قصة بالفيديو لأغرب خناقة بين صاحب مطعم وزبائن مشاهير
لا يوجد فيديو واحد فقط، بل أكثر من 10 متنوعة، تجدها في "يوتيوب" ومواقع التواصل، إضافة لما بثته وسائل إعلام محلية وعالمية بمواقعها في معرض تغطيتها لغريب حدث بين صاحب مطعم ألباني وزبائن خاب ظنهم بطعامه وخدمته، فغادروا رافضين دفع الحساب، إلا أن Mihal Kokëdhima البالغ 51 سنة، عاندهم وقام بما وصل صداه فيما بعد إلى محكمة عقدت جلسة خاصة للبت فيه، وبسببه نزل رئيس وزراء ألبانيا Edi Rama نفسه إلى الساحة، كما ووزير آخر، معتذرين لمن دخلوا الخميس الماضي لتناول الغداء بالمطعم المطل على شاطئ قريب في بلدة "هيمارا" من قلعة Porto Palermo الأثرية في أقصى الجنوب الألباني، وفيه وخارجه كان ما كان.
والذي كان، أن 3 سياح إسبان من عائلة واحدة، ومعهم سائق خاص، إضافة إلى دليل سياحي ألباني، دخلوا مطعم Palermo الذي يعرفه الدليل، بحسب ما تلخص "العربية.نت" ما حدث فيه وخارجه من مواقع إخبارية إسبانية عدة، أهمها التابع لصحيفة El Mundo المعنونة خبرها بعبارة "الملحمة التي حدثت في ألبانيا مع مؤسس ONO وعائلته" في إشارة إلى رجل الأعمال Eugenio Galdón البالغ 69 وصاحب "أونو" الشهيرة بخدمات هاتفية وتلفزيونية وإنترنتية تقدمها في إسبانيا وخارجها، والذي كان مع زوجته وأحد أبنائه حين أزعجهم الطعام وبطء الخدمة معاً، فقرروا مغادرة المطعم وهم لا زالوا جائعين.
نادل في المطعم لاحظهم يهمّون بالخروج، فعاجلهم بفاتورة رفضوا دفعها ومضوا إلى سيارتهم المركونة عند المدخل، وبثوان اعترضهم صاحب المطعم "ميهال كوكيديما" وطلب منهم الدفع بالتي هي أحسن، ولما وجد أن السائق عانده وتجاهله وقام بتشغيل محرك السيارة، صعد إلى مقدمتها وانبطح عليها فارداً قدميه ويديه وغطاها بجسمه الضخم بالكامل تقريباً، لمنع السائق الألباني من القيادة، لكن الرياح جرت على غير ما تشتهي سفينته، لأن السائق قادها متوقعاً هو الآخر أن يبتعد عنها المنبطح عليها، وهنا احتدم ميهال ونال منه الحنق والغضب ما نال، فانتزع مسّاحات السيارة عن زجاجها الكريستالي ورماها أرضاً، ثم انقضّ بقبضته يمعن تحطيماً وتمزيقاً فيه ليحجب الرؤية عن السائق، بحسب ما نرى في الفيديو المرفق، إلا أن السائق استمر يعانده ويتحداه.
"اقتلوني.. اقتلوني"
وسريعاً دب الرعب في السيارة، الجالس رجل الأعمال وزوجته وابنه في مقعدها الخلفي، فيما الدليل السياحي قرب السائق يسند الزجاج من الداخل بقدمه، والسائق يحث الابن في الخلف على تصوير ما يجري، من دون أن يتوقف عن القيادة، لخوفه من عنف ميهال ونواياه، ولأن السياح طلبوا منه التوجه إلى مخفر شرطة يتوقف عنده ويطلبون ممن فيه النجدة. أما ميهال الذي تحجم "العربية.نت" عن ذكر شتائمه، فكان يصرخ مهدداً: "لن أترككم إلا ميتاً يا.. ويا.." وأحياناً كان يصرخ: "اقتلوني.. اقتلوني" طوال 3 كيلومترات من ملحمة رعب وشتائم وتهديد قطعتها السيارة إلى أن وصلت إلى منطقة فيها مخفر للشرطة بالبلدة، فتمهل سائقها ونزل عنها ميهال يهددهم، وهنا تركه السائق ومضى.
أفراد من الشرطة أسرعوا في اليوم نفسه بعد تقديم السياح لشكوى رسمية ضد ميهال، معززة بما في الفيديو من تصوير، فاعتقلوه واحتجزوه، ومثل في اليوم التالي أمام قاض في محكمة البلدة، بحسب فيديو آخر، مرفق ومعروض، نراه فيه وهو شبه ضاحك في الجلسة التي كانت قصيرة، كما نرى أيضاً مطعمه. إلا أن موقع مجلة Gazeta Mapo الأسبوعية بألبانيا، ذكر أنه بكى في الجلسة فيما بعد، وقال إن مصيره سيتحدد في جلسة "يكون عقابه فيها قاسياً ويعكس ما ظهر من ردود فعل رسمية أطلت من عاصمة البلاد" تيرانا، فقد كان لسلطاتها شأن آخر مع ما حدث، حيث غادرها وزير السياحة Blendi Klosi إلى البلدة السياحية، واجتمع فيها إلى العائلة الإسبانية وقدم لأفرادها باقات من الورد مع اعتذار رسمي شديد.
سنوات وراء قضبان سجن ألباني
أما رئيس الوزراء، إدي راما، فظهر غضبه واضحاً جداً من عبارات كتبها بحسابه في Facebook واعتذر فيها ووصف "ميهال" بأنه بربري، وما فعله "وصمة عار يصعب نسيانها" واتصل برجل الأعمال، المعروف من سيرته التي طالعت "العربية.نت" مختصراً عنها، أنه مليونير شهير في إسبانيا، ثروته نصف مليار دولار، وأسس فيها وبالمكسيك شركة Multitel للاتصالات، الشاغل حالياً رئاسة مجلس إدارتها، واعتذر منه شخصياً، وأخبره أن السلطات مصرة على معاقبة المعتدي بتهمة "تعريض جماعي" لحياة الآخرين بالخطر، وهو ما عقوبته البقاء لسنوات وراء قضبان سجن ألباني.
والمعروف عن رجل الأعمال الإسباني Eugenio Galdón أيضاً، أنه شغل مناصب رسمية عدة بين 1973 إلى 1982 في إسبانيا، بينها كبير المسؤولين عن وزراء إحدى الحكومات الإسبانية. وأسس شركات عدة ما زالت ناشطة في حقل الاتصالات على أنواعها. كما له استثمارات ضخمة في الخارج، منها في الحقل نفسه بألبانيا التي له فيها صداقات، وصرح بعد هجمة "ميهال" عليه واستفراده به وببعض أفراد عائلته بالسيارة، بأنه كان كابوسا في اليقظة، وتمنى أن لا يرى مثله ثانية، لأن الرجل كان خارجاً عن طوره وكان بإمكانه ارتكاب جريمة قتل جماعية.