خفض حوالي 300 سعر حراري من طعامك في اليوم قد يفيد القلب
ة (CNN) --كشفت دراسة جديدة أن خفض 300 سعرحراريفقط من نظامك الغذائي اليومي يمكن أن يفيد بشكل كبير صحة القلب والأوعية الدموية، حتى لو كان وزنك صحياً في الأصل.هذا التخفيض في السعرات الحرارية يمكن تحقيقه من خلال بعض التقنيات مثل الصيام المتقطع، أو عن طريق الاستغناء عن قطعة حلوى.
وشهد المشاركون في الدراسة، التي نشرت في مجلة "لانسيت للسكري والغدد الصماء" في يوليو / تموز الماضي، والذين كانوا يتناولون نظاماً غذائياً مقيداً في السعرات الحرارية انخفاضاً في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول السيئ (LDL)، وانخفاضاً بنسبة 24٪ في كثافة الدهون الثلاثية.
وقال الدكتور ويليام كراوس، الأستاذ في كلية الطب بجامعة "ديوك" في دورهام بولاية نورث كارولينا، ومؤلف الدراسة، إن تخفيض 300 سعرحرارييومياً يشير إلى متوسط التخفيض في السعرات الحرارية الذي سجله المشاركون في الدراسة.
وأضاف: "التمرين والنظام الغذائي هما من أكثر العوامل التي يسهل تنفيذها في بيئتنا والتي يمكن أن تقلل من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لدينا".
كيف يمكن لتقييد السعرات الحرارية حماية القلب؟
شملت الدراسة 218 شخصاً من البالغين الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 21 و50 عاماً، في جميع أنحاء الولايات المتحدة. بين العامين 2007 و2010، تم تعيين 143 منهم بشكل عشوائي لبدء نظام غذائي مقيد في السعرات الحرارية بنسبة 25٪ -أي أنهم حاولوا تقليص 25 ٪ مما كانوا يستهلكونه عادة- في حين استمر الباقون بالأكل بشكل طبيعي.
وجد الباحثون أن المشاركين في المجموعة الأولى قللوا من السعرات الحرارية بنسبة 11.9٪، وليس 25٪ بحيث انخفضت السعرات الحرارية من 2467 إلى 2170 في اليوم.
وقال كراوس: "استمرت هذه التجربة لمدة عامين، لذلك تمكن بعض المشاركين من الحفاظ على القيود، بينما لم ينجح آخرون".
راقب الباحثون في كل مجموعة مستويات الكوليسترول لدى البالغين وضغط الدم وكثافة الدهون الثلاثية على مدار عامين.
ويمكن لهذهالعواملأن تؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب.
وتتسبب أمراض القلب في وفاة حوالي 610 آلاف شخص في الولايات المتحدة كل عام، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ووجد الباحثون أن مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول منخفض الكثافة انخفضت بشكل كبير بعد عام واحد في المجموعة الأولى، وتم الحفاظ على هذا التغيير خلال العامين، في حين كانت التغييرات ضئيلة جداً في المجموعة الثانية.
ووجد الباحثون أيضاً أنه في المجموعة الأولى، كان انخفاض ضغط الدم واضحاً منذ الأشهر الست الأولى، ووصل إلى دلالة إحصائية بعد عام واستمر طوال مدة الدراسة.
وكتب الباحثون أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث في التأثير المحتمل لتقييد السعرات الحرارية على صحة القلب والأوعية الدموية لدى البالغين الأصحاء وغير المصابين بالسمنة في منتصف العمر.
كان للدراسة بعض القيود، بما في ذلك أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت ستظهر نتائج مماثلة بين مجموعة أكبر وأكثر تنوعاً من الناس أو على مدى فترة زمنية أطول. بالإضافة إلى ذلك، لم تشمل الدراسة القياسات السريرية لتصلب الشرايين، أو تراكم الصفائح في الشرايين، لدى البالغين.
وفي إشارة إلى النشاط البدني أو التمرين، لم تتناول الدراسة مقاييس النشاط التي يصعب التحكم فيها. فتخفيف الوزن يتم ويستمر بزيادة النشاط.
"الخيارات الغذائية تتشكل من خلال البيئة الغذائية"
وكتب الدكتور فرانك هو، أستاذ ورئيس قسم التغذية بكلية الصحة العامة في جامعة هارفارد في بوسطن، في افتتاحية نشرت جنبا إلى جنب مع الدراسة الجديدة، أن تقييد السعرات الحرارية قد يكون أداة مفيدة للمساعدة في السيطرة على الوزن وإبطاء الشيخوخة، ولكن من غير المرجح بأنه يحد من السمنة.
واضاف أن "تحسين بيئة الغذاء من خلال جعل خيارات الغذاء الصحي أكثر سهولة وبتكلفة معقولة، مع تقليل إمكانية الوصول إلى الأطعمة فائقة المعالجة أمر ضروري لدعم خيارات الغذاء الصحي. ولتحقيق هذه الغاية، هناك حاجة إلى حلول سياسية، بما في ذلك الضرائب على السكر، والحوافز المالية لإنتاج وشراء الأطعمة الصحية، وتحسين تنظيم تسويق الأغذية لتحسين البيئة الغذائية العالمية".