jo24_banner
jo24_banner

عيد الاول من ايار

حمادة فراعنة
جو 24 :

نجح الشيوعيون في إيجاد مساحة خاصة لهم، وسط الزحام، كحزب وطني مستقل، بين الأحزاب القومية واليسارية، بل وفي طليعتها، من خلال عدة وقائع فرضتهم كقضية وموقف وجعلت من حضورهم حدثاً، وذلك من خلال:
أولاً: ورقة النقاش التي قدموها لحلفائهم في الأئتلاف القومي واليساري الذي إنفض عن جبهة الأصلاح وتحولت إلى « إخوانية « الطابع والموقف، بعد تجميد عضويتهم مع النقابات المهنية من إطار جبهة الأصلاح، وإقتصارها على الإخوان المسلمين ومن يتبعهم، وقيمة ورقة الشيوعيين أنها أحدثت صدى، وفعلت فعلها، بعد أن إستجابوا لتعديلات طلبها المشاركون في الأئتلاف، وغدت الورقة عنواناً لمشروع سياسي جبهوي لاحق.
ثانياً: مؤتمرهم التوحيدي الذي حمل مشروعهم التفاهمي، ودلل على سعة أفق قيادة الحزب وتعاملها برحابة صدر مع رفاق الأمس الذين تركوا مواقع الحزب ومكانته لإسباب مختلفة، وأصبح هذا من تركة الماضي، ويتم العمل على نسيانه لدوافع وطنية وحزبية، بعد مشروع مؤتمر أذار التوحيدي.
ثالثاً: مسيرة الأول من أيار المميزة، التي ضمت النساء والرجال، وإقتصرت على لونهم السياسي والفكري، لتوصيل رسالة مفادها أن تراث « أيار « صنعته تضحياتهم على المستوى الوطني والقومي والعالمي، وأن ذلك سيتواصل، وفق ورقتهم الجبهوية ومشروع وحدتهم الحزبية، ووسط الناس الذين يتلهفون، لرؤية تقدمية عصرية، بديلاً لما هو سائد من هيمنة القوى الأصولية، وتطرف رجعي، وعمليات إغتيال وتصفية وغيرها من العناوين المدمرة، عززها « الربيع العربي « الذي حلم به الأنسان العربي وتاق إليه، فتحول الحلم من الرغبة نحو التعددية وصناديق الأقتراع وتداول السلطة وفق إفرازات نتائج الإنتخابات وحصيلتها، إلى فجيعة مأساوية مدمرة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرها.
مسيرة الشيوعيين لاقت الإهتمام والحماية من قبل الأمن العام، ضد محاولات الأعتداء عليها من قبل عناصر، يفتقدون للحس بالمسؤولية، فتصدت لهم الشرطة، لحماية المسيرة وحقها في التعبير، وحينما سأل أحدهم العقيد بسام العجارمة الذي أدار الحماية ووفرها قال:
« ليس لنا علاقة بالسياسة، التعليمات لدي أن أحمي الممتلكات الخاصة والعامة وحق الناس في التعبير السلمي المدني، وتقديمهم للقضاء لمن يتجاوز القانون، فالقضاء وحده صاحب الحق في إدانة أو تبرئة من يتجاوز القانون أو يتطاول عليه، ونحن لسنا مع أحد ضد أحد، نحن مع الجميع الذي يلتزم بالقانون وبالتعبير السلمي المدني، وليس لدي موقف سياسي، فأنا أمثل القانون وأطبقه «.
مسيرة تباهى بها الشيوعيون، وتستطيع الشرطة أن تتباهى بها أيضاً لأنها ثمرة نجاح، وتعبير عن رقي أردني في التعامل مع التعددية، ونموذجاً للمدنية التي ضمت في صفوفها الشيوخ والشباب والنساء والصبايا إنحيازاً لموقف وفهم ووعي.

الراي

تابعو الأردن 24 على google news