مؤتمر سلامة حماد والقيادات الأمنية.. تمخض الجبل فولد فأرا..

أحمد الحراسيس - بعد أسبوع حافل بالأحداث الشاذة والغريبة والتي كان أبطالها من رواد النوادي الليلية، انتظر الأردنيون سماع صوت الحكومة من أجل وضع النقاط على الحروف ووضع حدّ لمظاهر الخروج على القانون، خاصة في ظلّ ما تشكّله تلك النوادي من أماكن لتجمع أصحاب الأسبقيات الذين يُشكلون خطرا على المجتمع الأردني المحافظ، ليخرج وزير الداخلية سلامة حماد ومسؤولو الأمن بمؤتمر صحفي مخيّب للآمال.

خبرة حماد تفتقت بقوله "إن الحوادث والاعتداءات التي حصلت مؤخرا، تحصل في جميع دول العالم، وأن بعض الفيديوهات التي جرى تداولها تعود لأحداث وقعت خارج الأردن"، يا سلام! الرجل يبرر عجزه بمقارنة الأردن بغيره من الدول التي تنتشر فيها العصابات والمافيات والدعارة، متناسيا أننا نعيش في بلد مستقرّ ومجتمع محافظ، وفي ظلّ أجهزة أمنية يُفترض أنها على كفاءة عالية!

المصيبة الأخرى تكمن فيما ورد على لسان محافظ العاصمة، سعد شهاب، من قوله بوجود (23) ناديا ليليا مرخصا، فكثير من الأردنيين يلمسون عدم دقة هذه التصريحات، وهنا نشير بوضوح إلى النوادي الليلية غير المرخصة، والمطاعم والمقاهي التي تتحول في الظلام إلى نوادٍ ليلية، بالاضافة إلى ما تضمه النوادي الليلية من فتيات يعملن بصورة غير قانونية، ويُفترض أنها تحت رقابة الأجهزة الأمنية أولا ولا بدّ من اتخاذ اجراءات حازمة بحقّها واغلاقها بشكل فوري..

مؤسف أن تحوّلت مناطق مثل شارع الشهيد وصفي التل والرابية والشميساني وعبدون وجبل عمان وغيرها من المناطق السكانية إلى مواقع تزخر بالنوادي الليلية التي تجمع أصحاب السوابق وتحوّل ليل قاطني تلك المناطق إلى ظلام دامس يُحظر التجول خلاله خشية الاصطدام بعصابات شبه منظمة وأصحاب سوابق لا يتورعون عن اطلاق النار صوب أي شخص قد لا يعجبهم.

الحقيقة أن مؤتمر حماد والقيادات الأمنية ينطبق عليه المثل "تمخّض الجبل فولد فأرا"، فلم يلمس أحدنا نوايا واضحة لوضع حدّ للتجاوزات التي تشهدها النوادي الليلية ورأينا نتائجها من خلال مقاطع الفيديو التي انتشرت أخيرا. وأمام ما أظهره حماد من ضعف وتبرير للحوادث التي جرت لم يعد هناك خيار إلا أن يستقيل الوزير وهذه القيادات الأمنية..