لبنان : أرادت اجتياز الطريق لشراء "عرنوس ذرة"... الطفلة ريهام رحلت ورئيس البلدية بصدد الاستقالة
جو 24 :
ضحية جديدة انضمّت إلى لائحة الموت على طرق لبنان، هذه المرة كان الدور على الطفلة ريهام خالد أمين السيد التي خُطفت من أمام عيني والديها حين همّت باجتياز الشارع لشراء "عرنوس ذرة"، فكان مصيرها لفظ آخر أنفاسها بعدما صدمتها سيارة كانت تمرّ في المكان بسرعة فائقة.
صدم مروّع
لم يمرَّ يوم أمس بخير على عائلة السيد التي قررت القيام برحلة، فطلبت ريهام من والدها التوقّف على طريق عام القمّوعة لشراء "عرنوس ذرة"، وإذ، كما قال قريبها عمر أمين لـ"النهار": "صدمتها سيارة مرسيدس ذات زجاج داكن يقودها شاب عشريني بسرعة جنونية. طارت نحو 30 متراً في الهواء قبل أن تقع أرضاً وتُنقل إلى مستشفى الحبتور في حرار. حاول الأطباء، وعلى مدى ساعتين، القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذها، إلا أنهم في النهاية أعلنوا مفارقتها الحياة". وأضاف: "دفعت ريهام ثمن عدم التشدّد بتطبيق قانون السير وتقاعس بلدية فنيدق عن وضع مطبات لإجبار السائقين على التخفيف من سرعتهم. فقبل نصف ساعة من الحادث المأسوي كان الشاب الذي صدم ريهام يفحط في المكان كما غيره من الشبان الذين يتسابقون في المنطقة من دون حسيب أو رقيب، وكل سنة نخسر بسببهم ضحية أو أكثر".
"تقصير بلدي"
"بعدما صدم السائق ريهام، فرّ من المكان، إلا أنه عاد وسلّم نفسه إلى القوى الأمنية"، قال عمر. وتابع: "عندما طالبنا بلدية فنيدق، مسقط الضحية، منذ سنوات بوضع مطبّات، وضعتها في أماكن غير خطرة، بعيداً من المنازل وتواجد الأطفال. وبدلاً من وضع مطبات على طريق عام القموعة، وضعت على طريق فرعية فيه أمام منزل رئيس البلدية السابق". في حين قال رئيس بلدية فنيدق سميح عبد الحي: "نأسف لخسارة الطفلة، وسنقوم بوضع مطبّات في كل شارع وأمام كل منزل، مع العلم أن الحادث وقع على طريق عام لا يمكن وضع مطبات عليه، ومع ذلك وضعنا أكثر من 10 مطبات من أجل الحفاظ على أرواح الناس".
الرئيس بصدد إعلان استقالته
"نحن في بلد فوضى لا يُحترم فيها القانون، وإن جرى تسطير محضر ظبط بحق مخالف، لا يحال إليه، فيموت صاحب العلاقة من دون معرفة الأمر، كما أن معظم السائقين مخالفون، سواء بعدم حصولهم على رخصة سوق، أو بسبب عدم تسجيل سياراتهم، أو بوضعهم الزجاج الداكن، كما أن لا هيبة للقوى الأمنية في البلدة، وحادث الأمس حصل على بعد أمتار من المخفر. التقصير على مختلف المستويات، المواطنون في البلدة يعيشون من العدم، الدولة قوية على الفقراء، وعلى من يريد حفر بئر للحصول على ماء أو ما شابه، وإكراماً لروح الطفلة ريهام أنا بصدد إعلان استقالتي من رئاسة البلدية".
النهار