غدير الشيرازي أول فتاة عربية تهوى صناعة دمى الريبون
تمتلك الشابة الكويتية غدير الشيرازي موهبة فريدة وغريبة على الدول العربية، حيث تعتبر أول فتاة عربية تصنع دمى تشابه الأطفال الحقيقين إلى درجة كبيرة جدا.
وفي لقاء خاص مع "سبوتنيك"، تحدثت الشابة غدير عن تجربتها وكل ما يتعلق بهذه الهواية، بعد أن تعلمتها خارج بلادها، ونجحت في تطويرها وتحويلها من مجرد هواية تمارسها، إلى عمل ونشاط فني واجتماعي.
وتقول الشيرازي عن بداية تجربتها في عالم صناعة الدمى: "تعلمت صناعة دمى الريبون في بريطانيا، وعندما عدت إلى الكويت واصلت تعلمها وتطوير نفسي في هذا المجال، وقد كانت فقط هواية، لكن عندما رأيت الإقبال والتشجيع من الناس حولي رغبت في تطوير هذه الهواية، وأنشأت الحساب الخاص بي على موقع إنستغرام، ووضعت صورا ومقاطع فيديو لأعمالي، فأصبح لدي الكثير من المتابعين، إلى الوقت الذي طلب فيه مني أول شخص صناعة دمية له، وعندها بدأت بصناعة الدمى للزبائن".
وتبين غدير المواد التي تصنع منها هذه الألعاب: "هناك نوعين من دمى الريبون، أولها يصنع من مادة الفاينال، والتي تكون في قوالب جاهزة، أقوم أنا بإضافة التفاصيل الصغيرة عليها وأركبها لتصبح جاهزة، والنوع الثاني من السيليكون، حيث أقوم بنحت الدمية وأصنع قالب وفيه أصب مادة السيليكون، وأحصل على دمية غير ملونة، ومن ثم أقوم بتلوينها ووضع التفاصيل بالإضافة إلى زراعة الشعر".
وتتابع: تستغرق صناعة الدمية بشكل طبيعي من 3 أسابيع وحتى شهر، إذا عملت عليها من دون تعجل أو ضغط، وخلال بداياتي كانت الدمية تأخذ أشهرا لصناعتها، لكن بعد حصولي على الخبرة أصبح الوضع أسرع، ومرحلة زراعة الشعر هي أكثر من يستهلك وقتا، بسبب زراعة الشعر كل شعرة على حدة.
وأضافت الشابة الكويتية: "أضع أوزانا في كل دمية لتشابه الحقيقية حتى بالوزن، وأقوم بإلباسها ثيابا مناسبة لها، وأوفر للزبائن خدمة الصيانة المجانية في الشهور الأولى، كما يمكنني أن أعطي مظهرا جديدا للدمية بعد فترة، كتغيير لون العيون أو الشعر أو غيره".
وعن أعمار زبائنها والمهتمين بهذا النوع من الألعاب، تقول غدير الشيرازي: "عندما بدأت بهذه الهواية كانت الزبائن عبارة عن فتيات في سني وأصغر مني، لكني لم أتوقع أن يطلب مني نساء كبيرات في السن صناعة دمى لهم، بالإضافة إلى شركات الإنتاج التلفزيوني والمسلسلات، حتى يستخدموا الدمية مكان الطفل الحقيقي، وكهدايا لأعياد الميلاد، حيث اتصلت بي سيدة في أحدى المرات، وقالت لي بأن طفلتها تريد دمية من صناعتي، وهي تفضلها على الألعاب التي تباع في المحلات".
وتوضح غدير سبب محبتها لهذه الهواية غدير: "هي هواية في الغرب وأنا أدخلتها إلى الدول العربية، وهي تعطيني نوع من الخصوصية مع نفسي، وتجعلني بعيدة عن العالم الخارجي وعن مشاكله، كما زادت قدرتي على ملاحظة التفاصيل الصغيرة، فعندما أرى طفلا صغيرا فإني أنظر إليه كما لو أني أدرسه، لمشاهدة كل التفاصيل".
وتواصل: أرغب في أن تتوقف وسائل الإعلام استخدام الأطفال الحقيقيين في الأعمال الفنية، فهم لو كانوا قادرين على التكلم، لكانوا طالبوا بحقوقهم وربما رفضوا المشاركة، كونهم يعانون من التعب في الموقع والإعادة وقصص أخرى، ومن أهدافي أن أنشئ متحف لهذه الدمى لايكون أحد المعالم السياحية في الكويت، عندما يدخله الشخص يعتقد أنه يزور أطفال حقيقيين.
وعن رغبتها وجهودها بانتشار هذه الصناعة، تقول غدير: "أعطي ورشات تعليمية في صناعة الدمى للسنة الرابعة، كوني أهدف إلى نشر هذه الهواية، وأن لا أكون الوحيدة التي تمارس هذه الهواية، وأن تكون مثل الرسم والأشغال اليدوية وغيرها، وقد مثلت دولة الكويت في الخليج وحصلت على المركز الثالث بين 40 سيدة أعمال عربية، وحصلت على المركز الثالث، وكرمت حينها".
وتختم الشيرازي حديثها قائلة: "هناك أناس يخافون من هذه الدمى، وهذا يعطيني شعور بالفرح كوني حققت الهدف الذي أريده، وهو أن تكون الدمية تقريبا حقيقية".