بعد الضجة.. مارسيل خليفة: "تصبحون على وطن"
جو 24 :
بعد الضجة التي أثارها الفنان اللبناني مارسيل خليفة، إثر رفضه أداء النشيد الوطني اللبناني في حفله الذي حمل عنوان "تصبحون على وطن"، بافتتاح مهرجانات بعلبك الدولية، مساء الجمعة.
اضطر الفنان إلى الخروج للعلن وتوضيح ما حدث، حيث كتب خليفة عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشورا قال فيه: كلنا للوطن ...شوارع الوطن تفيض بالزبالة. الكهرباء مقطوعة ٢٤ على ٢٤ البيئة ملوّثة: الأكل والشرب والأمراض. الناس تموت على باب المستشفيات. جبال الوطن تحولت إلى حصى ورمل.
نشيدي في افتتاحية بعلبك كان لوطن عاصي ومنصور الرحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وفيلمون وهبة وصباح ووديع ونصري شمس الدين.
وطنهم هو وطني.
كيفما التفت خصومك يحاصرونك بثرثراتهم. وأعداؤك يطالبونك بأن تدعهم يحبونك. ماذا تقدر أن تفعل ضد محبتهم؟ أقاوم الإعصار بوتر العود.
(سهلنا والجبل، منبت للفتن)
أمكنة دبقة ومهسترة. لم يعد من الممكن العيش فيها مع الحياة. كل شيء موسّخ. ضاق ضاق الوطن! ليتنا نصبح على وطن لا يزال فيه العشب أخضر والماء ماء والأحلام أحلام ولو خابت.
الوطن الذي نريد هو الوطن الذي سيعيد إلينا الضحك على مدى صوته. سيعيد إلى الناس العيد والاحتفال سيحمل في ما سيحمل إلينا الحب إلى العرش. لأنه نور الخبز وخمره. الخبز يابس بلا فرح الخمر وصوفية نشوته. اتسع الشعور بالفراغ : "الله" واحد. الخراب واحد. الحاكم واحد. الصفر واحد.
سنحاول أن لا نكون "واحد" لنواجه الواقع وحتى لا تصرعنا الخيبة.
لنا وطن الحب وليس لنا غيره. سنمسك الأمل المطل كما يمسك الغريق خشبة الخلاص. أكثير أن نحلم بهذا القليل. فليطلع ذلك الوطن من كل الجراح. فلينبثق من الخوف. بإيمان الصغار الذين ينتظرونه.
أتذكّر عندما كنّا صغاراً كنّا نلوك النشيد في ملعب المدرسة قبل الصعود إلى الصفوف تحت الشتي والبرد والشمس الحارقة. "ملء عين الزمن" كيف سننهض من قهرنا في زمن القسوة. نبكي أعماراً قتلوها. أسكنوا فيها الخوف. ومتنا من القلق من الحسرة من التهديد من الذل من الخوف من الظلم من القهر ومن الاغتراب".
وأضاف خليفة: "كانت تحتلنا الجيوش صارت تحتلنا الأشباح في وطن الطوائف. نريد وطناً لا يمنعنا ببطشه أن نكون أحراراً بل بالعكس يساعدنا أن نمارس حرياتنا كاملة دون خوف ودون تشويه ودون تهديد وفي إطار من الحياة المتفاعلة ومن البشر المتفاعلين. وطن يمهد لقيام مجتمع لا يعود في إمكانه أن يغدر بمواهب موهوبيه وأصالة أصيليه ولا يعود محتماً عليه كي يحافظ على نفسه أن يفسد البراءة في النفس البريئة ويخنق الصوت الصافي في حنجرته ويقضي على كل تطلُّع إلى المستقبل ويخمد نار الحماسة بقذارة اليأس. وطن البشر لا نشيد وطن الطوائف.
تصبحون على وطن".
منشور خليفة قسم الشارع اللبناني بين مؤيد لموقفه ومعارض له، إذا انتقدت بعض الصفحات تصرّف الفنان واعتبرت أنه كان بإمكانه أداء النشيد ثم إيصال ما يود إيصاله من احتجاج، ومنها من أكد أن موقف خليفة قد سلط الضوء على مشاكل يعاني منها اللبنانيون منذ سنوات طوال وحتى اليوم.