20 دقيقة أنقذت حياتهما.. الرحيل مبكرًا أنقذ محسن وطفلته من انفجار معهد الأورام
جو 24 :
ورود تالفة، الزجاج انفجر في كل اتجاه، وبقايا الأخشاب متناثرة، كان هذا هو مشهد كشك الورد، لصاحبه الذي غادره مُصطحبًا طفلته ذات الـ6 سنوات قبل انفجار معهد الأورام بـ 20 دقيقة. ليعود بعد اتصالات عدة أتته ويقضي ليلة هي الأصعب في حياته.
منذ 20 عامًا، بدأ محسن أحمد العمل في بيع الورد، وعلى مدار تلك السنوات، لم يؤرقه أمر مطلقًا، فالكشك موجود، وهو مصدر رزقه الوحيد: "لما جيت وشوفت الكشك مفيهوش إزاز، اتصدمت وعرفت إن في تكاليف كتيرة هدفعها عشان أصلحه".
لم يعد الكشك بلا زجاج، سارع الرجل إلى شراء كراتين فارغة، ووضعها بدل الزجاج، وأخرج الأوراق الخاصة بلف الورد وصار يلف الكشك بها، ووضع ملصقات عدة لتحل بدل الزجاج مؤقتًا: "كنت خايف من السرقة، ومرعوب من اللي ممكن يحصل، فقلت أغطيه بأي حاجة".
كانت جودي طفلة الرجل على باب الكشك ويجلس والدها إلى جوارها كما اعتادا، ورحلا في ذلك اليوم مبكرا، قبل حوالي 20 دقيقة من الانفجار: "لو كنت اتأخرت شوية كان زماني ميت لإن الإزاز انفجر وبقى في كل حتة". لا يعلم الرجل ثمن إصلاح الزجاج الذي يغطي الكشك كاملا، يحاول تأجيل الأمر لكنه يخشى السرقة: "مضطر آجي على نفسي وأدفع وربنا يكرم بقى".
ينظر الرجل إلى الجهة الأخرى، قبل أن يعود ببصره إلى الكشك: "يمكن خسرت إزاز الكشك بس كسبت حياة بنتي، في محلات الورد بنسهر لمتأخر النهاردة قررنا نمشي بدري وده فضل من ربنا".