محرز مع غوارديولا.. حان وقت القطاف
"اتصل بي رياض بعد أمم أفريقيا وقال أنه يحتاج إلى 10 أيام فقط من الراحة"، لم يُخفِ بيب غوارديولا إعجابه برغبة محرز بالعودة واللعب، فاللاعب الذي كان أغلى صفقة في تاريخ مانشستر سيتي قبل التعاقد مع رودري، لا شك بأنه يُريد أن يحاول الحصول على مركز أساسي في أكثر تشكيلة تنافسية.
محرز قبل الانتقال إلى مانشستر سيتي
في الموسم الذي سبق إنتقاله إلى مانشستر سيتي، كان محرزقد استعاد بعض من بريقه مع ليستر حيث سجل 12 وصنع 10 أهداف،عدد قريب من أرقام أجنحة مانشستر سيتي الهجومية (برناردو سيلفا، ساني) ما عدا رحيم ستيرلينغ.
لا شك أن عدة أسباب أدت إلى توقيع غوارديولا مع محرز ليكون جزء من المنظومة، بدايةً لكونه يملك إمكانيات دفاعية، قام بمعدل 1.4 تدخلات في المباراة مع ليستر سيتي في موسم 2016/2017، حتى معدله مع المنتخب الجزائري وصل إلى 1.6 في المباراة مؤخراً. أما السبب الثاني فهو قدراته الهجومية والثالث هو أن محرز ليس لاعب الـ one man show بل يمكن أن يكون جزء من منظومة كاملة.
الموسم الأول مع بيب غوارديولا
في الموسم الأول مع غوارديولا، كان كل شيء واضح، برناردو سيلفا شارك بـ 2853 دقيقة وستيرلينغ بـ 2777 فيما كان كل من محرز وساني بديلين، لعب الألماني 1867 دقيقة ورياض شارك في 1338 دقيقة.
ولأن العمل الهجومي ليس كل شيء في كتيبة غوارديولا، كانت المشكلة الأساسية لمحرز هي الدخول في المنظومة، وفي تفسير لتواجده إحتياطياً الموسم الماضي قال غوارديولا"مشكلة رياض الوحيدة في الموسم الماضي كانت واحد من أفضل لاعبي الموسم وهو برناردو سيلفا".
يعد مانشستر سيتي أقل فريق يقوم بتدخلات في الدوري الإنجليزي حيث قام بـ 518 تدخل الموسم الماضي، لكنه يملك أعلى نسبة نجاح وهي 63%.
بالأرقام كان برناردو يقوم بـ 1.6 تدخلات في التسعين دقيقة وهو ضعف معدل رياض الذي بلغ 0.9.
تجسدت مشكلة غوارديولا مع الأداء الدفاعي لمحرز في مباراتين الأولى كانت (3-1) امام مانشستر يونايتد حين قام باستبداله في الشوط الثاني على الرغم من صناعته هدف لسيرجيو أغويرو، والتي لم يقم خلالها بأي تدخل دفاعي والثانية أمام توتنهام في دوري الأبطال حين لم ينجح باحتواء داني روز والقيام بالارتداد الدفاعي أكثر من مرة وهو ما كلفه بعدها الغياب عن 5 مباريات متتالية.
الآن هو وقت محرز
في هذا الموسم الوضع مختلف، فالدقائق الـ 1867 التي كان يشغلها ساني يجب أن تُقسّم في المداورةوهو ما يعني حصول محرز على أوقات إضافية،وتعد أولى العلامات الإيجابية هي مشاركة رياض في مباراة كاملة في الدوري الإنجليزي لأول مرة منذ ستة أشهر، حيث صنع هدفين وقام بـ 4 تدخلات وقطع كرتين.
وصل محرز إلى عمر 28 سنة، لذلك سيكون من الأفضل له إذا ما أراد أن يُطيل من مسيرته أن يكون ضمن مجموعة متكاملة ولن يجد فريق أفضل من مانشستر سيتي في الوقت الحالي، يُمكن لرياض أن يكون اليوم جزء من فريق يحقق الكثير وأن يكون مثالاً على العناد الإيجابي والرغبة الدائمة بالتطور، فكيف لا ونجم الجزائر الذي نتحدث عنه الآن لم يرضخ لمن قال له يوماً أن حالته الجسدية لا تمسح له بلعب كرة القدم.