وقائع خطيرة قبيل بدء العام الدراسي: طباعة المناهج لم تنتهِ بعد!
د. محمود المساد
جو 24 :
كتب الدكتور محمود المسّاد -
بالعادة وقبل وضع خطة تطبيق المناهج والكتب المدرسية يتفق المخططون والمحكمون والمراجعون من التربويين على عدد من القواعد والمنطلقات التي تؤطر لهذه الخطة وتضبط منطقيتها وتقلل من مخاطرها التربوية على الطلاب .وبالنسبة لخطة تطبيق المناهج والكتب الأردنية الجديدة فقد اتفق على أن تكون لمدة ثلاث سنوات ، تبدأ مع بداية العام الدراسي القادم 2019-2020 ،بحيث يكون التطبيق للمواد الدراسية والصفوف على النحو الاتي:-
المواد الدراسية: العلوم والرياضيات
الصفوف الدراسية : السنة الأولى (الأول والرابع والسابع والعاشر).
: السنة الثانية (الثاني والخامس والثامن والحادي عشر).
: السنة الثالثة (الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر).
والمنطق الفلسفي وراء هذه الخطة متوسطة المدى والأقل خطورة أن الطالب الذي يدرس مع بداية خطة التطبيق في الصف الأول يستمر في دراسة المناهج والكتب الجديدة حتى الصف الثاني عشر، وكذلك سيستمر بدراسته للكتب الجديدة لو كان بأي صف من الصفوف التي ستطبق المناهج والكتب الجديدة (الأول أو الرابع أو السابع أو العاشر). وسلبية هذه الخطة أن الطلاب في الصفوف التي لن تطبق هذه الكتب الجديدة في السنة الأولى سيبقون مستمرين على المناهج والكتب القديمة حتى السنة الأخيرة من تطبيق الخطة. وجوهر المخاطرة يتصل بالبناء المفاهيمي للمناهج والكتب المدرسية والذي سوف أوضّحه لاحقا . ولكن ما تم فعلا ولأسباب تتصل بعدم قدرة الشركة على انتاج كتب الصفوف السابع والعاشر أن جمدت للعام الأول من التطبيق ،وهذا أربك الخطة وخلخل منطقيتها وتسلسلها وزاد من مخاطرها ، وزاد في سوء الأمر أن بررت مديرة المركز عن معرفة أو بغياب تلك المعرفة أن قالت لا نريد أن نثقل على الطلاب ونريد التطبيق على الطلاب بالتدريج، وعليه ماذا ستقول في العام بعد القادم عندما تطبقها لست صفوف دفعة واحدة ؟.
ويعرف حتى المبتدئون بالتربية أن هناك بناءً مفاهيمياً للمناهج يسمى بمصفوفات المدى والتتابع ،بحيث ييسر التعلم الجديد للطالب أن يكون قد تعلم المتطلب القبلي له، إذ بدونه يصعب عليه التعلم وقد يفقده إن لم يتداركه المعلم، وهذا يحصل نادرا مع ضعف تدريب المعلمين وعدم اطلاعهم على وثيقة المنهج للمادة الدراسية إلا من رحم ربي .والأخطر بالموضوع أن الطالب الذي سيدرس في العام بعد القادم في الصفوف الثامن والحادي عشر المناهج والكتب الجديدة أن يكون قد فقد هذا التسلسل في البناء المفاهيمي باعتبار أن المنهج قد بني على مفاهيم جديدة لم يدرسها الطالب في الصف الذي سبقه (السابع أو العاشر).
والمشكلة الحقيقية تكمن في تدريب المعلمين على أفضل الأساليب التربوية في تدريس المناهج والكتب الجديدة، فحتى الآن ونحن على بعد عشرة أيام من الدراسة لم تنتهِ الكتب الجديدة ( الأول والرابع ) لمادتي العلوم والرياضيات من الطباعة، ولم يبدأ برنامج التدريب أولا لإعداد المدربين من المشرفين التربويين ولا للمعلمين الذين سيدرسون الطلاب لمادتي العلوم والرياضيات للصفين الأول والرابع ، مع أن تثييت برنامج الدراسة واستكمال المعلمين واستقرارهم في تدريس هذه الصفوف سيحتاج لوقت ليس بالقليل مع بداية العام الدراسي .وعليه لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.