jo24_banner
jo24_banner

أنوثة وأسماء.. كيف تمشي النساء في اللغة العربية؟

أنوثة وأسماء.. كيف تمشي النساء في اللغة العربية؟
جو 24 :

الجَمالُ، مفهوم غير جامد أو غير ثابت، عند العرب، وإن وصفت أشياء ثابتة، كالعين والفم والوجه، بالجَمال، ومعهما بقية الجسد، فإن الأخير قد يفقد عنصر الجمال الذي ينطوي عليه، إذا كانت حركته لا تتصف بنوع من التناسق أو الجملة الحركية المتناغمة. فجمال المرأة، يختفي، إذا كانت مشيتها "قبيحة" كما يرد في العربية القديمة.

ومشي النساء، عند العرب، برز في اللغة، كعنصر أساسي من عناصر الجَمال، فاكتسبت تلك المشية، أسماء وصفات مختلفة، وأصبح هناك أكثر من 15 نوعاً لمشي النساء، بعضها جميل وبعضها قبيح أو غير مفضَّل، وبعضها مكروه إلى أبعد حد.

 
مشية قبيحة

ويوصف مشي النساء، في العربية، بالتَّهادي، والتهادي وإن يتضمن حكم صفة، إلا أنه ينقلب حكم قيمة، ويصبح التهادي، وصفاً للمشي المحبوب المتناسب ومعنى الأنوثة في حركة المرأة. ويقابله، في الجهة المعاكسة، مشية القَرصعة، ويقال قَرصعت المرأةُ، في إشارة إلى مشية قبيحة لا يحبّها العرب. وتنقل بعض أمهات اللغة العربية، أن القرصعة، هي مشية فيها تقاربٌ، أو أنها مشية "ليّنة الاضطراب" على ما تحمله هذه العبارة من دلالة دقيقة.

لكن الاضطراب التام، يشاهد بمشية أخرى، هي التهزّع، فيقال تهزعت المرأة في مشيتها، بمعنى اضطربت. ولمّا يقال تهزّعت الإبل، فيعني أنها اهتزّت. والهزع، محركة، تعني الاضطراب. وتهزَّع الرمحُ، اضطرب واهتزّ.

والمرأة تزأزأت في مشيها، وزأزأَ الشيءَ، حرَّكه، وتأتي أحيانا بمعنى خوَّفه، يوضح تاج العروس. ويشار بالزأزأة، إلى مشية المرأة لو حرَّكت أعطافها.

مشية غامضة

وزافت المرأة، وتقال الكلمة للحمامة بمعنى إذا نشرت جناحيها وذيلها، على الأرض. أمّا زاف الرجل، فهي مشيته مسترخي الأعضاء. ويوضح تاج العروس، أن زافت المرأة في مشيتها، أي تراها كما لو أنها تستدير! وفي ذلك إيضاح منه لنوعية تلك المشية التي يبدو فيها التمايل آخذا معه الرأس والوجه، يميناً أو شمالاً، فتبدو المرأة كما لو أنها تنظر إلى جانبيها أو وراءها. والزيّافة من النوق، المُختالة. وكلمة الزيف والتزييف من هذا المكان، في اللغة، ما يدعو للتبصّر.

والمرأة في مشيتها، بَدَحَت، أي مشت مشية حسنة. لكن كيف تكون مشية المرأة حسَنة، إذا بدَحت؟ يوضح تاج العروس في بعض تفاصيل البدح، أنها مشية فيها تفكّك! وينقل أن كلّ ما توسَّع، فقد تبدَّحَ. ولفهم التبدّح في مشية المرأة، فالبدح، أيضا، هو عجز الرجل عن حمل يحمله، والمرأة الملآنة، يقال عنها امرأة بَيْدح، أي ذات بدن. ويفصّل التاج، أكثر، في الفعل كي تفهم المشية تلك، فيقول إن البدح ضربك بشيء فيه رخاوة، كما تأخذ بطّيخة فتبدح بها، إنساناً. والتبادح، التّرامي بشيء رخو. كل ما سبق من التاج.

وبالقرب من مشي تلك المرأة البيدح؛ فهناك المرأة المَيَّاحة، وهي ميّاحة تميحُ، تقول الأمهات إن الميحَ ضربٌ حسنٌ من المشي، ويقول التاجُ، إن الميح هو شيءٌ كمشي البطّة! ويستعمل الفعل للرجل، فيقال مرّ فلانٌ يتميَّح، أي يتبختر ويتميّل وينظر إلى ظلّه. وليس غريبا، والحالة هذه، أن يكون الماحُ هو صفرة البَيض أو بياضه.

تمشي مشية الرجال

ويقول العرب عن المرأة، تقتَّلت في مشيها، أو أنها في مشيتها، تتقتّل، وفيه تثنِ وانحناء، إلا أنه إلى الضعف أقرب، فالتقتل في المشي، قد يحصل من إصابة في القدم أو الكاحل أو الساق أو الفخذ، هنا تكون مشية التقتّل، على شيء من "التفكك" الذي وضعه تاج العروس، صفة لمشية المرأة البيدح. ومثله تهالكت المرأة في مشيتها، وكلّها من تعابير الدلال والطراوة في الحركة.

ولمّا تمشي المرأة مشية تشبه فيها الرجال، فقد تفخّتت "من الفاختة" وذبلت، والتذبّل من أنواع المشي عند النساء، أيضا. وعندما تحرّك كتفيها في المشي، فقد كتفت.

والمشية البَخترية، وتقال للرجل والمرأة حسَنة المشية في خيلاء، والأنثى بخترية، والرجل بختري. وللعانس، مشية، بحسب عرب اللغة، على أساس أن مشيها ثقيل، ويسمّى التجبُّس، فيقولون: تجبُّس العانس. فيما يعتبرون، بحسب ابن سيده، بأن أخفّ مشية هي تلك التي تمشيها الأصغر سنا، أو التي في طور البلوغ أو بالكاد قد وصلت إليه.

خشبة بين ثَورين!

وأشهر أنواع مشي النساء، هو الميسان، أو التميُّس، ومنه اسم ميساء وميسون وميس. ويقال امرأة ماست وميّاسة. والتميّس، مزيج من الانحناء والتثنّي والإبطاء والتمايل، وفيه مجمل أنوثة المشي، بحسب الأمهات، والرجل يميس هو أيضاً.

والتميس تبختر وتهادٍ، ولأنها تقال للهودج والجَمل، ففي الميسان، ميلٌ، وسمّي الأسد بالميّاس لتبختره، وكذلك الذئب، لأنه يميس في مشيته، والمَيسون الغلامُ الحسَن الجميل، يقول التاج، وميسون اسم أنثى، وملكة، والميّاسة من النساء، هي تلك المختالة في مشيتها.

وكانت العرب تسمّي الخشبة الطويلة التي بين الثّورين، بالمَيس، والمعنى واضح من طبيعة الحركة الناتجة. وبعامة الميس، يقصد فيه التكثّر، في معانٍ: أماسَ اللهُ المرضَ فيهم، أي كثَّره. والميس يقال في الشجر أيضاً. وما يكون للشجر مع الريح، يكون لجسد المرأة وهي تمشي.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير