معارض تبيع الوهم لطلبة التوجيهي برعاية رسمية.. والضحية ابناء المحافظات والمناطق النائية والاقل حظا
جو 24 :
وائل عكور - مؤسف أن يصل الحال ببعض المشتغلين في القطاع التربوي إلى استغلال حاجة الناس وتحويلها إلى وسيلة تكسّب ومصدرا من مصادر الربح، خاصة إذا كان الأمر قائما على بيع الوهم للباحثين عن المعلومة.
اليوم، أقام ناشر موقع تعليمي ما يُشبه "المعرض" للجامعات الخاصة والجامعات والمكاتب والمعاهد الأجنبية في أحد فنادق عمان الخمسة نجوم، وذلك تحت شعار ظاهره "ارشاد طلبة التوجيهي لاختيار التخصصات والجامعات الملائمة بعد مرحلة الثانوية العامة"، ليتفاجأ حاضرون بأنهم دخلوا "معرض جامعات خاصة وجامعات ومكاتب ومعاهد أجنبية، وعدد محدود من الجامعات الرسمية"، حيث بدا لافتا أن الجامعات الخاصة حجزت أجنحة وأقامت "الديكورات" من أجل تقديم معلومات منشورة على مواقعهم الالكترونية ويعرف الأردنيون كيف يمكنهم الحصول عليهم من منازلهم!
الواقع أن ما جرى تضمن خلطا كبيرا بين "التسويق لجامعات خاصة، والارشاد والتوجيه"، وكانت ضحية ما جرى المواطنون القادمون من المحافظات، فقد تكبّدوا عناء السفر من أجل الحصول على معلومات يمكنهم الحصول عليها من المواقع الالكترونية للجامعات الخاصة ووحدة تنسيق القبول الموحد ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أو عبر الاتصال الهاتفي بتلك الجامعات، ودون تكبّد عناء القدوم من أقصى محافظات الجنوب ومدن الشمال..
المشكلة، أن كثيرا من الأهالي حاولوا التعرف على مضمون "المبادرة" التي تبيّن أنها "معرض" عبر الهاتف أو الاسئلة التي وجهوها عبر صفحات الجهة المنظمة، إلا أن القائمين عليها رفضوا الافصاح عن مضمونها عبر ايهام الأهالي بضرورة وأهمية الحضور لكون الأمر متعلق بمستقبل أبنائهم، وهو ما دعا المئات وربما الآلاف للقدوم من مختلف أنحاء المملكة.
لا ننكر حقّ الجامعات الخاصة والموقع الالكتروني في تنظيم المعارض للجامعات الخاصة، لكن دون الخلط بين دور الموقع في تقديم المعلومة وارشاد الناس وبين دور تجاري يكون فيه وسيطا بين الجامعات الخاصة والطلبة، ودون أن يستغل حضوره بين الطلبة المتعطشين لأي معلومة، ودون الاختباء خلف عباءة أن المعرض هو للجامعات الرسمية..
المطلوب من الحكومة ووزير التعليم العالي الدكتور وليد المعاني المضي قُدما باتجاه التواصل مع الناس والاجابة على اسئلتهم حتى لا يظلّ المواطنون نهبا للتجار والسماسرة، وأن يصل ممثلو الوزارة إلى المحافظات والمراكز البعيدة عن العاصمة، وأن تفعّل الوزارة خطوط الاتصال المجاني لتجيب على اتصالات الناس بدلا من أن يظلّ الطالب يتعلق بثوب شخص يريد أن يبيع فيه ويشتري.