بين فيلم جابر والهيئة الملكية للأفلام.. الرقابة على المحتوى أولا..
جو 24 :
وائل عكور - اسئلة عديدة تثيرها تصريحات وزير الثقافة، الدكتور محمد أبو رمان، حول فيلم "جابر"، والتي قال فيها إن دور الهيئة الملكية للأفلام يقتصر على منح ترخيص التصوير في الأماكن التي يطلبها القائمون على المسلسلات والأفلام دون الاطلاع على نصوص الفيلم، فهي أقرب ما تكون إلى محاولة الدفاع عن الهيئة الملكية وتبرئتها بحجة أن القانون يمنعها من الاطلاع على كامل نصوص الأفلام التي يجري الموافقة على تصويرها.
ماذا لو لم يتعاقد القائمون على الفيلم مع فنانين أردنيين، وتفاجأنا لاحقا بفيلم يروّج للبترا على أنها جزء من الأراضي المحتلة، ويزرع في عقول متابعيه أن البترا الأردنية هي من حقّ اليهود والصهاينة؟ ماذا سيكون موقف الوزير أبو رمان والحكومة كلّها حينها؟! ألم تكن صفعة "جن" كافية من أجل ايقاظ حكومة النهضة من نومها لمراجعة كافة الأنظمة والقوانين المتعلقة بالدراما والسينما؟!
نقابة الفنانين اتخذت موقفا مشرّفا كما هو حال منتسبيها الذين سارعوا للانسحاب من الفيلم، حيث طالبت جميع العاملين فيه بالتوقف عن العمل وعدم المشاركة فيه لحين تجلّي الأمور والتحقق من "نقاء" النصّ وعدم وجود ما يسيء للأردن والقضية الفلسطينية فيه. لكن هذا الموقف المشرّف والمحترم لن يكون بالتأثير المطلوب في حال قرر القائمون على الفيلم مثلا الاستعانة بممثلين أجانب!
الواقع أن الحكومة وضعت نفسها في مأزق، والمطلوب منها التدخل فورا واستعادة صلاحياتها المتعلقة بالسماح بتصوير الأفلام في الأردن، واشتراط اطلاعها على محتوى ونصوص الأفلام قبل البدء بتصويرها وخاصة الأفلام الأجنبية، ووضع قيود مشدد على شركات مثل "نتفليكس"، أو منح تلك الصلاحية لنقابة الفنانين التي عودتنا على المواقف المشرّفة في مضمار حماية القيم والثوابت الأردنية الوطنية.
لا نعلم كيف تجرؤ الهيئة الملكية للأفلام على منح التصاريح لتصوير أفلام وتخاطب الجهات الرسمية الأردنية والمؤسسات العسكرية وغيرها من أجل تسهيل مهمة الراغبين بالتصوير دون أن تطلع على محتوى تلك الأفلام والنصوص، ماذا لو كان الفيلم مسيئا لمؤسساتنا العسكرية وقيمنا وثوابتنا الوطنية؟! كيف ستكون صورة تلك المؤسسات وصورة الأردن من قبل؟!!
الجدير بالذكر أن انسحاب فنانين أردنيين من فيلم "جابر" الذي سيبدأ تصويره في البترا، كشف النقاب عن عبارات من شأنها تثبيت مزاعم حقّ اليهود والاسرائيليين بالبترا وأنهم سكنوا تلك المنطقة لأكثر من 1000 سنة، فيما طالبت نقابة الفنانين الأردنيين جميع الفنانيين لوقف العمل على فيلم جابر، وذلك وسط صمت مريب من الحكومة والهيئة الملكية للأفلام..