“فجأة كله راح”.. قصة وزيرة أبكت عروس انفجار معهد الأورام (فيديو)
جو 24 :
فتاة عشرينية متشحةٌ بالسواد، وجهها يكسوه الحسرة من شدة الحزن، عين لا تكاد تظهر من كثرة النحيب على ما ألم بهاـ تجلس وحيدة على سريرها وتتذكر هنا كان والدها يلعب معها، ومن هنا كانت تسمع صوت أمها حين تنادي "يا نعمة تعالى ساعديني”.
كل هؤلاء ضاعوا في لحظة لم تكن نعمة متأهبة لها بعد تتساءل لماذا اختار القدر أهلي؟
لا تنسى نعمة طارق، ولا يغيب عن بالها ولو لوهلة واحدة، مشاهد تحول فرحها من رقص وبهجة وزغاريد، إلى مشاهد مربكة ما بين صراخ وعويل وأجساد تحترق وأشلاء مبعثرة وأراضي ملطخة بالدماء، : "كنت ببص ليهم وأهزر وهما يقولوا يا عروسة وفجأة كل ده راح”.
تحكي الفتاة العشرينية، والكلام بالكاد يخرج، فعقارب الساعة توقفت عند لحظة الانفجار، وهى النقطة الفارقة التي سوف تلازمها طيلة عمرها القادم، قائلة: ” أبويا قالي لو حصلت ليا حاجة أبقى أفرحي”، ويستمر تدفق نعمة والدموع منهمرة منها، ولسان حالها يردد ” إنا لله وإنا إليه راجعون”، :” أحنا كنا بنهزر وبنضحك وفجأة كل شئ راح، نار في كل حتة وجثث مرمية على الأرض، وبدور على أبويا وأمي بين الناس، وكأن قلبي خلع من بين ضلوعي”.
لم يتوقف لسان الفتاة عن سرد ما جرى في استعادة اللحظة القاتلة على حد قولها وهى تهمم: "بابا وماما”، وفي وسط الأدخنة كانت الفتاة في تلك اللحظات تحاول الوصول إلى والديها التي تأكدت أنها كانوا في منتصف الانفجار، "كنت عارفة إنهم جوة ونفسي بس أسلم عليهم”.
الفتاة بفستان عرسها، شاردة تردد "ماما بابا” داخل عربة زفافها والبعض محاصرين لها يمنعوها من النزول، "وفضلوا يقولوا ماما وبابا بخير ومش فيهم”، إلا أن الفتاة كانت على يقين أنهم داخل تلك النيران المتوهجة، لذا ذهبت لخلع الفستان والرجوع للبحث عن والديها.
التعرف على والدة عروس انفجار معهد الأورام بعد تحليل الـDNA
وبرجوع نعمة إلى موقع الحادث، كان المشهد قاسيا عليها "لقيت في ناس عمالة تصرخ وبيشيلوا جثث متفحمة وأشلاء ويحطوا في الإسعاف”، حاولت الفتاة الدخول واختراق الحاجز للوصول إلى جثمان والددها، إلا أنهم منعوها، "الوزيرة موجودة وممنوع”.
وبعدما رحلت الوزيرة، وبقيت هي مع بقية أهلها، فأصبحت الآن متأكدة من وفاة ذويها، وكان الجواب وقع كالصاعقة عليها ” أهلك كلهم ماتوا يا نعمة”.
وتقول نعمة: "رحنا المشرحة عشان أشوف بابا أو ماما لسه ملقتهمش”، وبعد فترة من البحث، تعرفت الفتاة على والدتها من طريقة شعرها، "كنت عارف تسريحة شعرها أنا كنت لسه مسرحلها وحافظاها”.
"إحنا الزفة النيلة” عائلة عروس انفجار معهد الأورام يستقبلون العزاء في ضحايا الحادث الـ21
وبعد يوم شاق مر عليهم في المشرحة، وبينما ذهبت الفتاة إلى السرير رفيقها في أحزانها، جاءها اتصال، "تعالي لقينا جثة باباكي في النيل في حلوان”، وذهبت العروس العشرينية، لتطل على أبيها وتسلم عليه متذكرة مشاهد جمعتها به وهو على قيد الحياة، "كل كلامه كنت سامعاه وقتها”.
وتستنكر تصريحات المسئولين الذين يتحدثون عن التعويضات، "ألاقي وزيرة الصحة بتقول للبرامج، بإذن الله هنعوضهم بـ100 ألف جنيه لكل متوفي”، موجهًة لها رسالة: "خدي إنتي ميتين وهاتيهم خدي فلوسنا كلها وكل حاجة ورجعيهم تاني”.