ماذا وراء استقالة أطباء الطب الشرعي قبل إعلان أسباب وفاة إسراء غريب؟ وأين صديقتها؟
جو 24 :
لن يمرّ صراخ إسراء غريب داخل إحدى غرف مستشفى بيت جالا الحكومي مرور الكرام، كما لن يمرّ خبر مقتلها تحت مسمى "جريمة الشرف"، دون معرفة الحقيقة كاملة. في آخر تطورات قضية مقتل الشابة الفلسطينية الراحلة، أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف يوم 8 أيلول/سبتمبر عن قلقه البالغ حيال الأنباء المتداولة بشأن استقالة عدد من المختصّين في الطب الشرعي في محافظات وسط الضفة الغربية وجنوبها، والتي تزامنت مع قرب صدور التقرير الطبي الخاص بأسباب الوفاة.
ونُشرت أنباء عن استقالة تسعة أطباء من معهد الطب الشرعي الفلسطيني يوم 8 أيلول/سبتمبر على خلفية قضية إسراء غريب، كانوا من المقرر المشاركة في كتابة التقرير الطبي الخاص بإسراء التي توفيت في 22 آب/ أغسطس الماضي (التاريخ المعلن عنه) بصفتهم أعضاء في اللجنة التي كٌلّفت تشريح الحالات الجنائية في معهد الطب العدلي في بلدة أبو ديس، شرق القدس.
وقال الأطباء إن "بعض التجاوزات في الدائرة أثّرت في عملهم بشكل مباشر وأسهمت في تأخير بعض الإجراءات المتعلقة بدائرة الطب الشرعي، منها ما يتعلق بقضية إسراء غريب إذ استغرق صدور التقرير الطبي الخاص بها وقتًا طويلًا في ظل حالة من التكتم والغموض".
من جهة أخرى، يُطرح الكثير من التساؤلات حول صحّة ما يجري على أرض الواقع، فقد قالت وزارة العدل الفلسطينية مساء 8 أيلول/سبتمبر في بيان إن "قيام ثلاثة (وليس تسعة) من الأطباء الشرعيين في الوزارة بتقديم استقالاتهم ليس له علاقة بقضية وفاة المرحومة إسراء غريب"، مشيرةً إلى أنها ناتجة من "وجود مخالفات لديهم، وصدور عقوبات تأديبية بحق بعضهم".
وأكدت أنهم لم يشاركوا "من قريب أو بعيد في تشريح جثة غريب"، مضيفةً أن الطبيب الشرعي المكلف التشريح من النيابة العامة هو اختصاصي الطب الشرعي في بيت لحم الدكتور أشرف القاضي.
وقال وزير العدل محمد الشلالدة في 9 أيلول/سبتمبر إن نتائج تقرير الطب الشرعي النهائي ستُسلم في 10 أيلول/سبتمبر. وأوضح وكيل وزارة العدل محمد أبو سندس أنه "قد فُحص جزء من العينات داخل فلسطين، وهناك جزء آخر تم إرساله إلى الأردن" لأن هناك عينات لا يوجد لها مختبرات في فلسطين.
وكان المرصد الأورومتوسطي قد طالب بفتح تحقيق جدي وفوري لكشف ملابسات وفاة غريب تحت ما يسمى بـ"قضايا الشرف"، والعمل على التصدي للمفاهيم المغلوطة الرامية إلى "لوم الضحية" نفسها وإنقاذ "القاتل" من العقاب.
رصيف