متحدثون لـ الاردن24: الحكومة لا تملك رواية متماسكة لما جرى في البترا.. والخشية من القادم الأعظم
جو 24 :
وائل العكور - حالة من الغضب والاستياء ما زالت تسيطر على الأردنيين منذ بثّ صور ومقاطع فيديو لصهاينة أثناء أدائهم طقوسا يهودية في موقع مقام سيدنا هارون بمدينة البترا، خاصة في ظلّ التصريحات الرسمية التي جاءت هشة وضعيفة، واعتبرها كثير من الأردنيين تهرّبا من المسؤولية في حماية الارث التاريخي والديني والوطني الأردني.
وعبر أردنيون عن رفضهم القاطع استقبال أي سياح يهود تحت أي مبرر، مؤكدين ضرورة تشديد الرقابة على السياح الذين يتعمّدون استفزاز مشاعر المجتمع الأردني عبر سعيهم المتواصل لتزوير الحقائق التاريخية وسرقة الأماكن السياحية الدينية الأردنية والتشكيك بهويتها التاريخية.
الأردن يتفرد بعدم وجود أثر لليهود فيه.. والأوقاف لا تملك أي رواية مقنعة
النائب عن كتلة الإصلاح النيابية، سعود أبو محفوظ، قال إن الأردن يقوم على ثروة أثرية ويعتبر متحفا تاريخيا وسياحيا، مشيرا إلى أن الآثار تعتبر مسألة سيادة وطنية غير قابلة للمساس أو الشراكة.
وأكد أبو محفوظ لـ الاردن24 على أن الثابت تاريخيا أن الأردن هو البلد العربي الوحيد الذي لم يكن لليهود فيه أي موقع أثري أو تاريخي ولا حتى ديموغرافي، وأن وضع البترا في بؤرة اهتمامهم وتخميناتهم وأحلامهم هي جزء من أوهام اعتبارالأردن الضفة الأخرى من أرض الميعاد ودرته البترا، وهذا واضح من خلال تسويقهم للبترا على أنها أرض يهودية كما في مناهجهم التعليمية، مشددا على أن هذا الكلام مزيف ومزور.
وأضاف أبو محفوظ إن مقام النبي هارون هو مسجد يعود تاريخه إلى العهد المملوكي حيث أن للمماليك في الأردن أكثر من 4000 معلم وتجمع سكاني مزدهر على مدار 256 عاما، وفي الجنوب هناك أكثر من 400 قرية ومنها الكرك والشوبك، مشيرا إلى أن الفاتح محمد الناصر ابن قلون هو من قام بتوسيع المسجد وترميمه إلى الشكل الحالي عام 1291.
ولفت إلى أن زيارات اليهود إلى المقام هي زيارات مجدولة ومعلن عنها على شكل مجموعات "جروبات" يصل تعدادها في بعض الاحيان إلى 600 فرد بحوزتهم أدواتهم وتجهيزاتهم ويدخلون إلى داخل حرم المسجد ويشربون الخمر ويرقصون ويغنون داخل المسجد ويمارسون كافة طقوسهم الدينية استناداً الى رواية يهودية مكذوبة ومزورة.
واستنكر النائب عجز وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية عن تقديم رواية أردنية رسمية تحمي آثارنا الاسلامية ويحملها الجيل القادم لمواجهة الروايات اليهودية المضللة التي يرويها مزيف عن مزور، لغايات غسل أدمغة العالم، وأكد ضرورة ادماج الاشواق الوطنية الشعبية مع الجانب الرسمي لحماية الاثار التي هي ثروة اردنية و ملكا للأمة ايضاً.
ولفت إلى أن الحكومة كلها مسؤولة عن ما حصل ويحصل من انتهاكات من قبل اليهود وهم يحملون ملابسهم وأبواقهم ومزاميرهم ويقيموا طقوس حفلاتهم كما لو أنها أرض لهم، وكما لو أن مقام هارون حكر عليهم كما يتصورون، ويحول الاردنيين الى سياح داخل بلدهم.
وجدد أبو محفوظ تأكيده على عدم وجود ما يسمى مقام هارون أو وادي موسى وما حصل كان بعد ان تسلل اليهود لها سنة 1811 وتم تغير المسميات والمصطلحات وان نبي الله موسى عليه السلام له اكثر من 11 موقعا في الاردن متسائلا: من الذي غير هذه المسميات؟ فحرب المسميات والمصطلحات اكبر من حرب الدبابات أحيانا.
واعتبر ما جاء على لسان الجهات الرسمية تملصاً من المسؤولية وان ما تم تداوله من الصور كان يعود الى سنوات سابقة، متسائلا: "هل ما حصل في السنوات السابقة هو حلال والآن أصبح محرماً؟! أم أن الفيديو كشف المستور وتبريراتهم الواهية بأن الحارس هو من ادخلهم دون دراية منه بأنهم يهود على الرغم من ان ملابسهم وشاراتهم ولغتهم اكبر دليل على انهم اعتادوا الدخول.
واختتم حديثه بأن وزارة الاوقاف ليس لديها حتى اللحظة مديرية لحماية الاثار الاسلامية في الاردن على الرغم من وجود اكثر من 1340 موقعا أثريا.
مطالبات بتشديد الرقابة
من جانبه أكد الرئيس السابق لجمعية أدلاء السياح الأردنية حسن عبابنة أن الزيارات الدينية موجودة بحكم ان المملكة شهدت جميع الديانات السماوية، إلا أن ممارسة بعض الطقوس كما حصل من قبل اليهود في المقام كان مستفزاً ومرفوضا بموجب القانون، وان الصور التي تم التقاطها كانت بفعل تجاوزات ايضاً من قبلهم.
وأشار العبابنة إلى وجود مراقبين من سلطة اقليم البترا، إلا أن التجاوزات قد تحصل ولا بد من تشديد الرقابة وضبط الفوضى داخل المواقع السياحية من قبل الجهات المعنية وخاصة من قبل الصهاينة الذين يصرّون على تجاوز التعليمات والأنظمة الأردنية وارتكاب المخالفات بما يشكل استفزازا صريحا لمشاعر الشعب الأردني.
وأكد على أن وزارة السياحة هي المسؤول الأول الذي يفترض أن يقوم بدوره بشكل صارم تجاه أي مجموعة سياحية تدخل الاردن تخالف الانظمة والقوانين المعمول بها وتتخذ الاجراءات اللازمة بحقها. وبعكس ما يحصل على ارض الواقع بحجة رفد السياحة والاصل ان يدخل اليهود عن طريق مكاتب سياحية وبمرافقة دليل سياحي الا نهم يصرون على تجاوز التعليمات ويأتون بشكل فردي ويتجمعون بالتنسيق فيما بينهم والتحرك كجماعات.
واعتبر أن وزارة السياحة لا تقوم بدورها بالشكل الصحيح، مشددا على أن المطلوب ليس فقط مراقبة ما يجري في اقليم البترا فحسب، بل في جميع المواقع السياحية ابتداءا من دخول المجموعات السياحية لحين مغادرتها.
الأصل منع اليهود بالمطلق.. والخشية من القادم الأعظم
وقال رئيس جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، الدكتور عزمي منصور، إن وزراة السياحة والآثار وحسب اتفاقية وادي عربة، هي الجهة التي تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى، وكان الأصل بها منع اليهود من دخول المقامات، مشيرا إلى أنها كانت قد أصدرت قرارا سابقا باعفاء السياح الصهاينة من دفع رسوم إصدار تأشيرة لدخول الأردن، الأمر الذي جعلهم يتمادون في عربدتهم.
وأضاف منصور لـ الاردن24 إن ادعاءات اليهود بأن هذا المقام يعود لهم ويحق لهم الصلاة فيه باطلة ومزيفة، مشيرا إلى أنهم احتلوا فلسطين بأكذوبة دينية وبعد تزوير الحقائق التاريخية وسرقة الاماكن السياحية والدينية، وتنفيذ مخططاتهم والتمدد في مشروعهم الصهيوني.
ولفت الى ان ما حصل يدعو الى الخوف مما هو قادم.
وأكد على ان الخلل بدأ منذ توقيع اتفاقية وادي عربة التي نصت في المادة 9 على منح كل طرف للطرف الآخر حرية الوصول للاماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية.
وطالب الحكومة بادارج واعلان الاماكن الدينية اليهودية في الاردن، وتسائل هل ستجبر المعاهدة الاردننين على الرضوخ للخرافات التوراتية، لتفتح الابواب للصهاينة الى البلاد.
واشار الى انه ومطلع شهر اب من كل عام تتوافد اعداد كبيرة من اليهود لزيارة المقام ويرتدون الملابس العادية ويتسللون الى المقام، الا انه وفي السنوات الاخيرة اصبحت الممارسات والطقوس الدينية التي يمارسونها مستفزة وخاصة بعد السماح لهم بادخال وارتداء ملابسهم الدينية والادوات الخاصة بالتعبد ويقومون بالتصوير ونشر الفيديوهات وذلك حتى يتم الاظهار للعالم شرعية وجودهم في المنطقة.
واعلن رئيس الجمعية عن تخوفه مما يناقش في مجلس النواب واقليم البتراء بخصوص الاستملاك للاجانب وان يكون هذا جزءا من المخطط الصهيوني بأن يتم السماح لهم بالاستملاك وبالتالي تصبح تلك المقامات من حقهم بموجب القانون وتقام بذلك المستوطنات حتى الوصول الى غايتهم في ظل الصمت الذي تعيشه الحكومات.