قبل تهيئتهم نفسيا: لماذا لا يجب أن يشاهد الأطفال ذبح الأضاحي؟
– رغم أن "الأضحية” سنة، يُثاب فاعلها ولا يؤثم تاركها يستفيد منها الفقراء والأهل والأقارب، على حد سواء، إلا أن هناك عادات مرتبطة بها يفعلها العديد ممن "يضحون”، تتمحور حول إجبار أطفالهم، وخصوصا من هم دون السادسة من العمر، حضور عملية "ذبح” الأضحية، ما قد يترك أثرا نفسيا على الأطفال قد تلازمهم مدى الحياة.
ورغم أن العيد فرحة، لكن ممارسات البعض لسلوكات خاطئة أثناء عملية "ذبح” الأضحية، قد تعود بحزن يصبحها حالة نفسية عندما يرى الطفل الدماء تتدفق من عنق الذبيحة (خاروف العيد).
ويؤكد خبراء ومواطنون وجود "ضرر يتعرض له الطفل عند رؤيته للدماء تتدفق من "الأضحية”، قد تسبب له مشاكل نفسية يصعب حلها، وقد تكون لها تأثيرات واضحة على الطفل وسلوكه في المستقبل، خاصة أنه بهذه المرحلة لا يميز بين الصح والخطأ”.
إلى ذلك، يقول أستاذ علم النفس الدكتور إبراهيم شحادة "إن تعريض الطفل لمثل تلك المناظر، وهو لم يتعد سن السادسة من عمره بعد قد يؤدي لحدوث مشاكل نفسية يصعب حلها”، مضيفا "أن الأطفال ممن هم دون سن 6 أعوام، يفترض أن لا يشاهدوا مثل هذه المناظر”.
ويوضح أن مثل تلك المناظر "قد تُخَزَّن في داخل الطفل على أنها نوع من أنواع العنف، قد تكون لها تأثيرات واضحة على الطفل وسلوكه في المستقبل، خصوصا وأن الطفل في هذه المرحلة لا يميِّز بين الصح والخطأ، إذ أنه من الممكن أن يخزّن الصور التي يراها في الذبح دون أن تتوافق مع المعايير الأخلاقية والقيمية السليمة”.
ويضيف شحادة أنه لا بد من تهيئة نفسية الطفل لاستقبال ذلك المنظر، ويكون ذلك بعدة طرق: أولها تعريف الطفل لماذا نذبح الأضحية، حيث يمهد الأب لذلك بأن يحكي لطفله قصة سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل، عليهما السلام، وكيف أنزل الله
عز وجل كبش فداء لسيدنا إسماعيل؛ لذا نحن نضحي كل عيد.
ثانيا: لا بُدَّ أن نفهم الطفل بطريقة بسيطة أن هذا الحيوان خلقه الله لذلك، وإننا "سنوزع لحمه” على الفقراء، ليفرحوا ويشعروا ببهجة العيد كما تشعر أنت بها، وإننا بذلك نطيع ربنا جل في علاه، حسب شحادة.
ثالثًا: هو التدرج مع الصغير في رؤية هذا المشهد، ففي عام نجعله يشارك في توزيع الأضحية دون رؤية ذبحها، والعام الذي يليه نجعله يشارك في تقطيعها وتوزيعها أيضا، ثم العام الأخير يشارك في عملية الذبح. رابعا إحضار "الأضحية”، أي رأس الغنم، إلى البيت متأخرا، حتى لا يرتبط بها الطفل عاطفيا، فبعض المواطنين يحضرون "الأضحية” قبل فترة من العيد، فيلعب معها الطفل ويمرح، وتصبح الأضحية مصدر سعادتهم وفرحتهم، ثم يجيء يوم العيد لينهي هذه البهجة من وجهة نظرهم.
من جهتها، تؤكد أستاذة تفسير القرآن الكريم الدكتورة ميساء عودة "أنه لا يوجد توجيه ديني صريح بحظر أو استحباب رؤية الأطفال لمشاهد ذبح الأضحية، وقد يكون ذلك عائدا لاهتمام الدين الإسلامي بمراعاة نفسية الأطفال الحساسة”.
وتقول "إنه لا يستحب أن يحضر ذلك المشهد الأطفال دون السادسة من العمر”.
بدوره، يقول الناشط الاجتماعي عمر قاسم "إن علامات حزن تظهر على أطفال لحظة "ذبح” الأضحية، وبدء تدفق الدماء منها”، مشيرا إلى "أن بعض الأباء يجبرون أطفالهم على رؤية عملية "ذبح” الأضحية، مع ما يرافق ذلك من رؤيتهم لسكاكين و”سواطير” تقطيع اللحم. وهذا بحد ذاته خطأ”.
ويضيف "أن رؤية الطفل للدماء المتدفقة من "الذبيحة”، قد تسبب مشاكل نفسية له”.
ويؤكد قاسم "خطأ نظرية أن مشاهدة الطفل لـ”ذبح” الأضحية قد تجعل منه قويا لا يهاب أو يخاف.. لا يأبهون للأثر النفسي الذي قد تتركه هذه العملية على الطفل ونفسيته، وما قد تسببه من مشاكل له تصاحبه مدى الحياة”. ويشير إلى "أن بعض الأطفال، الذي يشاهدون عملية "الذبح”، قد يمتنعون عن أكل اللحوم على مدار حياتهم”.الغد