ما قصة الجمجمة البشرية التي أحدثت ضجة في كندا؟
تعرضت كلير راتي، المرشحة عن حزب المحافظين للانتخابات التشريعية المقبلة في كندا، لانتقادات شديدة وأثارت جدلاً سياسياً على نطاق واسع.
وسبب هذه البلبلة والضجة الإعلامية إهداء المرشحة جمجمة بشرية إلى صديقها الحميم أوليفر جيمس، الذي بدوره اعتبرها هدية مميزة وشكرها في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك.
فما قصة هذه الجمجمة التي أطلقت وابلاً من التعليقات الساخرة والإنتقادات لحزب المحافظين؟
بدأت الأحزاب المتنافسة في كندا بحملاتها استعداداً للانتخابات التشريعية التي ستجري في 21 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في ظل حالة من الاستنفار والحذر من أي تدخلات أجنبية وخاصة من قبل روسيا حسبما أشار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودود، إلى جانب التنافس الشديد بين الحزبين الرئيسيين في البلاد، المحافظين والليبرالي.
ويعود تاريخ هذه الجمجمة إلى القرن السابع عشر بحسب المصادر المحلية ووفقاً لما كتبته كلير في صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر.
وتعد كلير المرشحة الأكثر شعبية والأوفر حظاً في الفوز عن حزب المحافظين في مقاطعة "وادي سكينا بلكلي" في مدينة فانكوفر في مقاطعة "بريتش كولومبيا".
وقالت المرشحة: "إن مستندات الشراء تظهر أن الجمجمة أوروبية، وأمضت حوالي ستة أشهر في البحث للتأكد من أن البائع الذي اشترت منه الجمجمة، يلتزم بالقوانين التي تنظم بيع و شراء هذه الأشياء".
وقالت تريسي داوني، المديرة التنفيذية في جمعية الأمير روبرت لخدمات السكان الأصليين: "يجب إعادة الرفات إلى أي شخص أو جهة قريبة من صاحب الجمجمة، حتى لو لم يكن من السكان الأصليين، أعتقد أنه أمر مروع".
لكن كوري هان، مدير الاتصالات في حزب المحافظين، دافع عن المرشحة كلير بشدة وقال: "ندعم كلير 100 في المئة، لقد اتبعت الطرق اللازمة لشرائها فلا توجد أي مشكلة".
قضية حساسة
وتعد هذه القضية حساسة للغاية بالنسبة للسكان الأصليين، بسبب عدم احترام رفات أجدادهم، وخاصة أنهم "تعرضوا لسوء المعاملة في الماضي".
ولايزال رفات العديد من السكان الأصليين معروضاً في المتاحف أو بحوزة مجموعات خاصة في جميع أنحاء العالم.
وتقول راتي إنها تتفهم القلق الذي عبر عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات مهمة في البلاد، إلا أنها أكدت أن الجمجمة ليست للسكان الأصليين بل لأوروبيين وإنها اشترتها من متجر خاص من تورنتو.
وقالت راتي التي تملك محلاً لعمل الوشم بالاشتراك مع صديقها أوليفر، إن الجمجمة ستُستخدم لأغراض فنية كمصدر لأعمال وفنون الوشم.
وأضافت: "تشكل قضية الرفات البشرية وأمر إعادتها إلى موطنها الأصلي قضية حساسة لدى السكان الأصليين".
وقال شون غراهام، أستاذ التاريخ بجامعة كارلتون وعالم الآثار: "يتم شراء وبيع الرفات البشرية بكثرة عبر الإنترنت، البشر لا يجب أن يتحولوا إلى سلع، وغياب القانون لا يجب أن يجعل اتباع سلوك غير أخلاقي أمراً مقبولاً".
والجدير بالذكر أن معظم سكان بريتش كولومبيا من أصول إنجليزية واسكتلندية وأيرلندية، ولغة المقاطعة الرسمية هي الإنجليزية.
ويبلغ عدد سكان كولومبيا البريطانية حالياً ما يقرب 4.6 مليون نسمة، ويعود الفضل في زيادة عدد السكان، إلى المهاجرين الذين قدموا من جميع أنحاء العالم إليها بسبب نقص اليد العاملة.بي بي سي
وكان عدد سكانها في السابق لا يتجاوز الألفين عام 1886.