنه تم ذكر اسم الدولة الصغيرة في البداية (البحرين) ثم الكبيرة لاحقاً (الولايات المتحدة)، ولفت إلى أن يشير إلى فشل وتراجع الموضوع كله.
وأوضح فريحات أن كوشنر يريد أن يتنصل ويصّدر الفشل إلى البحرين، خصوصًا أنه لا أحد يتبنى "التنظيمط فقط الاستضافة".
ولفت إلى أن الصفحة الأولى وردَ فيها "لقاء كوكتيل"، وهو عادة يوحي بلقاءات يتخللها مشروبات كحولية، "وهذا يظهر مدى احترامهم لثقافة عربية مسلمة وللمدعوين فيها".
وأشار إلى أن "معظم جدول الأعمال يركز على التشبيك "Networking" أي تطبيع علاقات. والسؤال تطبيع مع من؟ إذا لم يحضر الفلسطينيون ولم تتم دعوة "إسرائيل" رسميًا، فهل الهدف هو تشبيك علاقات بين العرب!".
وقال فريحات ساخرًا: "كل هذا الإعداد والتخطيط والضجة على يوم واحد! كان بإمكانهم يعملوها (تنظيمها) على سكايب (برنامج للتواصل المرئي) ويريحونا!".
وأضاف: "هالأوقات العرس يأخذ ثلاث أيام!، مهزلة وإفلاس وفريق ثلاثي جاهل (كوشنر، جرينبلات، فريدمان) يتحكم في مصير أمم! ولكن غيابنا فتح المجال لهم ليعملوا أكثر من ذلك!".
أما المحلل الاقتصادي عمر شعبان، لفت في مراجعة لجدول الأعمال أن برنامجه ضعيف وغير مترابط وغير ذي علاقة.
ولفت إلى أن من يتحدث فيه أثرياء من الخليج وأساتذة جامعات ومدراء شركات أمريكية ضخمة عن منطقة لا يعرفون عنها سوى القليل، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين نجحوا في إضعاف المؤتمر ومحاصرته وتخفيض نجاحه.
وتعتبر "صفقة القرن" مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها حاليًا-رغم عدم الإعلان عنها حتى اللحظة-، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية في حسم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن عن "إزاحة" القدس عن طاولة المفاوضات-المتوقفة من 2014-ونقل سفارة بلاده إليها وإعلانها عاصمة للكيان الإسرائيلي.
كما بدأ بإجراءاته لإنهاء الشاهد الأخير على قضية اللجوء عبر وقف المساعدات الأمريكية المقدمة لأونروا.
وكان نتنياهو أعلن خلال دعايته الانتخابية أنه سيعمل على ضم الضفة الغربية تحت السيادة الاسرائيلية ولن يقتلع أي مستوطن أو مستوطنة منها، وذلك عقب اعتراف ترمب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.
وكشف تقرير أعدته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أن خطة ترمب المعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن" لن تشمل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة بل حكماً ذاتياً ورفاهية اقتصادية.-(صفا)