عندما تتسبب الادارات المختارة في تعميق الازمة وتعزيز الاختلالات.. صحيفة الرأي انموذجا
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - خطأ جسيم وقعت به صحيفة الرأي، الأربعاء، بنشرها خبرا حول وفاة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت والذي ما زال حيّا يرزق، قبل أن تقوم بعض وسائل الاعلام بالنقل عنها لتكتشف لاحقا أن المتوفى هو نجل البخيت سليمان وليس الرئيس الأسبق..
اللافت أن الخطأ صدر عن صحيفة رسمية بحجم "الرأي"، وهي التي تعتبر مرجعا في أخبار الوفايات ولها مصداقية عالية في هذا المجال.
صحيح أن وسيلة الاعلام معرّضة بين وقت وآخر لنشر خبر أو مادة يتبين لاحقا عدم صحتها، لكنّ المشكلة تكمن بتكرار الأخطاء خلال فترة زمنية قصيرة، والحقيقة أن خطأ الرأي هذا لم يكن يتيما، فهناك سلسلة أخطاء وقعت بها الصحيفة تعكس وجود مشكلات في الادارة والتحرير وحتى الحكومة التي تقف موقف المتفرّج وكأن الأمر لا يعنيها أو أنه ليس ذا بال وليس له ارتدادات قد تتسبب بتهشيم الصورة المتضررة أصلا لصحيفة ناطقة باسم الحكومة.
ومن بين الأخطاء التي وقعت بها الصحيفة خلال الأسابيع القليلة الماضية، نشر مسودة مشروع قانون الادارة المحلية نهاية شهر حزيران الماضي، والتي نفى وزير الادارة المحلية المهندس وليد المصري صحتها، وخبر تخصيص (100) مليون دينار للمشاريع الصغيرة والريادية، بالاضافة لسوء الاخراج المتمثل بتخصيص صدر الصفحة الأولى لمواضيع لا تليق بالصفحة الأولى، حتى أن مادة بعنوان "البحث جار عن مطب نموذجي" احتلت صدر الصفحة الأولى في إحدى المرات، إلى جانب أخطاء عبر منصات الصحيفة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل نشر فيديو لقاء شبيهي ترامب وكيم جونغ على أنه لقاء للرئيسين الامريكي والكوري، ونشر معلومة أن "قلاية البندورة هي الطبق المفضل للملك" كخبر عاجل..
المشكلة في الرأي لا تتوقف عند التحرير ومصداقية الأخبار والمواد المنشورة، بل بالادارة العامة أيضا، فهناك تساؤلات عديدة حول ادارة الوزير السابق أيمن هزاع المجالي للصحيفة، خاصة وأن الرجل عمل طويلا في مجال البنوك وليس الاعلام. وفي هذا السياق، أثيرت خلال الأيام الماضية تساؤلات عديدة حول سبب ذهاب الصحيفة للطباعة في مطابع الدستور رغم امتلاك "الرأي" مطبعتين؟!
الحقيقة أن وزيرة الدولة لشؤون الاعلام جمانة غنيمات تتحمل المسؤولية الكاملة عن تكرار الاخطاء التي تشهدها الرأي، فما يجري هو نتيجة طبيعية للعبث الحكومي في الاعلام الرسمي الذي طالما صدّعت الحكومة رؤوسنا بأنها تستهدف تطويره، بينما الحقيقة أنها تُفسده بتدخلاتها..
صحيفة الرأي، صحيفة محمود الكايد والتي يعمل فيها عدد من الزملاء الكبار والمعروفين بمهنيتهم، تستحق ادارة أفضل في هذا الوقت الحرج الذي تشتد فيه المنافسة بين وسائل الاعلام وخاصة الصحف الورقية منها.