استياء عام في ريمون بعد تسمم 71 مواطنا.. والمحافظ يوعز باغلاق مخبز ومطعم - وثيقة
جو 24 :
وائل عكور - لوّح أهالي بلدة ريمون في محافظة جرش بالاعتصام احتجاجا على تزايد أعداد الحالات المرضية المصابة بالتسمم وخاصة من فئة الأطفال ودون معرفة الأسباب وراء حالات التسمم، مستهجنين "التعتيم الاعلامي" الذي تشهده القضية من خلال اعلان أرقام غير دقيقة لأعداد المصابين ومراجعي المستشفيات والمراكز الصحية.
وبحسب الأهالي، فإن أكثر ما أثار استياءهم بالاضافة لاصابة أبنائهم بالتسمم كان غياب وزير الصحة ومحافظ جرش عن المشهد وعدم زيارة البلدة من أجل متابعة العمل والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء التسمم، وتهدئة المصابين الذين لم يجدوا الاهتمام الكافي والتدابير اللازمة لمواجهة الأزمة، خاصة أن بعض العوائل المصابة كانت تصل المستشفى بشكل متزامن أثار الرعب لديهم من مجرد استخدام الماء للاغتسال وليس بسبب تناول الطعام والشراب من المخابز أو المطاعم.
وقال نائب رئيس مجلس محلي ريمون، خالد الريموني، إن هناك تعتيما واضحا على حقيقة ما جرى من قبل وزارتي الصحة والداخلية، حيث أن هناك 12 حالة حولت إلى المستشفيات والمراكز الصحية من عائلة واحدة، وقد تم التواصل مع وزارة الصحة ووزارة المياه والتي نفت أن تكون المياه سببا في التسمم قبل اجراء أي فحوصات مخبرية أو أخذ العينات اللازمة للفحص.
وأضاف إنه وقبل وصول أولى الحالات إلى المستشفيات كانت سلطة المياه قد ضخت المياه إلى بلدة ريمون بكمية غير معهودة ضمن شبكة المياه الحديثة، ما أدى إلى هدر كميات كبيرة من المياه في البلدة وبشكل غير مألوف، متسائلا عن سبب ضخ المياه بعد انتهاء الدور وبكميات كبيرة.
ومن جانبه، أكد محافظ جرش، مأمون اللوزي، أن عدد الحالات المصابة بالتسمم والتي تم التعامل معها وراجعت المراكز الصحية ومستشفى جرش الحكومي وصلت إلى (61) حالة وقد تم التعامل معها جميعاً، فيما لا زالت (12) حالة تخضع للعلاج والمراقبة، لافتا إلى أنه تمّ ارسال فرق من قبل وزارة الصحة ووزارة المياه لأخذ عينات من مصادر المياه والمواد الغذائية لفحصها وبيان السبب وراء ارتفاع حالات التسمم.
وشدد على عدم ظهور نتائج الفحوصات المخبرية الأولية متوقعا أن تظهر خلال 24 ساعة، مشيرا إلى رفع جاهزية كافة الاجهزة والدوائر المعنية تحسباً لأي طارئ، فيما يقتصر دور الأجهزة الرسمية الآن على تقديم الخدمات الطبية وكشف الخلل.
ولفت إلى أنه أوعز باغلاق بعض محال المواد الغذائية ومحطات تنقية المياه الأهلية احترازياً، وذلك لحين ورود النتائج المخبرية، قبل أن يعود لفتح بعض المحال واقتصار الاغلاق على مخبز ومطعم فقط.
وأشار اللوزي إلى أن الأرقام المعلنة للحالات التي تم التعامل معها صادرة من قبل الأطباء الذين رصدوا حالات التسمم، داعيا الأهالي إلى تغليب المصلحة العامة والحفاظ على الهدوء في البلدة، خاصة وأنه "تم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للتعامل مع الحالات وتم تقديم الخدمة الطبية واستنفار المستشفى الى اقصى طاقاته في ظل تواجد كامل للمحافظة والاجهزة الطبية، كما أن الحالات في معظمها بسيطة".
من جانبه أكد مدير مستشفى جرش الحكومي، الدكتور صادق العتوم، أن أسباب التسمم للحالات التي ترد المستشفى ما تزال مجهولة، بانتظار ورود نتائج الفحوصات المخبرية للمياه.
ولفت إلى أن عدد الحالات التي تعامل معها "المستشفى" بلغ (52) حالة، أدخل منها (22) حالة من أجل العلاج والمراقبة واتخاذ الاجراءات الطبية لحين صدور نتائج الفحوصات المخبرية لتحديد السبب الكامن وراء تلك الحالات وخاصة ان البعض منها كان نتيجة ملامسة المياه لجسد المريض وليس نتيجة شرب المياه.
إلى ذلك، قال تقرير رسمي صادر عن وزارة الصحة إن مجموع المصابين بالتسمم في بلدة ريمون وراجعوا المركز الصحي الشامل ومستشفى جرش الحكومي بلغ (71) مصابا.
وقالت الوزارة إن النتائج الأولية لعينات المياه أظهرت سلامتها، في حين أظهرت نتائج التحليل من المخبز وأحد المطاعم بوجود جرثومة "الايكولاي"، مرجحة أن تكون خزانات المياه في المطعم والمخبز هي السبب وراء التسمم.