ابتكار يحجب وجوه المتظاهرين للهروب من السلطات وإخفاء هويتهم
(CNN)-- خلال أحد الاحتجاجات بحي هونغكونغ المالي، لجأبعض المتظاهرينإلى ارتداءأقنعة طبية ونظارات مخصصة للسباحة، بينما وضعآخرون أقنعةالتنفس الثقيلة. ولكن، لم يكن الهدف من ذلك حماية وجوههم من الغازالمسيل للدموع الذي تستخدمهالشرطة لردعهم، بل من أجل إخفاء هويتهم.
ويشعر نشطاء هونغكونغ الذين يؤيدون الديموقراطيةبالقلق المتزايد من اكتشاف السلطات لهويتهم وإلقاء القبضعليهم، ومنذ اندلاع التظاهراتفي يونيو/حزيران، قُبض على حوالي 700 شخص، وحكم على العديد منهمبتهمةالتجمع غير القانوني.
وحاول المتظاهرون مؤخراً تفكيك وإزالة حوالي 50 "عامود إنارة ذكي"مثبتة حديثاً في المدينة، وكلها تحتويعلى كاميرات وأجهزة استشعار، وذلك احتجاجاً على المراقبة الحكومية. وقالت حكومة هونغ كونغ إن أعمدة الإنارة، والتي تهدف إلى رصد البياناتمثل جودة الهواء وتدفق حركة المرور، ليست مجهزة ببرنامج التعرف على الوجوهو "لن تنتهك الخصوصية الشخصية".
ولكن، يبدو أن المتظاهرين في هونغ كونغ ليسوا الوحيدين القلقينبشأن حماية هويتهم، إذ يقوم النشطاء، والمصممون، والفنانونفي جميع أنحاء العالم بابتكار طرق مبدعة لتجنب اكتشاف هويتهم.
وبما أن أجهزة مراقبة الدولة أصبحت أكثر تقدماً وتستخدم على نطاق واسع، اقتُرحت تقنيات يمكن أن يرتديها الناسكوسيلة لإحباط أنظمة المراقبة.
وبعد مشاهدته وحشية الشرطة خلال الاحتجاجات في مسقط رأسه البرازيل في عام 2013، قامالمصمم المقيم في الولايات المتحدة بيدرو أوليفيرا مع زميلهالمصمم شويدي تشن بابتكار عدّة عصريةمخصصة للاحتجاجات كجزء من مشروع فني بعنوان"Backslash"
وتحتوي العدةعلى منديل رأس ذكي يعملعلى إخفاء هوية مرتديه، بينما يوصلالرسائل بين المتظاهرين من خلال نمط إلكترونيلا يمكن قراءته إلا من خلال تطبيق معين، كما تحتوي العدةعلى جهاز يمكن ارتداؤه يُنبه المتظاهرين إلى وجود الشرطة، ومرساميُنشئ "علامات" على الجدران يمكن قراءتهافقط بواسطة التطبيق،لإبلاغ المتظاهرين عندما تكون المنطقة تحت المراقبة.
ولكن هذه العدة ليست للبيع، إذا يأملأوليفيرا وتشن في بدءحوارحول ما يعتبرانه اختلالًا متزايد في القوة بين السلطات والمتظاهرين.
ويقترح الفنان آدم هارفيفي مشروعه "CV Dazzle" عدداً من الطرق المبتكرةلتفادي تكنولوجيا المراقبة، بما في ذلك جواهر الوجه، وتسريحات الشعر المعقدة. كما يزعم أن تطبيق تدرجات لونية من المكياج يمكن أن يخلق ملامح مزيفة تحجب ملامحالناس،مما يصعب عمليةجمع البيانات اللازمة لتحديد هوية الأشخاص بأنظمةالتعرف على الوجه. كما يوصي بتطبيق المكياج بشكل غير متماثل، من أجل التخلص من خوارزميات التعرف على الوجه.
وبدلاً من ذلك، ابتكر زاك بلاس، الذي يتخذ من لندن مقراً له، "أقنعة جماعية" باستخدام البيانات البيومترية من وجوه متعددة في مشروعه "Face Weaponization Suite". وتمثل تلك الأقنعة بيان حول "عدم المساواة التي تنشرها هذه التقنيات".
ويقدم أحد الأقنعة موضوعالتحيزالمدمجلبرامج التعرف على الوجوه اتجاه لون البشرة، وهو نقد أثاره النشطاء سابقاً. ويقول النقاد إنه إذا تمت برمجهالبرنامج باستخدام عدد غير متناسب من وجوه الذكوروأصحاب البشرة البيضاء، فقد تزدادفرصأخطاء تحديدهوية النساء وأصحاب البشرة الداكنة.
ولكنيشير الفنان ليو سيلفاجيو إلى أن الخروج بهذاالمظهر قد يثير الشكوك حولك، لذا اقترح سيلفاجيو حلاً آخر، وهو الأقنعة الإصطناعية. وتخفي هذه الأقنعةهوية الشخصالحقيقية. و سيتم تحليلها كوجه إنساني بواسطة أنظمة المراقبة، مما يخدع السلطات للاعتقاد بأن هناك شخصاً متواجداً في عدة أماكن في وقت واحد.