الأميرة ريم لـ «الراي الكويتية»: أعرف مكاني ودوري ولا أنافس الملكة رانيا
شددت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم العلي حرم الأمير علي بن الحسين شقيق العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن على انه «في اطار توتر علاقة العائلات الحاكمة العربية بشعوبها خصوصا في دول الربيع العربي على اثر موجة الاحتجاجات الشعبية التي طالت لفترة ما الأردن»، شددت على انه «لا توجد أي مقارنة بين العائلات الحاكمة العربية المخلوعة والعائلة الملكية الأردنية الحاكمة»، التي وصفتها أنها «مترابطة جدا مع الشعب الأردني، وأنه حتى سيدات القصر مستعدات لخدمة وطنهن»، نافية أن «تكون هناك تداعيات لرياح الثورات العربية على القصر الملكي الأردني».
وقالت الأميرة ريم - وهي أيضا ابنة رجل السياسة الجزائري المخضرم مبعوث الأمم المتحدة السابق الأخضر الابراهيمي - ان «الربيع العربي حدث أو لم يحدث سواء، فعملنا يهدف لجعل وضع الشعب الأردني صالحا وسليما، فنحن في خدمة الشعب وهذا الأمر لم يغيره الربيع العربي ولن يتغير».
وعن علاقتها بحرم العاهل الأردني الملكة رانيا أكدت الأميرة ريم مؤسسة معهد الاعلام الأردني ان «ليس ثمة تنافسا على الظهور أمام الاعلام بيني وبين الملكة رانيا»، مضيفة «علاقتنا جيدة جدا، انا لا أعتبر أن ثمة منافسة بين أفراد العائلة الملكية، فالكل لديه دوره ومكانه وأنا أعرف مكاني ودوري».
وبينت ان عملها في الاعلام رغم كونها أميرة أردنية «ليس أمرا مستجدا لكن هناك تقليدا قديما في العائلة ينص على تقديم أي فرد بما فيهم الملكة والأميرات عملا يخدم البلد والشعب»، مؤكدة ان «نساء القصر الملكي، خصوصا المرأة التي لديها ثقافة وخبرة في مجالات معينة، جاهزات لتأدية أية خدمة في أي مجال لأننا نعتبر ذلك واجبا».
وفي ما يلي نص اللقاء:
• سمو الأميرة ريم، ابنة رجل السياسة المخضرم ومبعوث الأمم المتحدة السابق الأخضر الابراهيمي، جزائرية الأصل ومراسلة محطة «سي ان ان» سابقا، هل تغير عالمك بعد دخولك عرش الملكية الأردنية خصوصا علاقتك مع أبيك الأخضر الابراهيمي؟
- الوالد يظل الوالد، أكن له الاحترام، لقد أعطاني الكثير وتربيت في عزه، ولم تنقطع الصلة به منذ استقراري في الأردن، نحن نتحدث تقريبا كل يوم، ابي منشغل دائما وأنا أيضا. لا نعيش في البلد نفسه لكن هذا الأمر لا يمنعنا من زيارة بعضنا البعض ورؤية أبي لأطفالي الذين يذهبون أحيانا لزيارته في الجزائر وأكون أنا معهم. الى ذلك تأتي فرص من خلالها أرى والدي خلال ملتقيات عمل، على سبيل المثال التقيته أخيرا في مهرجان أبو ظبي حيث كان مدعوا لغاية معينة وأنا أيضا كنت مدعوة للحدث نفسه بغاية أخرى.
انا أحافظ على تواصلي مع أبي والى اليوم أطلب منه النصيحة في الكثير من الأمور، فهو يظل كأب بخبرته في الكثير من المجالات ويظل بالنسبة لي مرجعا.
• تشهد الجزائر متغيرات كثيرة في الفترة الأخيرة وكان للسيد الأخضر الابراهيمي موقف خاص تجاهها، أنت كأميرة أردنية من أصل جزائري، كيف تقرئين المشهد الجزائري اليوم وهل تتخوفين من أن تخلف ثورات الربيع العربي أثرا على الجزائر المقبلة على انتخابات تشريعية؟
- بصراحة لا أعرف جيدا ماذا يحدث في الجزائر بشكل شامل، لكن أسأل عن متغيرات الأوضاع عندما تسنح الفرصة. أنا ألاحظ في اطار أحداث الربيع العربي أن الكل يلاحظ تغييرات وكل بلد يشهد تغييرات خاصة وفق خصوصية مجتمع هذا البلد. لا يجب أن ننسى أن الجزائر كانت تمر بتغييرات كثيرة في الثمانينات وعرفت 10 سنوات سود كما يسميها الجزائريون. كل تاريخ بلد عربي يؤثر على كيفية التعاطي مع التغيرات الحالية التي يفرضها الربيع العربي بالاضافة الى أن تاريخ الثورات في الجزائر يؤثر حتى على شكل مطالب الجزائريين أنفسهم في ظل هذه الثورات الحالية. الجزائر بلد غني ولأنه بلدي الأصلي أتمنى أن يخرج من الأزمة التي يفرضها الربيع العربي من دون أن يكون هناك عنف.
• أنت كأصيلة جزائرية قبل أن تكوني أميرة أردنية، هل سعيت الى تقريب الصلة بين الأردن والجزائر؟
- في البداية أريد أن أذكر بأني لا دور سياسيا أو دستوريا لي، لكن كلما أتتني فرصة أسعى لذلك. أنا أسعد بوجود طلاب من الجزائر ومن تونس والمغرب العربي في الأردن. كما أني من خلال دوري في الهيئة الملكية للأفلام، قمنا بعمل عرض أفلام جزائرية ودعونا صناع افلام جزائريين ليتحدثوا عن أفلامهم في الأردن، كما قمنا بتنظيم أيام الفيلم الأردني في الجزائر. فعندما تكون هناك فرصة من خلال مجال الثقافة والصحافة والاعلام أستغلها في دعم التبادل الثقافي والاجتماعي بين الأردن والجزائر.
• الملكة رانيا عرف عنها نشاطها المجتمعي والثقافي وظهورها على الاعلام خصوصا الاعلام الأميركي، كونك كنت صحافية ومحبة للاعلام وتنشطين في هذا المجال، ألا يمثل ذلك تنافسا بين الملكة والأميرة في الميدان نفسه أم هي مصادفة توافق ميولات الملكة رانيا والأميرة ريم خصوصا انفتاحكما على الإعلام؟
- أبدا ليس هناك تنافس على الظهور أمام الاعلام بيني وبين الملكة رانيا. الحمد لله لدينا ملك له دور دستوري فاعل وكذلك الملكة - ماشاء الله عليها - لديها نشاطات في كل أنحاء العالم، ودورها مهم كزوجة الملك، كما تلعب دورا مجتمعيا فاعلا من خلال نشاطها الجمعياتي وهي متعلقة كثيرا بأمور التربية والتعليم ومسائل ترتبط بالعنف ضد النساء، ولديها ملفات كثيرة تتابعها.
• حدثينا عن علاقتك بالملكة رانيا؟
- علاقتنا جيدة جدا، انا لا أعتبر أن ثمة منافسة بين أفراد العائلة الملكية - فالكل لديه دوره ومكانه وأنا أعرف مكاني ودوري. انا أعمل في الاعلام لأن هذا الميدان الذي أفهمه وأتقنه. دعني أقول انه بالنظر الى صورة العائلة الكبيرة الملكية الهاشمية، انا أتيت الى عائلة لديها تقليد لعمل الفتاة في العائلة. انا أعمل ووجدت من قبلي سيدات القصر يعملن وفي مقدمتهن الملكة رانيا، وكانت قبلها الملكة نور والملكة زين كل تعمل في مجالها. عملي بالاعلام كوني أميرة أردنية ليس أمرا مستجدا لكن هناك تقليدا قديما في العائلة ينص على تقديم أي فرد بمن فيهم الملكة والأميرات عملا يخدم البلد والشعب. وكان دور النساء مهما جدا في المملكة الأردنية واعتبر نفسي محظوظة جدا أني وجدت نفسي في المجال الذي أعرفه جيدا -الاعلام- لأن العائلة الملكية تعطينا نحن كسيدات القصر هذه الفرصة.
• أنتن كسيدات في العائلة الملكية الأردنية، هل شعرتن بقلق ازاء التقلبات السياسية والاحتجاجات الشعبية التي طالت الأردن، وكسيدات مثقفات الم تساهمن في ابداء الرأي في هذه المسائل؟
- نحن نعتبر أنه أمر عادي جدا أننا نخدم (نعمل) المملكة. واذا طلب مني على سبيل المثال زوجي أمرا لخدمة البلد فسأخدم. نساء القصر خصوصا المرأة التي لديها ثقافة وخبرة في مجالات معينة جاهزات لتأدية أي خدمة في أي مجال لأننا نعتبر ذلك واجبا.
• مع هبوب رياح الثورات العربية ألم تعتر القصر الأردني خيفة من تداعياتها؟
-لا.. لا أظن ذلك. الأمر الوحيد الذي يمكن أن أتكلم فيه في اطار هذا الموضوع هو أن الربيع العربي حدث أو لم يحدث سواء، فعملنا يهدف لجعل وضع الشعب الأردني صالحا وسليما، فنحن في خدمة الشعب وهذا الأمر لم يغيره الربيع العربي ولن يتغير.
• هل تعتقدون أن الشعب الأردني يرى أنكم نماذج صالحة للحكم؟
- نعمل لخدمة الشعب والبلد. ولكي أكون صريحة ليست هناك مقارنة أبدا بين العائلة الحاكمة الأردنية والعائلات الحاكمة الأخرى. "الراي الكويتية"