2024-07-29 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

استشهاد الرقيب إبراهيم الجراح.. وحقيقة "السياحة" الصهيونية

استشهاد الرقيب إبراهيم الجراح.. وحقيقة السياحة الصهيونية
جو 24 :

*فايز شبيكات الدعجه

أبريء أولا جهاز الأمن العام من أي شبهة تتعلق بمقتل الشهيد الرقيب إبراهيم الجراح أثناء مرافقته منفردا لمجموعة سياحية صهيونية قرب حمامات ماعين ،وإذا كانت ثمة أخطاء غير مقصودة في إجراءات البحث والتحقيق، فتلك ظاهرة عادية تحدث في كثير من القضايا ولها علاجها ووسائل التعامل القانونية والإدارية معها .

ثانيا إن تمكين المجموعة اليهودية من الفرار او تركها وشأنها دون ضمانات حضورها للتحقيق ،والتعامل معا بهذه الطريقة الخاطفة ربما أضاع الكثير من أدلة القضية أو أضعفها على اقل حال ،وكان ينبغي كإجراءات أولية روتينية استخراج الأدلة من تناقض أقوال كامل المجموعة ، وتفتيشهم تفتيشا دقيقا ،وضبط مقتنياتهم وهواتفهم النقالة وتفريغ محتوياتها وتنظيم ضبوطات بجميع هذه الإجراءات ،لكن تم تجاهل كل ذلك ربما عن عمد وعن سبق الإصرار ،وليطمأن ذوي الشهيد فأن القبض على سكان المملكة جميعهم اقرب عند أجهزة الحكومة التنفيذية والقضائية من القبض على المجموعة السياحية المتهمة بقتل الشهيد ،او الاحتفاظ بها ليوم واحد حتى ولو كانوا متهمين بمقتل مرتبات الأمن العام جميعا .... !!

أما ثالثا فلا استبعد احتمال إقدام اليهود على قتل الشهيد بالنظر لمجمل البينات والقرائن التي توصل إليها أشقاء الشهيد رغم الظروف الغامضة التي أحاطت بالحادث ،واكتفي هنا بإعادة نشر مقالي الذي سبق نشرة عبر المواقع الإخبارية قبل عامين تحت عنوان( صهاينة في الجنوب )، فلربما اكتشف الشهيد شيئا مما كانوا يفعلون فتخلصوا منه على الفور.

( تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا خبر قيام يهودي بسرقة سبعة قطع أثرية أردنية.
يتعرض جنوب المملكة لحملة تهويد منظمة تهدف إلى العبث بالأماكن الأثرية والتاريخية وتزويرها لإثبات نسبتها لأصول يهودية، وتقوم مجموعتان صهيونيتان دوريا بارتياد مناطق وادي بن حماد في الكرك ووادي الحسا ومنطقة الهيشة في الشوبك ومقام النبي هارون في البتراء ووادي رم وتصل إلى مواقع نائية يصعب على سكان تلك المناطق بلوغها لشدة وعورتها ومشقة الوصول إليها سيرا على الأقدام، ويعتبر مقام النبي هارون في البتراء الأكثر استهدافا لهذه الحملات مما دفع السلطات المسئولة لوضعه تحت الحراسة الدائمة على مدار الساعة ،ويعاني الحراس الأمرين بسبب ظروف العمل القاسية التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات كالماء والكهرباء والمشي لمسافات طويلة بأحمال ثقيلة من الماء والطعام .

تحاط الأنشطة اليهودية بطوق من السرية والكتمان ،وما تجمع من معلومات خلال التعامل مع الأحداث والوقائع على مدى السنوات الماضية يؤكد ان المجموعة الأولى هي تشكيلة مصغرة تتكون في كل مرة من بضعة ضباط في الجيش ،وانجاز مهمتهم هو شرط لاستكمال اجتياز دوره تدريبية شاقة تعقد في احد المراكز العسكرية الإسرائيلية، والمجموعة الثانية طلابية من الدارسين بأقسام كليات الآثار والتاريخ الجامعية الإسرائيلية ،تأتي إلى وادي بن حماد لإتمام مساق دراسي تحت إشراف أساتذة مختصون، وتتخفى المجموعتان بلباس مدني ،وحمل جوازات سفر مزيفة وتدخل البلاد سيرا على الأقدام تحت غطاء سياحة المغامرة من دون موافقات مسبقة ،وتتنقل لعدة أيام في مواقع محددة نائية ووعرة حاملين على ظهورهم ما يحمله في العادة الرحالة من احتياجات ومستلزمات السفر الطويل في حقائب الظهر، إضافة لخرائط وأجهزة تحديد المواقع وحبال تسلق وماء وطعام وربما شيء خفيف من فراش وغطاء .

التسلل إلى المناطق المستهدفة يجري خلسة مع احتياط تام لضمان الولوج الآمن إلى الآثار التاريخية بصمت وبعيدا عن الأنظار لإتلاف المواقع الأثرية بالمحو والتحريف أو إضافة كتابات جديدة ودفن قطع أثرية مزيفة وسرقة الموجود منها، ولا يكتشف أمرهم إلا عند طلب النجدة إذا ألم بهم طارئ أو تاهوا أو علقوا بين الشقوق الصخرية الشاهقة والسقوط أو تعرضهم للإصابة بلدغ الزواحف والحشرات ـفيطلبون المساعدة عبر الهواتف الخلوية والأجهزة اللاسلكية من مرجعياتهم في إسرائيل، وبدورها تجري المؤسسات المختصة اتصالاتها مع السلطات الأردنية عبر السفارة الإسرائيلية في عمان .

الموقف الرسمي يبدو ذليلا إزاء استباحة الأراضي الأردنية ،ووزارة السياحة غائبة عن الساحة تماما ودائرة الآثار لم تحرك ساكنا ،بل ان المجموعات تتلقى خدمة الإنقاذ والإسعافات الأولية ،ويقضي العاملون في الأجهزة الأمنية والدفاع المدني جهودا إجبارية مضنية في البحث عن العسكر واقتفاء أثرهم ،وباستخدام المروحيات أحيانا ،معرضين حياتهم للخطر ،ويرفض هؤلاء الأشخاص دخول المستشفيات والمراكز الأمنية خوفا من إجراءات التحقيق التي قد تكشف عن حقيقة هوياتهم .

الإجراءات الرسمية طريحة حكاية "تصميت" غامضة تقول ان الوضع القائم يجري بأمر من فوق ،ويتم ترسيخها والترويج لها بالإيحاء والتلميح دون ان يقال من هي جهات ذلك (الفوق) ،ومدراء الدوائر يرتجفون من الخوف ويغضون النظر عما يدور في اختصاصهم من مخالفات ،وإجراءات السلطات العليا باهتة واستلقت للإرادة الاسرائيلية، وتكتفي بمخاطبات عبر القنوات الدبلوماسية الروتينية بصيغ أقرب ما تكون إلى النصيحة والرجاء منها إلى الاحتجاج ،والسلطات الإسرائيلية تدرك تفاهة رد الفعل الرسمي وتتجاهل الإجابة او الاستجابة ،ولم يجر أي تغيير على الأنشطة التهويدية ولا تزال تسير بنفس الوتيرة باطمئنان وأمان.

* عميد متقاعد /القائد السابق لأمن إقليم الجنوب

تابعو الأردن 24 على google news