حماية وحرية الصحفيين ينتقد تعامل الاعلام مع واقعة مقام سيدنا هارون - تقرير

*الصحافة نشرت صوراً للسياح دون التحقق من صدقيتها وسلطة إقليم البتراء كشفت أن بعضها يعود لعام 2013.

*انحاز الإعلام للرافضين لما قام به السياح الإسرائيليين وتعاملوا معه باعتباره قضية وطنية بامتياز.

*لم يسأل الإعلام هل كفلت اتفاقية وادي عربة للإسرائيليين إقامة شعائر دينية في الأردن؟

*رصد 162 مادة منها 120 مكررة و138 مادة اعتمدت على المصادر المعرفة.

انتقد تقرير رصد أداء الإعلام الأردني للأسبوع الماضي الصادر عن مركز حماية وحرية الصحفيين اختلال معايير مصداقية الإعلام في تغطية إقامة الإسرائيليين لشعائرهم الدينية في مقام النبي هارون قائلا إن تلك المعايير لم تتم مراعاتها من قبل عينة الرصد المتمثلة بأربع صحف يومية و10 مواقع إلكترونية.

وقال المركز في تقريره الصادر اليوم إن قصور عينة الرصد في متابعة القضية والإحاطة بكامل جوانبها والتعمق في طرحها وتجليتها ظل قاصرا بسبب الاكتفاء بما يتوفر من بيانات وأخبار مكررة عن القضية، متسائلا عن الأسباب التي منعت وسائل الإعلام في عينة الرصد بمراجعة اتفاقية وادي عربة لمعرفة ما إذا كانت الاتفاقية تسمح للإسرائيليين بإقامة شعائرهم الدينية في المقام أو في أية أماكن أخرى في الأردن؟

وأشار التقرير الى أن العديد من الأسئلة الكاشفة والضرورية كان يجب أن يطرحها ويلاحقها الإعلام وغابت عنه رغم أهميتها.

ونوه التقرير الى أن وسائل الإعلام الأردنية سعت لمتابعة وتغطية حدث إقامة السياح الإسرائيليين لشعائر دينية في مقام "هارون"، ورغم ذلك لا تزال الكثير من التفاصيل تنقصها، وأسئلة كثيرة لم يجب عنها على نحو هل كانت هذه الشعائر الإسرائيلية في مقام هارون تتكرر كل سنة؟ ومن الذي كان يقوم بتسهيل أداء هذه الشعائر من الجانب الأردني، وهل هذه الشعائر تقام على مدار العام أم في مناسبات محددة دينية محددة؟ ولماذا تم الكشف عنها هذه المرة؟ ولماذا قام الإسرائيليون "وهم المصدر الأساس للصور" بنشرها؟ وكيف وصلت إلى وسائل الإعلام الأردنية وتحديدا إلى منصات التواصل الاجتماعي التي نقلتها عنها الصحافة الأردنية وتبعتها؟

وبين التقرير أن عينة الرصد لم تقم بالتأكد من مصداقية صور السياح بدليل أن الأخبار التي نشرت الصور الأولى قيل عنها أنها من الشعائر المقامة مؤخرا في المقام؛ ليتبين لاحقا أن غالبيتها هي صور قديمة نشرت سنة 2013، كما أن أحدا من عينة الرصد لم يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية ليتعرف على تفاصيل أكثر عن تلك الحادثة؟

وبحسب نتائج تقرير الرصد فلا تزال الكثير من المعلومات غائبة تماما عن تفاصيل القضية، على نحو لماذا لم تقم أية وسيلة إعلامية في عينة الرصد بسؤال المكتب السياحي المسؤول عن إحضار السياح الإسرائيليين إلى البتراء؟

ويشير التقرير في معرض اختبار المصداقية والدقة الى أهمية طرح التساؤلات التالية لماذا لم تتقصَ وسائل الإعلام في عينة الرصد عما قاله حارس المقام عن وجود مرافقين رسميين لليهود ودليل سياحي يتحدث عن التقليد السنوي لليهود في زيارة المقام وإقامة الشعائر الدينية فيه، وكم عدد المرافقين الرسميين؟ وإلى أي جهة يتبعون؟ وكم عدد الأدلاء السياحيين؟ وهل يتبعون شركات سياحية؟ ومن هي؟ ولماذا لم تسأل الصحافة عن عدد المرات والمناسبات التي يحضر اليهود فيها إلى هذا المكان؟

ونوه التقرير الى أن عينة الرصد اكتفت بتقديم صورة عن مخاطر مثل تلك الزيارات السياحية عن طريق مقالات الرأي بالدرجة الأولى، ثم عن طريق البيانات، في الوقت الذي ظلت فيه المعلومات ناقصة تماما عن مصدر الملابس والأدوات المصاحبة للشعائر اليهودية؟ وهل تم إدخالها معهم عن طريق الحدود؟ أم أن أحدا هنا في الأردن وفي البتراء تحديدا يقوم بتامينها لهم في مثل هذه المناسبات؟ خاصة وأن رسالة مدير المكتب السياحي تتحدث عن مصادرتها من 13 سائح فقط، فهل سمح للباقين بالمرور بها إلى البتراء أم لا؟.

وكشف التقرير أن مجموع ما تم رصده وتوثيقه في عينة الرصد (162) مادة صحفية بلغت حصة الصحف اليومية الأربعة منها (24) مادة مكررة وبنسبة (14.8 %)، وحصة الصحافة الإلكترونية (138) مادة مكررة بنسبة (%85.2).

وقال التقرير إن عدد المواد التي اعتمدت على المصادر المعرفة (138) مادة مكررة وبنسبة (85.2 %) مقابل 24 مادة مكررة اعتمدت على مصادر مجهولة وبنسبة (14.8 %)، بينما كانت نسبة المواد التي اعتمدت على تعددية المصادر وتعددية الآراء متساوية وبلغت (6.8 %) تمثل 11 مادة مكررة لكل منهما.

وأكد التقرير على أن المعالجة الحقوقية والقانونية ظلت في أدنى مستوياتها في إجمالي التغطيات برصد مادة واحدة فقط وبنسبة (0.6 %).

ووفقا للتقرير فقد بلغ عدد المواد المكررة (120) مادة وبنسبة (74.1 %) من أصل 162 مادة مكررة، حيث احتلت البيانات الصحفية المرتبة الأولى في التكرار فمن بين 43 بيانا تم رصدها فإن (41) بيانا منها تم تكرار نشره وبنسبة بلغت (95.3 %) من إجمالي البيانات التي تم رصدها، يليها في المرتبة الثانية الأخبار التي بلغت نسبة التكرار فيها (92.3 %) تمثل (60) خبرا مكررا، من أصل (65) خبرا تم رصدها.

وأضاف التقرير أن التصريحات الصحفية حلت في المرتبة الثالثة من حيث التكرار وبنسبة (71.4 %) تمثل 5 تصريحات صحفية مكررة من إجمالي (7) تصريحات تم رصدها وتوثيقها، فيما جاءت التقارير الصحفية في المرتبة الرابعة من حيث التكرار وبنسبة (50.0 %) تمثل (7) تقارير تكرر نشرها من إجمالي 14 تقريرا تم رصدها في عينة الرصد، لتحل المقالات الصحفية في المرتبة الخامسة من حيث التكرار وبنسبة (21.2 %) تمثل 7 مقالات تكرر نشرها من أصل (33) مقالا تمثل إجمالي ما تم رصده في عينة الرصد.

وتاليا نصّ التقرير:

تقرير رصد الإعلام الأردني

تموز 2019

مركز حماية وحرية الصحفيين

أسئلة المصداقية الغائبة عن وسائل الإعلام في تغطية صلاة السياح الإسرائيليين في مقام "هارون"

أعدّ التقرير:

-وليد حسني

-إسلام البطوش

أثارت قضية وصول مجموعات سياحية إسرائيلية إلى مقام النبي هارون في البتراء انتقادات إعلامية وشعبية ورسمية واسعة النطاق خاصة بعد تسريب عشرات الصور عن قيامهم بطقوس دينية في المقام كان مصدرها الأساسي موقع إسرائيلي تولى نشرها بالرغم من أن الكثير من تلك الصور تعود لسنة 2013.

موجة الاستياء هذه عبرت عن نفسها من خلال وسائل الإعلام على تنوعها، فضلا عن منصات التواصل الاجتماعي التي ساهمت بالدفع في حالة الاستنكار والغضب والنقد إلى ما وصلت إليه.

واختار فريق رصد الإعلام في مركز حماية وحرية الصحفيين متابعة ورصد وتوثيق أداء وسائل الإعلام الاردنية في تغطية القضية في جوانبها المهنية والحقوقية والقانونية ومدى مصداقية وسائل الإعلام في التحقق والنشر.

عينة الرصد:

حافظ فريق الرصد على البيئة المبحوثة الداخلة في عينة الرصد والمتمثلة بأربع صحف يومية هي الرأي والدستور والغد والأنباط، وتسعة مواقع إلكترونية هذا الشهر هي عمون، وجو24، وجفرا، ورؤيا، وسرايا، وسواليف، ومدار الساعة، والبوصلة والسبيل.

وتم استثناء وكالة رم الاخبارية^[1]من عينة الرصد لهذا الشهر التي لم نستطع رصدها بسبب تعطل الموقع الإلكتروني واستحالة التعامل معه، مما اضطرنا لاستثنائه من عينة الرصد.

تحديد المفاهيم

1 ــ المصادر المعرفة: هي المصادر التي تعتمد على أسماء واضحة معروفة وواضحة الهوية والمكانة والوظيفة ومدى ارتباطها بالحدث، وعلاقتها به، ومدى تأثرها أو تأثيرها فيه.

2 ــ المصادر المجهولة: نقل معلومات تنسب لمجهول الهوية تماما، ولا يمكن تحديد اسمها وهويتها ومدى ارتباطها بالحدث.

3 ــ تعددية المصادر: اعتماد المادة الصحفية على مصدرين معرفين فأكثر لاستقاء المعلومات واستكمالها وتوضيحها، على أن يكون لكل منهما رأي وموقف مغاير لموقف الآخر، إلا في حالة تأكيد معلومة تحظى بجدل حول مصداقيتها عندها يمكن قبول رأيين متطابقين فأكثر.

4 ــ تعددية الآراء: عرض رأيين مختلفين فأكثر في المادة الواحدة الصحفية الواحدة.

5 ــ المواد المكررة: كل مادة أعيد نشر نصها مرتين فأكثر، أو أعيد تحريرها ونشرها مرتين فأكثر، أو أعيد تغيير عناوينها الرئيسية مرتين فأكثر.

6ــ المعالجة الحقوقية والقانونية:

نقصد بالمعالجة القانونية والحقوقية إما الاستعانة بخبير قانوني، أو استخدام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، أو الاستشهاد بسند قانوني أو حقوقي لغايات توضيح الأبعاد القانونية والحقوقية المترتبة عليها للجمهور.

بلغ مجموع ما تم رصده وتوثيقه في عينة الرصد ( 162 ) مادة صحفية بلغت حصة الصحف اليومية الأربعة منها ( 24 ) مادة وبنسبة ( 14.8 % )، وحصة الصحافة الإلكترونية (138 ) مادة بنسبة ( 85.2 % ).

ويوضح الجدول رقم ( 1 ) توزيع المواد على عينة الرصد ونسبة كل منها إلى إجمالي ما تم رصده وتوثيقه:

أولا:المعايير المهنية والحقوقية والقانونية:

1 ــ المصادر المعرفة:

يقصد بالمصادر المعرفة تلك المصادر واضحة الهوية والأسماء والمكانة والوظيفة ومدى ارتباطها بالحدث، وعلاقتها به، ووفقا لنتائج الرصد فقد بلغ عدد المصادر المعرفة التي اعتمدتها عينة الرصد ( 138 ) مادة مكررة وبنسبة ( 85.2 %).

2 ــ المصادر المجهولة:

يقصد بالمصادر المجهولة نقل المعلومات عن مصادر غير معرفة مجهولة الهوية تماما ومبهمة بدون إظهار علاقتها بالحدث، ولوحظ أن نسبة المصادر المجهولة غير المعرفة لا تزال مرتفعة في تغطيات عينة الرصد إذ بلغت نسبتها ( 14.8 %) تمثل ( 24 ) مادة مكررة.

3 ــ تعددية المصادر:

يقصد بتعددية المصادر اعتماد المادة على مصدرين فأكثر لاستقاء المعلومات واستكمالها وتوضيحها، وقد ظل اعتماد عينة الرصد على مبدأ تعددية المصادر في تغطياتها متدنيا قياسا باعتمادها على المصادر المعرفة، فقد بلغ عدد المواد التي اعتمدت على أكثر من مصدر ( 11 ) مادة مكررة وبنسبة ( 6.8 %)، مما يعني أن عينة الرصد تكتفي بمصدر واحد للمعلومة ولا تبذل جهدا للجوء إلى اعتماد مصدرين مختلفين فأكثر، وهو ما ينعكس وبالضرورة على مبدأ تعددية الآراء وعرض أكثر من رأي في المادة الواحدة.

4 ــ تعددية الآراء:

يقصد بتعدددية الآراء عرض رأيين مختلفين فأكثر في المادة الواحدة، وقد انعكست نتائج الاعتماد على مصدر واحد على تعددية الآراء في المادة الواحدة، فقد تساوت النسبة (6.8 %) وعددها 11) مادة مكررة على تعددية الآراء وعرضها مع الاعتماد على مصدر واحد.

ولوحظ ان العديد من المواد كررت نفس الرأي لأكثر من متحدث داخل المادة الواحدة وهو ما لم نعتبره تعددية آراء.

5 ــ المعالجة الحقوقية والقانونية:

نقصد بالمعالجة الحقوقية والقانونية إما الاستعانة بخبير قانوني، أو استخدام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، أو الاستشهاد بسند قانوني أو حقوقي.ظلت المعالجة الحقوقية والقانونية في أدنى مستوى لها في تغطيات عينة الرصد فمن بين إجمالي المواد التي رصدها وتوثيقها (162 ) مادة مكررة فإن مادة واحدة فقط لجأت إلى المعالجة القانونية، وبنسبة متدنية جدا وصلت إلى (0.6 % ) فقط، وهي أدنى نسبة تم تسجيلها منذ عمل فريق الرصد في شهر حزيران الماضي.

6 ــ المواد المكررة:

عرف فريق الرصد المواد المكررة بأنها كل مادة أعيد نشر نصها مرتين فأكثر، أو أعيد تحريرها ونشرها مرتين فأكثر، أو أعيد تغيير عناوينها الرئيسية مرتين فأكثر.

وبحسب نتائج الرصد والتوثيق فقد بلغ عدد المواد المكررة (120) مادة، وبنسبة (74.1 %).

ولاحظ فريق الرصد ان معظم المواد المكررة تظهر في الصحافة الإلكترونية بشكل أوسع وأوضح، كما لاحظ الفريق ان العديد من الصحف الإلكترونية تلجأ إلى إعادة إنتاج وتحرير ذات المواد المكررة وتعيد نشرها دون أن تضيف شيئا خاصا بها.

إن الاعتماد على البيانات الصادرة عن جهات ذات علاقة بالحدث تساهم في رفع عدد المواد المكررة وكذلك إعادة نشر الأخبار، وفقا لما يوضحه الجدول رقم ( 3 )

ويوضح الجدول رقم ( 2 ) عدد ونسبة توزيع المعايير المهنية والحقوقية على عينة الرصد.

جدول رقم ( 3 ) يكشف عن توزيع عدد ونسبة المعايير المهنية والحقوقية على عينة الرصد:

ثانيا:توزيع المواد على الفنون الصحفية:

1 ــ البيان:

تعتمد عينة الرصد على البيانات الصادرة عن الجهات المعنية بشكل لافت في تغطياتها، ولوحظ أن عددا من الصحف الإلكترونية نشرت بيانات صادرة دون أن تقدم أية معلومات للجمهور حوله ، أو حتى تقدم ملخصا عنها، بينما أعادت العديد من عينة الرصد نشر البيانات واستخدامها في الخلفيات المعلوماتية في موادها، أو قدمت ملخصا لها قبل نشرها كاملة.

بلغ عدد المواد المكررة المعتمدة على البيانات الصحفية (43) مادة مكررة وبنسبة ( 26.6 %) من إجمالي المواد التي تم رصدها، منها (41 ) بيانا مكررا وبنسبة تكرار بلغت ( 95.3 %) من إجمالي البيانات التي تم رصدها.

2 ــ المقال:

تم رصد 33 مقالا وبنسبة ( 20.4 %) من إجمالي المواد التي تم رصدها، وبلغ عدد المقالات التي تكرر نشرها (7) مقالات وبنسبة (21.2 %) من إجمالي المقالات التي تم رصدها.

3 ــ الخبر:

كشفت نتائج الرصد والتوثيق لعينة الرصد عن اعتمادها على الأخبار في تغطية حدث الطقوس اليهودية في مقام النبي هارون، فقد تم توثيق ورصد (65 ) مادة مكررة وبنسبة ( 40.1 %) كأخبار متعددة بلغ عدد المكرر منها ( 60 ) خبرا وبنسبة تكرار بلغت (92.3%) من إجمالي الأخبار التي رصدها.

4 ــ التقرير:

لا يزال اعتماد وسائل الإعلام في عينة الرصد على إنتاج تقاريرها وقصصها الخاصة من خلال المتابعة متدنية جدا كاشفة عن عدم عناية واهتمام عينة الرصد بإنتاج تقاريرها وقصصها الخاصة.

نشرت عينة الرصد(14) تقريرا فقط وبنسة ( 8.6 % )، منها (7) تقارير مكررة تمثل ( 50.0 % ) من إجمالي ما تم نشره من تقارير في عينة الرصد.

5 ــ التصريح:

بسبب ضعف متابعة وسائل الإعلام للقضايا وربما لعدم حرصها على إنتاج موادها وقصصها الخاصة بها فقد انعكس هذا على التقارير الصحفية الخاصة وعلى التصريحات الصحفية التي يمكن لوسائل الإعلام إنتاج وبناء قصص خاصة بها، وبحسب نتائج الرصد فان ( 7 ) تصريحات صحفية فقط تم توثيقها من إجمالي المواد التي تم رصدها وبنسبة ( 4.3 %)، منها (5 ) تصريحات مكررة وبنسبة (71.4 %) من إجمالي التصريحات التي تم رصدها.

ويوضح الجدول رقم (4) توزيع المواد على فنون العمل الصحفي ونسبتها:

ويكشف الجدول رقم (5 ) عن عدد ونسب فنون العمل الصحفي المكررة، حيث احتلت البيانات المكررة المرتبة الأولى من حيث نسبة التكرار ، فمن بين 43 بيانا تم رصدها فان ( 41 ) بيانا منها تم تكرار نشره وبنسبة بلغت ( 95.3 %) من إجمالي البيانات التي تم رصدها.

وجاءت الأخبار المكررة في المرتبة الثانية من حيث التكرار وبنسبة ( 92.3 %) تمثل (60 ) خبرا مكررا، من أصل ( 65 ) خبرا تم رصدها.

وحلت التصريحات الصحفية ثالثا وبنسبة تكرار (71.4 % ) تمثل 5 تصريحات صحفية مكررة من إجمالي (7) تصريحات تم رصدها وتوثيقها.

وحلت التقارير الصحفية في المرتبة الرابعة من حيث تكرار النشر وبنسبة (50.0 %) تمثل (7) تقارير تكرر نشرها من إجمالي 14 تقريرا تم رصدها في عينة الرصد.

وجاءت المقالات الصحفية في المرتبة الخامسة من حيث التكرار وبنسبة ( 21.2 %) تمثل 7 مقالات تكرر نشرها منأصل ( 33 ) مقالا تمثل إجمالي ما تم رصده في عينة الرصد.

ويوضح الجدول رقم ( 5 ) توزيع المواد المكررة على عينة الرصد ونسبتها

ويكشف الجدول رقم ( 6 ) توزيع مصادر وفنون العمل الصحفي على وسائل الإعلام في عينة الرصد

ثالثا : اختبار المصداقية :

لم يستقر مفهوم المصداقية في الإعلام حتى الآن على قواعد ثابتة يمكن التعامل معها باعتبارها قاعدة رياضية راسخة يمكن استخدامها وتطبيقها، مما أبقى السجال حول معايير المصداقية مفتوحا تماما لكل الإجتهادات.

من هنا تظهر التعددية المتحركة غير الثابتة تجاه اعتماد تعريفموحد للمصداقية الإعلامية، وكيفية قياسها، والمعايير التي يتوجب اختبارها كميزان واضح يمكن تطبيقه في كامل اختبارات المصداقية.

بعض هذه المفاهيم تستند في قياس المصداقية إلىمصداقية المصدر ومدى إحاطته بالقضية التي يعرضها، ومصداقية الوسيلة الإعلامية الى جانب العديد من العوامل الأخرى على نحو الموضوعية والحياد، ومراعاة مصلحة الجمهور،والإحاطة الكاملة والدقة، والأمانة، والثقة بالمؤسسة الإعلامية نفسها، والثقة بالصحفي أو الكاتب، والواقعية، وعدم الخلط بين الرأي الشخصي والخبر...الخ.

إن إثارة الأسئلة حول مضمون الأخبار والتغطيات قد تكشف جوانب من مدى مصداقية التغطيات في وسائل الإعلام حول مصداقية المصادر، وعن التحيز، والموضوعية واكتمال أو نقص عرض الأخبار، ومدى الدقة والعمق والمتابعة.

إن طرح مثل هذه الأسئلة يمكنها المساعدة في تجلية مدى المصداقية المتوافرة في إجمالي التغطيات الإعلامية التي قام فريق الرصد والتوثيق في مركز حماية وحرية الصحفيين باعتمادها.

1 ــ مصداقية المصادر:

يطرح اختبار مصداقية المصادر العديد من الأسئلة على نحو إلىأي مدى كانت المصادر المعتمدة في التغطية صادقة تماما في عرض المعلومات؟، و هل تم التعريف بالمصادر وكشف مدى علاقتها بالقضية وتأثيرها فيها؟، وهل تحققت وسائل الإعلام من مدى ثقة الجمهور بهذه المصادر؟ وكيف فعلت ذلك؟.

أظهرتنتائج الرصد اختلالا واضحا في عرض المصادر وكيفية تقديمها للجمهور فقد اعتمدت المواقع الإلكترونيةعلى إعادةنشر صور تأدية الشعائر اليهودية في مقام النبي هارون دون أن تشير إلى مصادرها.

ولولا تطوع سلطة إقليمالبتراء بنشرها توضيح يؤكد على أن بعض تلك الصور تعود لسنة 2013 لما لجأت وسائل الإعلامفي عينة الرصد لتوضيح ذلك، وظلت المعلومات المتعلقة بالصور تراوح مكانها، حتى تطوع موقع جفرا للإشارة إلى موقع إسرائيلي لم يفصح عن اسمه وابقاه مجهولا، إلا أن موقع السبيل كان الوحيد الذي قدم معلومات جديدة عن مصدر الصور، وكان الأكثردقة وتوثيقا في تحديد مصدرها بل ونشر اسم الموقع العبري.

إن مصداقية المصادر والتخبط في نشر المعلومات دفع ببعض المواقع للإعلان عن حصولهم على الصور دون أنيوضحوا كيفية حصولهم عليها؟

وفي الوقت الذي نقلت المواقع تصريحات لوزيرة السياحة السابقة مها الخطيب أدلت بها لفضائية الميادين فإنها لم توضح أين ومتى وكيف قالت ذلك وفيما إذاكانت قد قالتها في بيان صحفي أوفي مقابلة أوفي مقالة أوفي ندوة...الخ، مما يوحي أنما نقلته وكأنه خبر خاص بها.

وفي ذات السياق فإن عينة الرصد لم تراع الدقة في عرض مصداقية المصادر التي اعتمدت عليها فعلى سبيل المثال نشرت جريدة الدستور بيانا للناطق الإعلامي للأمن العام بمنع محتجين من الوصول إلىالبتراء نجده في مواقع إعلامية أخرى باعتباره تصريحا للناطق الإعلامي دون الإشارة إلى كونه بيان صادر عن الأمن نفسه.

ونشرت مواقع بيان لجنة مقاومة التطبيع دون أي تقديم أو تعريف بمصدر البيان مكتفيا بالعنوان فقط.

ومن الملاحظ ان عينة الرصد لا تقدم في معظم تغطياتها أي تعريف بالمصدر ليكون الجمهور على بينة من مدى صدقية المتحدث ومدى علاقته واطلاعه على القضية ومدى تأثيره فيها، ومصداقية المعلومات التي يدلي بها للجمهور.

وعدا عن المصادر المجهولة غير المعرفة فقد ظهرت المصادر في غالبيتها بعيدة عن الحدث إذا ما استثنينا سلطة إقليمالبتراء، وحارس مقام النبي هارون، لكن ما يسجله فريق الرصد أن وسائل الإعلام المبحوثة اكتفت بما يصدر عن هذه الجهات من بيانات وتصريحات دون متابعتها عبر أخبار أو تقارير أو متابعات خاصة بها، باستثناء حارس المقام الذي أدلىبتصريحات يتيمة نقلتها عينة الرصد باختلافات شتى.

2 ــ التحيز:

في الوقت الذي أظهرتفيه وسائل الإعلام في عينة الرصد تحيزا واضحا لرفض ما قام به الإسرائيليين من طقوس دينية في مقام النبي هارون، فقد عبرت عن انحيازها الواضح تجاه الرافضين لإغلاق المقام وقرار وزير الأوقافبهذا الشأن، في الوقت الذي دعمت فه بقوة محاسبة المسؤولين الذين يثبت تورطهم في تقديم تسهيلات الدخول للسياح اليهود.

وظهر هذا التحيز واضحا في القضية التي اعتبرتها الصحافة الأردنية في عينة الرصد قضية تمس الأمن الوطني الأردني وتكشف عن المخططات الإسرائيلية تجاه الأردن رابطة عملافنيا كان سيتم تصويره في البتراء نفسها يدعي سيناريو الفيلم أنلليهود وجودا تاريخيا في البتراء.

3 ــ الموضوعية:

لا يبدو اختبار الموضوعية في هذه القضية سهلا، بل صعبا لأن وسائل الإعلام تعاملت معها باعتبارها قضية وطنية وسياسية بامتياز، ولهذا فإن أسئلة الموضوعية في الخطاب الإعلامي لم تكن محل أولوية، وما يتبعها من أسئلة مثل هل التزمت وسائل الإعلام في تغطياتها بالموضوعية في عرض الأخبار والمعلومات؟، وهل التزمت بالدقة والوضوح في عرض المادة الصحفية؟

أبدت عينة الرصد اهتماما في التغطية المنحازة إلىالجمهور والموقف الشعبي، وإذا ما أشرنا إلى مبدأ الإنصاف باعتباره الضرورة الضاغطة في منح كل رأي مساحة متساوية في العرض والتقديم فإنه في هذه القضية يبدو من الصعب تطبيقه، ذلك لكون الطرف الآخر هو إسرائيل، وباستثناء مادتين فقط نشرتا أظهرتا الموقف الإسرائيلي مما جرى لسياحهم الإسرائيليين وأنهمتعرضوا للاهانة في الأردن فإن عينة الرصد التي نشرت ذلك أظهرته باعتباره انتصارا للجمهور وللأداء الأردني الرافض لتلك الشعائر التي أقامهماإسرائيليون في مقام النبي هارون.

4 ــ الاكتمال والشمولية:

سعت وسائل الإعلام لمتابعة وتغطية الحدث، ورغم ذلك لا تزال الكثير من التفاصيل تنقصها على نحو هل كانت هذه الشعائر الإسرائيلية في مقام هارون تتكرر كل سنة؟ ومن الذي كان يقوم بتسهيل أداء هذه الشعائر من الجانب الأردني وهل هذه الشعائر تقام على مدار العام أم في مناسبات محددة دينية محددة؟ ولماذا تم الكشف عنها هذه المرة؟ ولماذا قام الإسرائيليون "وهم المصدر الأساس للصور" بنشرها؟ وكيف وصلت إلىوسائل الإعلام الأردنية وتحديدا إلىمنصات التواصل الاجتماعي التي نقلتها عنها الصحافة الأردنية وتبعتها؟

ومن الملاحظ أن عينة الرصد لم تقم بالتأكد من مصداقية تلك الصور بدليل أنالأخبار التي نشرت الصور الأولى قيل عنها أنها من الشعائر المقامة مؤخرا في المقام؛ ليتبين لاحقا أنغالبيتها هي صور قديمة نشرت سنة 2013، كما أن أحدامن عينة الرصد لم يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية ليتعرف على تفاصيل أكثرعن تلك الحادثة؟

وبحسب نتائج الرصد فلا تزال الكثير من المعلومات غائبة تماما عن تفاصيل القضية، على نحو لماذا لم تقم أية وسيلة إعلامية في عينة الرصد بسؤال المكتب السياحي المسؤول عن إحضارالسياح الإسرائيليين إلى البتراء، وكان عينة الرصد اكتفت بصورة الرسالة التي كان وجهها رئيس المكتب السياحي لمدير الأمن العام؟..الخ.

واكتفت عينة الرصد بتقديم صورة عن مخاطر مثل تلك الزيارات السياحية عن طريق مقالات الرأي بالدرجة الأولى، ثم عن طريق البيانات، في الوقت الذي ظلت فيه المعلومات ناقصة تماما عن مصدر الملابس والأدواتالمصاحبة للشعائر اليهودية؟ وهل تم إدخالها معهم عن طريق الحدود؟ أم أن أحدا هنا في الأردن وفي البتراء تحديدا يقوم بتامينها لهم في مثل هذه المناسبات؟ خاصة وأن رسالة مدير المكتب السياحي تتحدث عن مصادرتها من 13 سائح فقط، فهل سمح للباقين بالمرور بها إلى البتراء أم لا؟

5 ــ الدقة والعمق والمتابعة:

لم تتعود وسائل الإعلامفي الأردن قياس رأي الجمهور في ثقته بمدى مصداقية المعلومات التي تقدمها له، كما أن وسائل الإعلام في عينة الرصد لم تقدم رأي الجمهور في القضية باستثناء بعض الأصوات التي ظهرت في تقرير استنادا لانتقائية عشوائية عن منصة التواصلالاجتماعي الفيس بوك، وهي بالتأكيدغير كافية لقياس راي الجمهور والمتلقي للخطاب الإعلاميفي هذه القضية.

وكما أشرنا سابقا فإن المعلومات التي قدمتها عينة الرصد ظلت تعاني من النقص والإضطراب وعدم الوضوح في الكثير من التفاصيل التي لم تعمل العينة على متابعتها للحصول على إجابات وتفسيرات واضحة تقدمها للجمهور.

إنقصور عينة الرصد في متابعة القضية والإحاطة بكامل جوانبها والتعمق في طرحها وتجليتها ظل قاصرا بسبب الاكتفاء بما يتوفر من بيانات وأخبار مكررة عن القضية، ويبرز السؤال هنا بوضوح عن الأسبابالتي منعت عينة الرصد من الذهاب إلى البتراء لمعرفة رأي جمهور البتراء فيما جرى، والالتقاء بحارس المقام وأين وصلت قضية كف يده عن العمل وإحالتهللتحقيق؟ ولماذا لم تتابع قضية إغلاق المقام ثم فتحه؟

ولعل أبرز ما يمكن التساؤل عنه هنا هو لماذا لم تقمأية وسيلة إعلامية في عينة الرصد بمراجعة اتفاقية وادي عربة لمعرفة ما إذا كان الاتفاقية تسمح للإسرائيليين بإقامة شعائرهم الدينية في المقام أوفي أية أماكن أخرى في الأردن؟

ولم تقدم عينة الرصد معلومات كافية عن عدد السياح الإسرائيليين الذين يزورون البتراء وهل تلك الزيارة تشمل زيارة المقام أملا، وباستثناء ما نشرته وكالة جفرا عن أعداد السياح الإسرائيليين الذين زاروا البتراء خلال 6 سنوات، كما أنتصريحات رئيس إقليم البتراء التي تناقلتها عينة الرصد لم يتم طرحها بوضوح، بل تعاملت الصحافة معها كل حسب طريقته بالحذف وإعادةالتحرير.

ولم تقم وسائل الإعلامفي عينة الرصد بالاستيضاح من سلطة إقليمالبتراء عن تفاصيل ما ورد في تصريحاته حول قيام السياح الإسرائيليين بتلك الطقوس سنة 2013؟ ولم تسأل عينة الرصد عما إذا كانت هذه الطقوس تقام كل سنة، ولما تم الكشف عنها هذه السنة، وكيف يتم التنسيق بين الجهات المعنية لتأمين زيارة الإسرائيليين للمقام في السنوات السابقة، وهل سيتم منع وصول سياح إسرائيليين للمقام في المستقبل؟ وما هي مضامين الإجراءاتالتي يمكن اتخاذها لحماية المقام ومنع إقامة شعائر دينية فيه؟.

ومن المناسب طرح التساؤلات التالية لماذالم تتقصَوسائلالإعلامفي عينة الرصد عما قاله حارس المقام ــ كما تساءلنا سابقا ــ عن مرافقين رسميين لليهود ودليل سياحي يتحدث عن التقليد السنوي لليهود في زيارة المقام وإقامة الشعائر الدينية فيه. كم عدد المرافقين الرسميين؟ إلىأيجهة يتبعون؟ وكم عدد الأدلاء السياحيين؟ وهل يتبعون شركات سياحية؟ ومن هي؟ ولماذا لم تسأل الصحافة عن عدد المرات والمناسبات التي يحضر اليهود فيها إلى هذا المكان؟

ولم تتابع وسائل الإعلامفيعينة الرصد الخبر الذي نشرته الرأيوتبعتها العديد من المواقع الإلكترونيةنقلا ونسخا عن كون أهاليالبتراء لا يرضونإقامةأيةمظاهر احتجاج سياسية في مدينتهم ويهددون بمنع اقامتها؟ فمن هم هؤلاء الذين أطلقوا التهديد؟ ولماذا رفضوا ذلك؟ ولماذا قام الأمن العام بمنع المحتجين من الوصول إلى البتراء للاحتجاج وفقا للبيان الصادر عن الناطق الإعلاميباسم مديرية الأمنالعام؟.

إن نتائج الرصد تكشف عن عدم الدقة في تقديم المعلومات وضعف المتابعة إلى ما يشبه الغياب، وعدم تقديم مواد إعلاميةتناقش القضية في عمقها الديني والسياسي والتاريخي والأثري ــ باستنثاء معلومات لا تبدو كافية ولم يتم التركيز عليها وإظهارها للجمهور ــ بشكل كافي.

كل تلك المعطياتتؤشر بوضوح على أنإثارة القضية والتفاعل معها جاء ضعيفا وفقا لتلك المعايير، وظهر القصور الإعلامي واضحا في المتابعة ، فضلا عن عدم تقديم معلومات تظهر عمق المشكلة وتأثيراتها على الأردن والجمهور مما أبقى المعلومات المتداولة عبر وسائل الإعلامفي عينة الرصد معلومات مكررة لم تقدم جديدا للجمهور لأسباب عديدة تتعلق بمدى مهنية وسائل الإعلامفي عينة الرصد، والتزامها بمعايير المهنية.