2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"مقابلة الرزاز " دفاعٌ عن النفس وتعویل علی صبر المواطن

مقابلة الرزاز  دفاعٌ عن النفس وتعویل علی صبر المواطن
جو 24 :
 بدا رئیس الوزراء الدكتور عمر الرزاز خلال مقابلته التي أجراھا عبر شاشة التلفزیون
الأردني مساء أول من أمس منغمسا بالدفاع عن نفسه، مبدیا مقاومةً لنتائج استطلاع الرأي الذي
ُعلن مؤخرا، ومقاومةً
أجراه مركز الدراسات الأردنیة بمناسبة مرور عام على تشكیل حكومته و
أخرى لانطباع الخبراء والمواطنین بأن عامه الأول لم یكن مثالیا.
ٍ حدیث الرزاز كان بمثابة رسالة تحد للصالونات السیاسیة والمواطنین مفادھا أن ”الحكومة ماضیة
وتتمدد وأن صبر المواطن علیھا كفیل بإنجاحھا، والأیام المقبلة واعدة"، معربا عن رضاه الكامل
عن أداء فریقھ الوزاري ممن حسبھم الرأي العام علیھ من المقربین، في وقت ما یزال الناس تراھن
على أن اختراقا في وضع البلد الاقتصادي والسیاسي لن یحدث في ظل سیاسة الحكومة الحالیة.
الرزاز اعتبر، خلال المقابلة أن نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتیجیة في الجامعة الأردنیة
الذي أظھر انخفاض ثقة الأردنیین بالحكومة، ”درسا مستفادا"، وللمرة الأولى یطلب رئیس للحكومة
ّ دراسة ما ورد بالتقریر، مركزا على ارتفاع ثقة الناس بحكومتھ إبان تشكیلھا وانخفاضھا بعد مرور
عام.
رسائل الرزاز التي بعث بھا وقد بدا متماسكا، الأولى كانت في الشأن الاقتصادي حیث أشارت إلى
أن ”لدى المملكة احتیاطا نقدیا یكفي لـ7 ّ أشھر، كما أن الوضع المالي مشجع خلافا لما یثار في
الصالونات السیاسیة من تأثیرات اقتصادیة على وضع الدینار، لیضع حدا للإشاعات في ھذه
المسألة".
والرسالة الثانیة كانت موجھة للمواطنین، ومفادھا أن ”نظرتھم السوداویة للحكومة لم تأت من
قرارات الحكومة وعجزھا عن تحسین أوضاعھم، وإنما بسبب دراسات عالمیة أثرت على شعبیة
حكومته رغم ما حققت من إنجازات في عدة ملفات".
غیر أن النظرة السوداویة لم تلاحق الرزاز فحسب، بل سبقته إلى رئیس الوزراء ھاني الملقي
وكانت سببا في الإطاحة بحكومتھ، ولم تكن ھاجسا لأي حكومة من ذي قبل.
الرزاز یرى أن أول ھموم المواطن یتمثل بالبطالة، موضحا أن السوق الأردني یولد بشكل طبیعي
30 ألف فرصة عمل سنویة، وسیحقق مع حملة الحكومة بھذا الخصوص 60 ألف فرصة عمل
العام الحالي في ظل وجود 300 ألف عاطل عن العمل في الأردن.
كما بدا الرئیس متفھما لما یقولھ من حیث التخطیط طویل المدى، مركزا على جوانب الخدمات
العامة كالنقل والتعلیم والصحة وتحسین جودة الخدمات المقدمة للمواطنین لیلمس المواطن أثرھا،
داعیا الناس إلى الصبر على الحكومة اقتصادیا وسیاسیا.
وألمح الرزاز كذلك إلى عدم رغبته في الحدیث عن ملفات الإصلاح السیاسي، باستثناء ملف
الإدارة المحلیة الذي بدا متحمسا لھ، فیما اعتبر قانون الأحزاب جیدا ویحتاج لنظام مالي جدید
لتمویل الأحزاب یراعي العدالة وقدرة الحزب في الحیاة العامة.
في حین بدا أنه لا یرید صداما مع النواب والحدیث عن أي مفصل من مفاصل القانون الانتخابي،
إلا أنه أشار سریعا الى ان ھذا القانون ربما سیدرج في الدورة العادیة المقبلة لمجلس النواب حال
الانتھاء منھ.
ووجه أیضا رسالة للموظف العام أكد أنھ مراقب ومتابع، ویرید العمل بجد واجتھاد إذا ما تمت
متابعتھ جیدا، مشیرا إلى حرصھ على متابعتھ ووزراءه لسیر العمل في المؤسسات الحكومیة، غیر
أنه ركز على قضیة طالما تغافلت عنھا الحكومات، وھي أن عوائد التنمیة یجب أن تتوزع على
المحافظات، وأن الأردن لیس عمان، وھي فكرة طالما دارت بخلد كل مواطن وأصبحت تشكل
تنبيهات

ھاجسا له.
عناوین الإصلاح الاقتصادي، والخدمات العامة كانت الأبرز في حدیث الرزاز لجھة نھجه وعقلیته
الذي یعد مخططا استراتیجیا تنمویا من طراز رفیع وینظر الى العمل بعد سنوات بعد ان یمحصھ
مناقشة وتدقیقا خلافا للنظر الى القضایا الاستراتیجیة من منظور سیاسي، فھو یتقن إنجاح البعض
لتعمیمھ على الكل رغم المعارضة الشدیدة التي تمارس على حكومته من كل حدب وصوب.
ففكرة نجاح الرئیس في إدارة دفة التعلیم وتوجیھھ بشكل مستدام یسعى الى تعمیمھا على الصحة
ّ والنقل، غیر أنه یحتاج الى وقت كبیر مل الناس انتظار تصویبھما على مدار اكثر من عقد من
الزمان.
المراحل التي تحدث عنھا الرزاز في آلیات عملھ، ومنھا البدء بإطلاق مراحل النقل الجدیدة، قائلا
إن ”الناس ستلمس أثرھا كما لمست أثر التعلیم سعیا الى تعمیمھا على قطاع الصحة الأكثر طلبا من
الناس".
الحدیث عن العمل الحكومي ضمن جدول زمني وتقییم مؤشرات أداء ومراجعة وتغذیة راجعة
مصطلحات لم تعتد علیھا الحكومات السابقة، لكنھا أصبحت أمرا أصیلا في برامج الحكومة الحالیة،
إذ أن الرزاز ومن خلال تعھداتھ التي استطاع ان ینجزھا والتي لم ینجزھا والتي حاول ان یبحث
لھا عن حلول ستؤتي أكلھا لأنھا باتت عملا روتینیا حكومیا ونھجا جدیدا للحكومة.
الرسالة المھمة أیضا ان الرئیس یمتلك زمام العمل في الحكومة ویوجھھا وقد درس ملفاتھا جیدا،
في إشارة الى مراجعة اتفاقیات الحكومة المتعلقة بقطاع الطاقة، فضلا عن تأكیده لوجود مبالغة في
بعض القضایا التي تطرح في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والمتعلقة بالفساد، ما یعني انھ
مطلع على كل صغیرة وكبیرة في ھذه الملفات.
وكان الرزاز أشار، بعد مرور مائة یوم على حكومتھ، إلى أنه”لا یمكننا مواجھة المواطن دون
محاسبة الفاسدین، وقد فتحنا ھذا الملف على مصراعیھ وقضیة الدخان إحدى قضایا كثیرة عملت
علیھا الحكومة فضلا عن التھرب الضریبي الذي ھو نوع من أنواع الفساد".
ولسان حال الرزاز یقول ”قد یكون ھناك مبالغة في الحدیث عن الفساد، لكن الفساد حقیقة موجودة
لن نتھاون فیھا وانھ لن یغلق أي قضیة فساد طالما ھو مطلب وھاجس وطني".
ورغم أن أسئلة الحوار التلفزیوني كانت معلبة ومعدة مسبقا، الا ان الرزاز خرج عن النص مرارا
وأراد إیصال رسائل، أبرزھا ان الشأن المحلي الداخلي ھو أول اولویات حكومتھ والاقتصاد
ھاجسھا، وانھ لن یدخل في أي سجال مع أي جھة أو طرف طالما انه نال الضوء الأخضر لیعمل
وفق برنامج محدد وثابت ومنسجم مع افكاره وتطلعاته .
لم یتحدث الرزاز عن المستقبل وبرامج حكومتھ المستقبلیة، ولكنه تحدث عن الامل وبصیص النور
في آخر الطریق، وبدا خبیرا وواقعیا بعیدا عن الأسلوب الحالم الذي كانت مأخذا على حكومتھ
سابقا، وتحدث بصراحة أن ما یھمھ ما یطرح على أرض الواقع ولیس ما في النفوس وخبایاھا،
وانه لیس خصما لأحد.
ولم یتطرق الرئیس إلى الشأن الخارجي أو علاقة الاردن مع دول الجوار أو الولایات المتحدة
الأمیركیة او أزمات المنطقة، فیما ختم بالثوابت الأردنیة في القضیة المفصلیة للاردن، وھي
القضیة الفلسطینیة.
ما یؤخذ على لقاء الرئیس أنه جاء كرد الفعل وكان علیه أن یبادر قبل استطلاع الرأي لیعلن عن
إنجازات حكومته وفریقه الوزاري موثقة منظمة وعبر وسائل الاعلام لیقول ما لحكومته وما علیھا
بصراحة وشفافیة. الغد
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير