2024-11-13 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

فتاوى قتل الأقباط في مصر تسير بالبلاد نحو الهاوية الطائفية

فتاوى قتل الأقباط في مصر تسير بالبلاد نحو الهاوية الطائفية
جو 24 : أطلت من جديد فتاوى التحريض على قتل الأقباط في مصر، بدعوى أنهم حملوا السلاح ضد المسلمين في مختلف الأحداث، لاسيما أحداث الخصوص والكاتدرائية، وأنهم من يبدأون عادة بالعنف، بحجة ممارسة التنصير في صفوف المسلمين. وأثارت الفتاوى التي أطلقها بعض السياسيين والإعلاميين الإسلاميين الخوف والفزع في قلوب الأقباط. كما أثارت جدلًا واسعًا في أوساط المجتمع المصري، الذي يعاني من أزمات متلاحقة بين الثورة.

يجوز قتلهم

ارتفع سقف الفتاوى ضد الأقباط في مصر أخيرًا من التكفير إلى القتل، بدعوى أنهم حملوا السلاح أولًا في حادثي الخصوص، الذي راح ضحيته أربعة مسيحيين ومسلم، وأحداث الكاتدرائية التي راح ضحيتها قتيل قبطي.

وأطلق سياسيون وإعلاميون محسوبون على التيار الإسلامي في مصر فتاوى تحرض على قتل الأقباط، ومنهم الأمين العام لحزب الجهاد الإسلامى محمد أبو سمرة، الذي أحل بفتواه إراقة دماء المسيحيين. وقال: "بعض النصارى يجوز قتلهم اليوم، وهم الذين خرجوا بالسلاح، فهؤلاء دمهم حلال عندنا، لأنه لا يعتبر من أهل الذمة بل هو مُقاتل".

وفي محاولة منه لإستثارة غضب المسلمين ضد الأقباط، قال: "فى الجنازة الأخيرة للنصارى، أتوا بالقرآن وتبولوا عليه، ولم ينكرها شيخ الأزهر، كذلك خرجت التظاهرات لتحطم أماكن المسلمين، وهتفوا فيها بالطول بالعرض هنجيب الإسلام الأرض".

وإتهم أبو سمرة البابا تواضروس الثاني، بالسعي لإقامة دولة قبطية واشعال حرب أهلية، وقال: "أرى أن البابا تواضروس الثانى أشد خطرًا من شنودة، فالأول جرب استخدام القوة، وهو يسعى لإنشاء دولة قبطية، فهو يرى أن وصول الإسلاميين فرصة لإعلان الحرب الأهلية، وأقول إن التنازل أمام هذا الشخص سيجعله يسير فى طريقه الذى رسمه".

في يومين

هدد القيادي السلفي أحمد محمود عبد الله، الشهير بأبي إسلام، المسيحيين بالقضاء عليهم خلال يومين بسبب ممارسة الكنيسة التنصير في صفوف المسلمين. وقال في برنامجه على قناته "الأمة": "لسنا نحن من فتح باب الإعتداء عليهم، لكن هم من يمارسون التنصير في صفوف المسلمين منذ خمس سنوات".

وأضاف: "تحدثت معهم كثيرًا، محذرًا من الفتنة، وقلت هذا الكلام لرفعت فكري، وهو قس مصري، وزدت: لو أنتم خمسة ملايين لن تستطيعوا تنصير إلا خمسة ملايين آخرين، ولكننا 80 مليونًا يمكننا نخلص عليكم خلال يومين".

وتابع ابو إسلام محذرًا الأقباط من البدء بالمشكلات، وقال: "حرام عليكم، لا تبدأوا المشكلات، المسيحيون بدأوا أحداث الخصوص ثم بكوا، فأحداث الكاتدرائية وبكوا"، متهمًا قيادات الكنسية بإشعال الفتنة من أجل المستقبل. وأضاف أن لديه تسجيلات لبعضهم وهم يحثون الشباب على العنف، بدعوى أنهم يخشون ألا يستطيعوا بناء الكنائس بعد خمسين عامًا.

الهاوية الطائفية

أثارت هذه الفتاوى الخوف في قلوب الأقباط. وقالت الصحافية القبطية حنان عبد الملاك إنها لم تعد تشعر بالأمان في مصر، ولم تعد تخرج للعمل إلا في أضيق الظروف، وتخشى على أطفالها أثناء الذهاب إلى المدرسة.

وأضافت لـ"إيلاف" أن تلك الفتاوى تثير حماس البعض من الجهلاء وضعفاء الإيمان من المسلمين ضد إخوانهم من الأقباط، لا سيما في ظل زيادة حدة التدين المظهري في مصر. ولفتت إلى أن البعض ممن وصفتهم بمشايخ الفتنة يعتبرون أنهم يتقربون إلى الله من خلال سفك دماء الأقباط. ونبهت إلى أنها وزوجها فكروا في الهجرة أكثر من مرة، لكن الظروف المادية لا تعينهم على ذلك.

والقبطي عادل فكري يرى أن فتاوى تكفير وقتل الأقباط فاقت كل الحدود. وقال لـ"إيلاف" إن الأمور صارت فوضى في مصر بعد الثورة، مشيرًا إلى وجود إنفلات في الفتاوى، وداعيًا شيخ الأزهر إلى وضع حد لهذه الفتاوى الدموية، "التي لا تخدم سوى أعداء مصر، لأنها تسير بها إلى الحرب الطائفية، ففي المقابل، ستكون هناك فتاوى من القساوسة بإهدار دماء المسلمين، وعندها ستندلع الفتنة الطائفية، ولن يستطيع أحد إخمادها".

قربان إلى الله!

من جانبه، قال الدكتور ناجي نجيب، القيادي القبطي بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن بعض التيارات الإسلامية المتطرفة جدًا تمارس التخويف بحق الجميع، وخصوصًا المسيحيين. وأوضح لـ"إيلاف" إن هذه التيارات تستحل دماءهم وأعراضهم، وتحرض على تدمير دور عبادتهم، وتدعو إلى فرض الجزية عليهم، وكأن هؤلاء يقدمون بذلك خدمة أو قربانًا إلى الله.

ونبه إلى أن الإسلام لم يأمر بمعاداة المسيحيين، بل حض على التعامل معهم بالحسنى، لأنهم الأقرب مودة للمسلمين حسبما تقول النصوص القرآنية، مضيفًا أن الإسلام يحفظ للجميع، بمن فيهم الذي لا دين له، حقوق المواطنة كاملة وأهمها العدل.

ولفت إلى أن الله لا يدعو لكراهية الآخر او تكفيره، بل جعل الناس شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، وجعل هناك إختلافات ومذاهب في الدين الواحدة رحمة بالناس، وليس من أجل أن يدمروا بعضهم البعض، ويستحلوا دماء بعضهم البعض.

تهدم الأوطان

وإتهم نجيب رجال الدين في الجانبين المسلم والمسيحي ببث الكراهية، وقال: "لا ينكر أحد أن هناك أزمة في الخطاب الديني من الجانبين المسلم والمسيحي يجب إعادة النظر فيه، ويجب أن يكف المشايخ والقساوسة عن بذر الكراهية في نفوس العامة والبسطاء، فالتحريض على القتل أو الإحراق أو الإعتداء على الكنائس أو المساجد عمل غوغائي، غير مقبول".

وإستنكر علماء الأزهر تلك التصريحات أو الفتاوى، وقال الدكتور علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، إن فتاوى قتل الأقباط تخالف ثوابت العقيدة الإسلامية، وتجر مصر إلى مستنقع الفتنة الطائفية.

وقال لـ"إيلاف" إن الإسلام لم يأمر بقتل أهل الذمة، سواء من المسيحيين أو اليهود، حتى ولو حملوا السلاح، "فالإسلام يعلي من شأن الدولة والمجتمع، ولم يترك القصاص بأيدي أهل القتيل، ولكن جعله بالقانون وفقًا للقضاء الذي يقوم مقام ولي الأمر". ولفت إلى أنه هذه الفتاوى ليست في صالح الأمة، وتعمل على هدم الأوطان وليس بناءها.

(ايلاف)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير