متقاعدو الامن وان خلعوا الزي العسكري لم يخلعوا انتماءهم لوطنهم ،فهل هذا جزاؤهم؟
جو 24 :
كتب وائل العكور ...
من كان يتخيل أن تلك الجباه السمر وحملة الشعار ممن تنافسوا على خدمة الوطن وأفنوا فيه ثمرة شبابهم في الحر والقر، وتلك العيون التي أضناها السهر على راحة وأمن المواطنين سينتهي بها الحال على أبواب الشركات والمولات ومصالح وأصحاب رؤوس الأموال لمواجهة متطلبات الحياة مع رواتب تقاعدية لا تكفيهم خبزا ومأوى.
إن عجز المتقاعد عن مواجهة الحياة وصعوباتها هي لأكبر دليل على نظافة وطهارة يده وعدم استغلاله لوظيفته، فهل يكافأ على ذلك بأن يقف على أطراف الشوارع والأرصفة.
متقاعدو جهاز الأمن العام وإن خلعوا الزي العسكري فهم لم يخلعوا انتماءهم لوطنهم وولاءهم لترابه وهم رديف للأجهزة الأمنية وأيديهم جاهزة لحمل السلاح للدفاع والذود عن حمى الوطن وهم في الوقت نفسه يحملون معاول البناء والتعمير لرفعة الوطن الذي حمته سواعدهم.
هم كغيرهم يتأثرون بالقرارات الحكومية المهمة والأوضاع الاقتصادية الصعبة وهم كذلك ضد الفساد والمفسدين إنما هم لن يسمحوا بالتطاول على الوطن لأنهم تربوا على ثوابت وطنية لا يمكن أن يتجاوزها أحد منهم أو يتطاول عليها كما يزعم البعض ويشكك بانتمائهم وولائهم لوطنهم.
تعثر صندوق إسكان ضباط الأمن العام ليس مسؤوليتهم، وأمام عدم الجدية بتقديم الحلول المناسبة أو محاسبة من كان مسؤولا عن تعثر الصندوق اضطرهم ذلك إلى اللجوء للشارع ليحتضنهم؛ فهم يعرفونه جيداً وهو أصدق بكثير ممن وقفوا على بابه لساعات طوال دون أن يلقوا جواباً غير الوعود؛ لقتل الوقت وتثبيط العزائم مما اضطرهم إلى اللجوء للملك لإنصافهم ووقف هذا الجور والإجحاف والتقليل من هيبتهم وكرامتهم أمام زملائهم الذين يستقبلونهم بحشد من الزنازن والهروات، وهم الآن يقفون في وضع محرج كضباط متقاعدين فقد يكون أمامهم أبناء لهم أو تلاميذ تدربوا على أيديهم.
إنها سابقة خطيرة وتهديد لنهج المجتمع الأردني، والأولى الانتباه لذلك من قبل أصحاب القرار، والإنصات لمطالب المتقاعدين ومعالجتها حتى لا يقع البعض منهم فريسة للفاسدين والحاقدين على الوطن.
إن المتقاعدين ليسوا متظاهرين عابثين بأمن البلد بل هاجسهم أمن الوطن ومقدراته، ويخشون عليه خشيتهم على أبنائهم ولو حاول البعض استغلال فقرهم وضعفهم في تسجيل المواقف.
إن العسكرية هي كرامة وكبرياء ولن يقبل الملك هذا الإجحاف لأناس خدموا الوطن بأرواحهم ومايزالون ومطلبهم البسيط هو حقهم بدورهم بالإسكان وهم أحياء.