حكاية صورة ووجع.. "أم عبدالرحمن" تروي لحظات الرعب في انفجار معهد الأورام
جو 24 :
لم يكن شيء يدعو للقلق والخوف، الساعة اقتربت على منتصف الليل، هدأ صوت السيارات في الشارع، طرقات المبنى لم يعد فيها الكثير من الحركة، معظم النزلاء ذهبوا في النعاس إما طبيعيًا أو بفعل المسكنات التي يأخذونها لتخفيف الألم، وفجأة وقع انفجار شديد، هز المبنى، وتطايرت أجزاء النوافذ، "الشباك طار والإزاز خبط في ابني"، هكذا وصفت "أم عبدالرحمن"، ما حدث لحظة انفجار معهد الأورام، الأحد الماضي.
في غرفة رقم 5، بالدور الخامس بالمعهد القومي للأورام، كانت فايزة "أم عبدالرحمن" -صاحبة الصورة الأشهر على "فيسبوك"- تجلس تحتضن نجلها، تضع له الكمادات؛ لتخفيف الحرارة المرتفعة التي كان يعاني منها، قبل أن يدوي صوت الانفجار "كان عنده سخونية شديدة حوالي الساعة 11 ونص وكنت بحاول أنزله الحرارة".
تجلس أسفل نافذة تطايرت من هول الانفجار "السرير بتاعي تحت الشباك على طول وفجأة لقيته طار وجت حتة منه في راسي ونزفت"، ولكن القدر كان رحيما الحمد لله الشباك ما جاش ناحية ابني.. هما بس شوية إزاز جم في رجليه وراسه والممرضين علموا اللازم".
"عندي 3 أبناء محمد 7 سنين وأحمد 5، وعبدالرحمن عنده 3 سنوات وجاله سرطان في المخ من خمسة أشهر، وبروح المعهد كل فترة علشان جلسات الكيماوي، وباسيب ولادي التانيين مع جدهم، لحد ما أخلص وأرجع تاني".
مساء ليل الأحد كان الهدوء يسيطر على المكان، والكل يستعد للنوم، قبيل دقائق من وقوع الانفجار"الدنيا كانت ساكتة والرجل بدأت تخف في الدور، فجأة وأنا قاعدة الشباك طار، وبقيت أصرخ لحد ما الممرضين جم أخدوا عبدالرحمن مني ونزلنا تحت"، لم تتمالك السيدة الأربعينية أعصابها "كنت مخضوضة بطريقة أول مرة أحسها في حياتي".
"لما خرجت من الأوضة لقيت كل العمال بيجروا، وعمالين نسأل في إيه؟ وماحدش بيقولنا حاجة، بس كانوا بيحاولوا ينزلونا، لحد ما نزلنا الدور الأرضي نستنى عربية الإسعاف".
لم تتمالك "أم عبدالرحمن" نفسها بمجرد نزولها للدور الأرضي: "أعصابي كانت بايظة وما رضيتش أكلم حد من أهلي خوفت أخضهم، وفضلت قاعدة لحد ما اتصلوا بعربيات الإسعاف تنقلنا لأماكن تانية".
تحكي السيدة الأربعينية كواليس الصورة التي حازت بسببها على شهرة واسعة: "والله ما كنت عاملة حسابي اتصور خالص، أنا كنت قاعدة برتاح على السلم قدام باب المعهد، لحد ما تيجي عربية الإسعاف، وكنت بدعي ربنا يطلعنا منها على خير" كان فيه خضة وخوف، وما لاحظتش خالص إنهم صوروني، أنا كنت نازلة مكنتش في وعيي، ولو اعرف إن فيه تصوير كنت رفضت".
"لا تملك أم عبدالرحمن أي حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، "أنا ماليش في النت وما اعرفش فيه حاجة، أنا أول ما وصلت مستشفى هرمل لقيتهم بيقولولي إنتي نزلتي على النت".
مصراوي