الرياضة تساعد المصابين بأمراض القلب الوعائية أكثر من الأصحاء
جو 24 :
الرياضة تساعد المصابين بأمراض القلب الوعائية أكثر من الأصحاء، هذا ما توصل إليه بحث جديد يقارن فوائد ممارسة التمارين الرياضية للأشخاص الأصحاء مقابل مرضى القلب والأوعية الدموية.
وتشير الأدلة الحالية إلى أن النشاط البدني يمكن أن يساعد الشخص على العيش فترة أطول، وأن التمارين المنتظمة يمكن أن تساعد في منع عديد من الأمراض المزمنة، وضمن ذلك الأمراض القلبية الوعائية.
ومع ذلك، لم تتناول أي دراسات كيف تفيد ممارسة الرياضة فعلياً الأفراد الذين يعانون بالفعل الأمراض القلبية الوعائية.
الرياضة تساعد المصابين بأمراض القلب
ولكن الآن، ولأول مرة، قارن باحثون -كثير منهم من جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية – تأثيرات ممارسة الرياضة على خطر الوفاة لدى مجموعة من المشاركين الأصحاء ومجموعة من المشاركين المصابين بحالات مسبقة من الأمراض القلبية الوعائية.
وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب يبدو أنهم يستفيدون أكثر من التمرين مقارنة بالأصحّاء، وكلما زادوا ممارستهم، كان ذلك أفضل.
نشر الفريق، بقيادة الدكتور سانج وو جيونج، النتائج التي توصلت إليها مجلة European Heart Journal الأسبوع الماضي، وقدمها أيضاً في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC) 2019 المنعقد بباريس في فرنسا.
حلل الدكتور جيونج وزملاؤه بيانات 441798 مشاركاً، والذين كانوا جزءاً من المجموعة الكورية الوطنية للفحص الطبي لخدمات التأمين الصحي.
من بين هؤلاء، كان 131558 مشاركاً يعانون حالات مسبقة من الأمراض القلبية الوعائية، في حين كان 310240 مشاركاً يتمتعون بصحة جيدة.
تراوحت أعمار جميع المشاركين بين 40 عاماً وأكثر، وكان متوسط أعمارهم 60 عاماً، وشارك جميعهم في برنامج الفحص الطبي بين عامي 2009 و2015، وقدموا معلومات حول مستويات نشاطهم البدني.
استطاع الباحثون كذلك في تحليلهم الوصول إلى بيانات المتابعة مدة 6 سنوات تقريباً، بالإضافة إلى المعلومات المتعلقة بالوفاة وسببها، والتي توصلوا إليها من خلال مؤشر الوفاة الوطني الكوري.
قدم المشاركون معلومات عن مستويات نشاطهم البدني من خلال الاستطلاعات التي طلبت منهم الإبلاغ عن عدد المرات التي مارسوا فيها النشاط البدني في الأسبوع الماضي.
في هذه الحالة، أشار النشاط البدني بشكل أساسي إلى أوقات التمارين الرياضية ولم يشمل الأنشطة اليومية، مثل الأعمال المنزلية.
ولاحظ الباحثون أن ما يقرب من 50% من جميع المشاركين يمارسون القليل للغاية من التمارين، ونحو 25% منهم لم يبلغوا عن أي نشاط بدني.
يقول الدكتور جيونج لموقع Medical News Today: «وجدنا أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين شملتهم الدراسة لم يصلوا إلى المستوى الموصى به من النشاط البدني في أوقات الفراغ، وأن ربعهم كان لديهم نمط حياة مستقر بالكامل».
كيفية الوصول إلى مستويات النشاط المطلوبة
بالنسبة للأسباب التي تجعل الأفراد المصابين بالأمراض القلبية الوعائية يستفيدون من التمارين الرياضية أكثر من الأفراد الأصحّاء، ليس بإمكان الباحثين إلا التخمين.
يشير الدكتور سي-هيوك كانغ، مؤلف مشارك في الدراسة، إلى أنه «قد يكون هناك عديد من التفسيرات المعقولة لسبب استفادة الأشخاص الذين يعانون الأمراض القلبية الوعائية أكثر من غيرهم بممارسة الرياضة. أولاً، نمط الحياة المستقرة يعد عاملاً خطراً معروفاً لهذه الأمراض، وقد يعاني هؤلاء المرضى أنماط حياة مستقرة؛ ومن ثم، فإن تغيير نمط حياتهم ليصبح أكثر نشاطاً بدنياً قد يكون أكثر إفادة».
وأضاف: «ثانياً، أظهر عدد من الدراسات السابقة أن النشاط البدني يساعد في السيطرة على عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل ضغط الدم والكوليسترول والغلوكوز في الدم، وقد تعود فائدة النشاط البدني في الوقاية الثانوية بتحكم أفضل في عوامل الخطر هذه».
يشرح الدكتور كانغ: «وأخيراً، عادة ما يكون لدى مرضى الأمراض القلبية الوعائية مستويات أعلى من الالتهاب الجهازي مقارنة بالذين لا يعانون هذه الأمراض، وهناك دليل على أن النشاط البدني يخفض مستويات الالتهاب الجهازي».
ويواصل الباحث أيضاً النصح بأن يشجع الأطباء مرضى الأمراض القلبية الوعائية على عدم التخلي عن ممارسة التمارين الرياضية وشرْح كيف يمكن أن يفيد النشاط البدني الصحة.
ويشير الدكتور كانغ إلى أنه «توصي الدلائل الإرشادية للعام 2016 للوقاية الأولية للبالغين الأصحّاء من جميع الأعمار بأداء ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً بمعدل متوسط أو 75 دقيقة أسبوعياً من النشاط الرياضي بمعدل مكثّف، أو بمزيج يعادل كليهما».