2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مشاعر متضاربة تسيطر على المرأة بعد الطلاق.. فكيف تتجاوزها؟

مشاعر متضاربة تسيطر على المرأة بعد الطلاق.. فكيف تتجاوزها؟
جو 24 : – لم تكن تعلم آلاء أن اصرارها على فكرة الطلاق والسعي نحو اتخاذ هذه الخطوة، ستنقلب سلبا عليها منذ اللحظة التي استلمت بها "الورقة” رسميا، إذ وجدت نفسها تعيش حالة نفسية صعبة جداً لا تعرف تماما ما سببها، أو تتمكن من وصفها.
تعترف آلاء أنها هي من أصرت على الطلاق، ولو عاد بها الزمن ستتخذ ذات القرار؛ كون الحياة لم تعد ممكنة مع زوجها، وتجزم بأن الأيام القادمة بدونه ستكون أفضل بكثير، غير أنها ومنذ حصولها على الطلاق، لم تفارقها المشاعر المتضاربة، وحالة الإحباط والخذلان.
وبالرغم من كل المشاعر التي تمر بها حاليا، واستمرت معها أكثر من عامين، إلا أنها قررت أن تتخطى المرحلة بصعوبتها وتساند ذاتها، وتتحدى واقعها، وتستثمر طاقتها بالعمل والإنجاز وتعويض أيام الزواج الفائتة، وهو ما جعلها تقوم بخطوة أولى، وهي التسجيل للماجستير كبداية للخروج من التجربة، ومحاولة ترميم ما مضى.
وكذلك حال الموظفة إيمان عبد الحق، وبالرغم من أنها تعيش حالة انفصال عاطفي مع زوجها منذ سنوات طويلة، ويغيب التفاهم بينهما، إلا أنهما ومنذ اتخاذهما قرار الطلاق بشكل قانوني، تؤكد أنها أصيبت بحالة كآبة، لا تتوقع تخطيها بسهولة.
وتقول، "لم تختلف حياتي منذ سنوات، وكنت أنتظر أن اتحرر منه رسميا”، مضيفة، وأعتقدت أن حياتي ستصبح أجمل بمجرد تنفيذ هذا القرار، لكن لا أعرف لماذا الآن، وبعد أن بات الطلاق رسميا وقانونيا ساءت حالتي النفسية.
وتضيف بأنها تعيش حالة غريبة، فهي غير نادمة على الزواج السابق مطلقاً، لكنها حزينة على نفسها، وتبحث عن أمور إيجابية تخرجها مما هي عليه.
ولعل حدوث الطلاق، ومهما كان مبنيا على التفاهم والرضا بين الطرفين، إلا أنه قرار صعب، يترك عند الشريك وتحديدا "المرأة” حالة نفسية غريبة، تجعلها تعيش حالة من التخبط غير معروف أسبابها، فلا يمكن لشخص أن يخرج من الطلاق دون أن يمر بها، لحين تجاوزها، والعودة لحياته الطبيعية بسهولة.
اختصاصيون أكدوا أن "وقع” الطلاق” ليس أمرا سهلا، وإن توفرت كل الأسباب لذلك، يبقى صعبا على الطرفين. غير أن المرأة هي المتضرر الأكبر، بسبب نظرات المجتمع، وكذلك شعور الوحدة والكآبة، وسنوات مرت ترى أنها ضاعت من عمرها، وحياة جديدة عليها أن تؤسسها بمفردها.
ويبين اختصاصيون أن الشخص لا يكون واعيا بمشاعره بكثير من الأحيان، والاعتقاد أن الحياة ستكون مليئة بالراحة والاطمئنان من دون الشريك، غير أن النتيجة على أرض الواقع مختلفة، لذلك ينصحون باتباع المرأة للعديد من الطرق لكي تخرج من الحالة النفسية الصعبة بعد الطلاق.
وكانت قد ارتفعت أعداد اتفاقيات الطلاق الصادرة عن مكاتب الإصلاح والتوفيق الأسري، والتي تمت من خلال 18 مكتباً بنسبة 52.8 % خلال العام 2018 مقارنة مع العام 2017، حيث أبرمت هذه المكاتب 1493 اتفاقية طلاق العام 2018 مقابل 977 اتفاقية طلاق العام 2017، وذلك حسبما جاء في بيانات الطلاق لعام 2018 الصادرة عن دائرة قاضي القضاة.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن” الى أنه وخلال العام 2018 سجلت المحاكم الشرعية 24724 حالة طلاق، منها 20279 حالة طلاق رضائي (من بينها 7502 حالة طلاق قبل الدخول وبنسبة 37 %)، و4445 طلاق قضائي من بينها 1493 اتفاقية طلاق عن طريق مكاتب الإصلاح والتوفيق الأسري. وفي مقابل ذلك فقد بلغت عقود الزواج العادي والمكرر 70734 عقداً وفقاً لبيانات الزواج للعام 2018.
وحول ذلك تقول دكتورة الارشاد التربوي والنفسي والمتخصصة في العلاقات الزوجية سلمى البيروتي، أن شعور الفقدان صعب جدا، حتى إن لم نرغب بالأمر، فمجرد أن تشعر المرأة أن هناك شخصا كان يشاركها بكل تفاصيل حياتها، ثم يخرج منها، ينتابها إحساس بالوحدة، وهذا الفقدان يترك فراغا ووحدة وخسارة، فالأمل الذي كان مبنيا على هذه العلاقة ذهب، وبالتالي يتولد شعور الإحباط وأحيانا اليأس.
وتشير بيروتي إلى أن الشخص لا يكون واعيا بمشاعره أحيانا، ويعتقد انه سيشعر بالراحة والسكينة من أول يوم جديد من دون الشريك، لكن ذلك لا يخفي الأثر، وعليه يمكن التعامل معه بطرق مختلفة، مثل: السفر، الدراسة والإنشغال، مبينة أن أفضل طريقة هي الذهاب الى شخص يثق فيه فعلا، أو مستشارا للعلاقات الزوجية، ويدخل من خلالهم الى أعماق ذاته، ويفكر بماذا حدث فعلا، وكيف يمكن التعامل مع الأمر، والتعامل مع مشاعره بطريقة صحيحة، كون التعامل الخاطئ هو الذي أوصلهم لهذه النتيجة.
وتشير البيروتي الى أنه مهم جدا بالعلاقة أن "نكون مسلحين بالمهارات الانفعالية اللازمة التي تمكن الشخص من التعامل مع تحديات العلاقة”، وأنماط التفاعل المختلفة الموجودة بين الزوجين، لافتة، أن الكثير ليس لديهم وعي بهذه النقطة، وكيف يمكنهم التعبير عن أنفسهم، دون إيذاء مشاعر الآخر، وبذات الوقت دون إخفاء المشاعر الذاتية.
وتضيف، لابد بهذه المرحلة من الحصول على الدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء، وبالتالي الخروج بفائدة وعبرة، وعدم الدخول بحالة إنكار واكتئاب، مبينة أن الشخص يخرج بقوة وبخبرة نمو وتعلم ومعرفة للذات أكثر، وهو الذي يوصل الشخص للنضوج بالنهاية.
وفي ذلك يذهب الاستشاري الاجتماعي الأسري ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، أن الطلاق شرعه الاسلام ليكون آخر الحلول، وعندما تستحيل الحياة الزوجية الناجحة؛ لأن الزواج له أهداف، ومنها: تحقيق الاستقرار والسكينة والطمأنينة في المجتمع، فإذا لم يتحقق الهدف يصبح الطلاق هو الحل الأنسب.
ويضيف، ما يحدث الآن هو أن اللجوء للطلاق يحدث لأبسط الأسباب، وهذا لعدم وعي كثير من الأزواج بأهمية هذه المؤسسة وأهدافها، وعدم وجود تأهيل كاف للمقبلين على الزواج، مبيناً أن الطلاق ارتبط في ذهن المجتمع بأنه فعل غير محمود، وأن النظرة للمطلقة سلبية، سواء كانت المشكلة من طرف الزوج أو الزوجة.
ويوضح، كل تلك الأمور تجعل المرأة بعد الطلاق حتى وان كانت هي صاحبة القرار تشعر بهذه المشاعر السلبية التي تصيبها، وتقع تحت ضغوط كثيرة ومشاعر متضاربة.
ويشير سرحان الا أنه من موقعه الحالي وخبرته، هناك أمر مهم جدا وهو اللجوء الى المصلح الاجتماعي المأمون، والموثوق به قبل الاقدام على خطوة الطلاق، لافتا الى أن المتضرر الأكبر في الطلاق دائما هي المرأة، سواء من نظرة المجتمع السلبية لها أو فرصتها في الزواج مرة ثانية، معتبرا أن هناك تغيير يحدث في المجتمع، الا أنه لا يزال بطيء، بالتالي فإن كل أعباء ما بعد الطلاق النفسية والاجتماعية تسقط على المرأة عدا عن شعورها الشخصي.
ويلفت سرحان الا أنه وقبل الوصول الى كل هذه الأمور، لا بد من من إدراك الخطأ قبل وقوعه، وهذا يتم من خلال بذل مجهود كبير في توعية المقبلين على الزواج، خصوصا فيما يتعلق بفهم نفسية الآخر، وتنمية روح الحوار بين الزوجين والنظرة الواقعية للحياة، وأيضا فيما يتعلق بالنواحي المادية، مع أهمية أن تكون هنالك برامج توعوية وارشادية بعد الزواج، وأن لا يحدث الطلاق إلا بعد التأكد من نفاذ كل الحلول والوسائل
الغد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير