"رد قلبي".. أيقونة ثورة 23 يوليو
في مصر، تحرك "الضباط الأحرار" ليلة الأربعاء، 23 يوليو 1952، وقادوا انقلابا عسكريا ضد الحكم الملكي، عرف بداية باسم "الحركة المباركة" ثم سمي بـ "ثورة 23 يوليو" في يناير 1953.
كان بيان الثورة صادرا عن اللواء أركان حرب، محمد نجيب، القائد العام للقوات المسلحة، ونص على أن مصر قد اجتازت "فترة عصيبة في تاريخها الحديث من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم"، ما كان له عميق الأثر في هزيمة الجيش في حرب فلسطين 1948، وعليه فقد قام الجيش "بتطهير نفسه"، وتولى أمره رجال موثوق بهم. وأكد البيان على أن "الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردا من أية غاية"، وانتهز نجيب الفرصة ليطلب من الشعب ألا يسمح للخونة باللجوء لأعمال التخريب أو العنف، حيث سيقابل أي عمل من هذا القبيل بشدة لم يسبق لها مثيل، وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال. "وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونا مع البوليس"، ثم طمأن البيان الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، وأكد على التزام الجيش بمسؤوليته تجاههم.
تبنت الثورة عددا من المبادئ أعلنتها عام 1956، كان من بينها القضاء على الإقطاع، والاستعمار، وسيطرة رأس المال، وإقامة جيش وطني قوي، وعدالة اجتماعية، وحياة ديمقراطية سليمة. لذلك كان من المنطقي أن يكون وسط ذلك الحراك الاجتماعي السياسي أديب عسكري، كان مدرسا في الكلية الحربية، وكان يشغل منذ عام 1949 منصب مدير المتحف الحربي، ألا وهو يوسف السباعي (1917-1978).
لكن أشهر تلك الروايات كانت "رد قلبي" التي تحولت إلى فيلم عام 1957، من إخراج عز الدين ذو الفقار، وبطولة شكري سرحان ومريم فخر الدين وحسين رياض وصلاح ذو الفقار وهند رستم. ليتحول ذلك الفيلم إلى أيقونة الثورة المصرية، التي صاحبتها طوال عقود، واستمر ويستمر عرضه كل عام بمناسبة حلول عيد ثورة 23 يوليو الذي تحرص الدولة المصرية على الاحتفال به، وهو يوم عطلة رسمية بالبلاد.
المصدر: RT