مورينيو بين تقليد "عبد الناصر" والرحيل الحتمي
جو 24 : شمس يونيو في كبد السماء، وحرارة الرمال الساخنة تلفح وجوه عطشى تكاد لا تميز ملامحها من فرط الغبار عليها .. الكثير من الحديد المختلط بوقود يحترق وأجساد ممزقة ملقاة على الأرض .. مرحباً بكم في نكسة 5 يونيو 67 .. نكسة كل العرب.
بعد 4 أيام يخرج رجل يعرفه العالم كله .. يكاد يمزقه التوتر وهو يمسك بمنديله السميك ماسحاً عرقه قائلاً "لقد قررت أن أتنحى".
ما هي إلا دقائق وقد اكتظت القاهرة ومدن مصر كلها بملايين البشر يهتفون "ابق معنا يا ناصر ..!".
بعد 46 عاماً إلا شهراً ونصف .. أضواء مبهرة في ملعب ألماني أصفر .. هزيمة نكراء .. ثم ملعب أبيض عريق والكثير من الأضواء المبهرة والإثارة المفرطة وفوز .. لكن النتيجة .. خروج جديد ولا عاشرة.
يخرج رجلٌ يعرفه العالم كله .. متماسكاً هذه المرة ويخبر كل من يسمعه قائلاً "لقد قررت أن أغادر .. إلى مكان يحبني".
ما هي إلا دقائق وقد اكتظت المواقع والصفحات والمنتديات بملايين المدريديين يهتفون "ابقى معنا يا مورينيو..!".
تحول جوزيه مورينيو من مدرب تسبب بوضوح في إخراج فريقه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا –وكان قبلها بعدة أشهر قد تسبب في حسم لقب الليجا مبكراً لغريمه- إلى رجل يطلب كل المدريديين بقائه ولا يتخيلون الريال من غيره.
لعبها جوزيه مورينيو بمنتهى الحنكة وستنتابني بعض المشاعر النرجسية عندما أقول إنني توقعتها منه قبل يوم واحد في مداخلة تليفونية مع برنامج "سبورت بريك" الإذاعي (اضغط هنا للاستماع من الدقيقة 7:00) لكن مورينيو سبقني قبل كتابة هذا المقال.
أبعد مورينيو عن نفسه أكثر من 80% مما كان سيناله من انتقاد طبيعي لرجل ودّع فريقه أهم بطولتين في الموسم وحول كل شيء إلى الحديث عما إذا كان سيرحل أم لا .. تماماً كما فعلها عبدالناصر قبل 46 عاماً عندما حول الدفة من إمكانية محاكمته بتهمة التقصير إلى بطل قومي من جديد.
بات المجال متاحاً لجوزيه مورينيو لينكّل بكل مراكز القوى في الفريق وقد فعلها فعلاً عندما أعلنها واضحة وصريحة أن كاسياس سيبقى في الدكة وضرب بقوة على بيبي مستغلاً قوة الدفع الكبيرة التي استمدها من المطالبات المدريدية من كثيرٍ من المشجعين ببقائه .. تماماً كما فعل عبدالناصر عندما استمد القوة الشعبية من جديد لينكّل بكل رجاله الذين ترك لهم الحبل على الغارب وهو أول من يستحق الحساب معهم، لكنه كان ذكياً .. تماماً كما هو مورينيو.
مورينيو ضرب الكل وسيطر على الفريق تماماً فإما هو قد نجح في مراده وآلت له مقاليد الأمور تماماً وإما السيناريو الآخر الذي سيطرحه زميلي عادل الداودي في مقالنا المشترك هذا وفي كل الأحوال مورينيو هو الرابح الأكبر.
انتهى كل شيء قبل أن أبدأ في كتابة هذا الرأي، بعدما ظهر المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو أمام وسائل الإعلام الإسبانية اليوم الثلاثاء، للتأكيد على بقائه في ريال مدريد حتى انتهاء عقده في يونيو 2016، فمستقبله أصبح واضحاً الآن، وليس هناك خلاف على تشبّت المدريديين به حتى آخر لحظة.
لكن القصة مختلفة، فعند تحليل الأمور والتفكير منذ البداية فيما حدث بعد انتكاسة دوري أبطال أوروبا أمام بروسيا دورتموند، سندرك جيداً أن تبعات ذلك كان مُجرد مسرحية وقصص يومية من جوزيه مورينيو لشغل الناس بمستقبله، والبحث عن بوابة "غير رئيسية" للخروج من النادي الملكي.
أقصد أن سبيشل وان أصبح يتعمد افتعال المشاكل في ريال مدريد أكثر من أي وقت مضى، وهو مُستعد لإعلان الحرب على الكل، فهو ينتقد لاعبيه ويُعاقبهم باستغلال سلطته في النادي، وذلك كله ليدفع الصحافة المدريدية للمطالبة "بالإجماع" بإقالته من منصبه وطرده من البيرنابيو بفسخ التعاقد معه.
هكذا يُريدها مورينيو ودائماً ما فعلها في النوادي التي درّبها في السابق، ورغم مطالبة رئيس النادي فلورنتينو بيريز، بهدنة وعدم التراشق بالتصريحات المعادية بين اللاعبين والمدرب، إلا أن مورينيو قطع مجدداً هذه الهدنة وأعلن عن تمرده على مطالب "ريال مدريد"، وبالبنط العريض "مورينيو تجاوز كل الحدود".. بالنسبة لهم وليس بالنسبة لي
بعد 4 أيام يخرج رجل يعرفه العالم كله .. يكاد يمزقه التوتر وهو يمسك بمنديله السميك ماسحاً عرقه قائلاً "لقد قررت أن أتنحى".
ما هي إلا دقائق وقد اكتظت القاهرة ومدن مصر كلها بملايين البشر يهتفون "ابق معنا يا ناصر ..!".
بعد 46 عاماً إلا شهراً ونصف .. أضواء مبهرة في ملعب ألماني أصفر .. هزيمة نكراء .. ثم ملعب أبيض عريق والكثير من الأضواء المبهرة والإثارة المفرطة وفوز .. لكن النتيجة .. خروج جديد ولا عاشرة.
يخرج رجلٌ يعرفه العالم كله .. متماسكاً هذه المرة ويخبر كل من يسمعه قائلاً "لقد قررت أن أغادر .. إلى مكان يحبني".
ما هي إلا دقائق وقد اكتظت المواقع والصفحات والمنتديات بملايين المدريديين يهتفون "ابقى معنا يا مورينيو..!".
تحول جوزيه مورينيو من مدرب تسبب بوضوح في إخراج فريقه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا –وكان قبلها بعدة أشهر قد تسبب في حسم لقب الليجا مبكراً لغريمه- إلى رجل يطلب كل المدريديين بقائه ولا يتخيلون الريال من غيره.
لعبها جوزيه مورينيو بمنتهى الحنكة وستنتابني بعض المشاعر النرجسية عندما أقول إنني توقعتها منه قبل يوم واحد في مداخلة تليفونية مع برنامج "سبورت بريك" الإذاعي (اضغط هنا للاستماع من الدقيقة 7:00) لكن مورينيو سبقني قبل كتابة هذا المقال.
أبعد مورينيو عن نفسه أكثر من 80% مما كان سيناله من انتقاد طبيعي لرجل ودّع فريقه أهم بطولتين في الموسم وحول كل شيء إلى الحديث عما إذا كان سيرحل أم لا .. تماماً كما فعلها عبدالناصر قبل 46 عاماً عندما حول الدفة من إمكانية محاكمته بتهمة التقصير إلى بطل قومي من جديد.
بات المجال متاحاً لجوزيه مورينيو لينكّل بكل مراكز القوى في الفريق وقد فعلها فعلاً عندما أعلنها واضحة وصريحة أن كاسياس سيبقى في الدكة وضرب بقوة على بيبي مستغلاً قوة الدفع الكبيرة التي استمدها من المطالبات المدريدية من كثيرٍ من المشجعين ببقائه .. تماماً كما فعل عبدالناصر عندما استمد القوة الشعبية من جديد لينكّل بكل رجاله الذين ترك لهم الحبل على الغارب وهو أول من يستحق الحساب معهم، لكنه كان ذكياً .. تماماً كما هو مورينيو.
مورينيو ضرب الكل وسيطر على الفريق تماماً فإما هو قد نجح في مراده وآلت له مقاليد الأمور تماماً وإما السيناريو الآخر الذي سيطرحه زميلي عادل الداودي في مقالنا المشترك هذا وفي كل الأحوال مورينيو هو الرابح الأكبر.
انتهى كل شيء قبل أن أبدأ في كتابة هذا الرأي، بعدما ظهر المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو أمام وسائل الإعلام الإسبانية اليوم الثلاثاء، للتأكيد على بقائه في ريال مدريد حتى انتهاء عقده في يونيو 2016، فمستقبله أصبح واضحاً الآن، وليس هناك خلاف على تشبّت المدريديين به حتى آخر لحظة.
لكن القصة مختلفة، فعند تحليل الأمور والتفكير منذ البداية فيما حدث بعد انتكاسة دوري أبطال أوروبا أمام بروسيا دورتموند، سندرك جيداً أن تبعات ذلك كان مُجرد مسرحية وقصص يومية من جوزيه مورينيو لشغل الناس بمستقبله، والبحث عن بوابة "غير رئيسية" للخروج من النادي الملكي.
أقصد أن سبيشل وان أصبح يتعمد افتعال المشاكل في ريال مدريد أكثر من أي وقت مضى، وهو مُستعد لإعلان الحرب على الكل، فهو ينتقد لاعبيه ويُعاقبهم باستغلال سلطته في النادي، وذلك كله ليدفع الصحافة المدريدية للمطالبة "بالإجماع" بإقالته من منصبه وطرده من البيرنابيو بفسخ التعاقد معه.
هكذا يُريدها مورينيو ودائماً ما فعلها في النوادي التي درّبها في السابق، ورغم مطالبة رئيس النادي فلورنتينو بيريز، بهدنة وعدم التراشق بالتصريحات المعادية بين اللاعبين والمدرب، إلا أن مورينيو قطع مجدداً هذه الهدنة وأعلن عن تمرده على مطالب "ريال مدريد"، وبالبنط العريض "مورينيو تجاوز كل الحدود".. بالنسبة لهم وليس بالنسبة لي