“الطريق الصحراوي” يُواصل حصد الأرواح.. والعموش يؤكد: نعمل كي “لا يُخدش مواطن”
جو 24 :
ما يزال الطريق الصحراوي الرابط بين عمان ومحافظات الجنوب، أحد أهم أشكال المعاناة للمواطنين، خصوصا السائقين الذين يرتادون الطريق بشكل مستمر.
"الصحراوي” الذي تتجاوز مسافته 300 كليومتر والممتدة من مدينة العقبة إلى عمان، بتحويلات خطرة جراء عمليات إعادة تأهيله، يحصد بشكل شبه يومي أرواح مواطنين، وأحيانا عائلات بأكملها، كونه طريقا حيويا يربط بين أربع محافظات ويشهد حركة نشطة على مدار الساعة.
فأخبار الحوادث على هذا الطريق، لا سيما في الفترة الأخيرة، أثارت ردود فعل واسعة تطالب بضرورة الإسراع في تأهيل الطريق الذي يصفه كثيرون بـ”طريق الموت”.
مؤخرًا، توفي 5 أشخاص وأصيب 3 آخرون، إثر تعرضهم لحادث تصادم على الطريق الصحراوي بمنطقة القطرانة، وذلك بعد وفاة نقيب المعلمين، أحمد الحجايا، بحادث على الطريق ذاته.
ووفقا للإحصائيات الأخيرة لإدارة السير، فقد حصد الطريق أرواح 52 شخصا خلال النصف الأول من العام الحالي ضمن المنطقة التي يمر بها الطريق في محافظات الكرك والطفيلة ومعان، فيما بلغ عدد خلال العام الماضي 38 وفاة بمنطقتي الكرك والطفيلة فقط، عدا عن مئات الإصابات والخسائر المادية في المركبات والبضائع وغير ذلك.
وتكثر المطالب بسرعة إنجاز "تحويلة القطرانة” والتي شهدت حادث التصادم الذي أودى بحياة الأشخاص الخمسة، إذ تعد تحويلة خطرة لعدم وجود جزيرة وسطية بداخلها، بينما يصل طول تلك التحويلة نحو 7 كيلو متر، وكانت مديرية الأمن العام، خاطبت وزارة الأشغال من أجل بناء جزيرة وسطية لتلاشي حوادث التصادم، إلا أن الوزارة لم تنفذ بناء الجزيرة حتى الآن.
وكانت منطقة القطرانة على الطريق الصحراوي، شهدت خلال العام الماضي أكثر حوادث السير دموية بمحافظة الكرك، نتج عنها 15 وفاة وإصابة العشرات من المواطنين بإصابات مختلفة.
وكان العديد من المواطنين قد شكوا مرارا من تدهور حال الطريق الصحراوي والتحويلات المرورية التي وضعت عليه، مشيرين إلى أن بعض التحويلات المرورية ما تزال ترابية، ولم يتم تعبيدها أو أنها ضيقة للغاية ولا تتسع لأكثر من مركبة واحدة، وتشكل خطرا على السائقين.
وأشاروا كذلك إلى أن التحويلات التي وضعت على الطريق تفتقد إلى الإشارات التحذيرية المناسبة، مؤكدين أن إحدى التحويلات الموجودة قرب بلدة القطرانة ما زالت ترابية وتشكل خطرا على السائقين لعدم وجود أي إشارات لعناصر السلامة المرورية.
وقال المواطن محمد الحجايا وهو من سكان لواء القطرانة، إن غالبية حوادث السير التي وقعت على الطريق الصحراوي، وخصوصا في منطقة القطرانة بما فيها منطقتي سواقة والأبيض، حدثت في مناطق التحويلات المرورية بين الطرق القديمة والأخرى التي يتم إعادة تأهيلها، مطالبا وزارة الأشغال بالعمل على وضع الإشارات في مناطق بعيدة عن التحويلة ليتم أخذ الحيطة والحذر قبل الوصول إليها.
وأشار الدكتور محمد حمد من سكان منطقة العين البيضاء في الطفيلة، إلى أن الطريق الصحراوي، وخصوصا منطقتي القطرانة والأبيض أصبح يشكل خطرا على حياة المواطنين، حتى قبل البدء بعمليات إعادة التأهيل الرسمي، لأجل تحسين وضع الطريق وجعله أكثر أمانا للسير عليه، قائلا "إن الموت على الطريق الصحراوي أصبح بالجملة وعائلات بأكملها تتوفى بالحوادث نتيجة تردي أحوال الطريق وغياب عناصر السلامة عليه”.
من جهته، أكد وزير الأشغال العامة والإسكان، فلاح العموش، لـ”الغد”، "أن الحكومة تصرف بسخاء على تحويلات مشروع الطريق الصحراوي، حتى لا يُخدش مواطن”، مبينا أن "تحويلات الصحراوي مدروسة من قبل مستشارين متخصصين بالسلامة المرورية، وأعدت حسب المواصفات العالمية”.
وطلب العموش من مستخدمي الطريق، التقيد بالشواخص التحذيرية والإرشادية، والسرعات المحددة.
ولفت إلى أن المشروع يهدف لإعادة إنشاء الطريق الصحراوي وليس لصيانته فقط، ولذلك فهو مكلف على صعيدي العمل والوقت، مؤكدا أن الوزارة أنهت أزمة التمويل، وسددت كافة مستحقات المقاولين والمستشارين، والعمل جار الآن على قدم وساق نحو الإنجاز.
وعن نسبة الإنجاز، قال العموش إنها وصلت لغاية الآن إلى 52 %، متوقعا الانتهاء من تنفيذ الطريق في النصف الأول من العام المقبل.
وقال العموش أيضا إن هناك توجيهات مستمرة للقائمين على المشروع، بضرورة زيادة وتعزيز عناصر السلامة المرورية، وخصوصا في منطقة التحويلات المرورية، بحيث يتسنى للسائقين أخذ الحيطة والحذر خلال استخدامهم للطريق.
وأضاف أن وتيرة العمل بمشروع الطريق الصحراوي التي تبلغ بطول 227 كيلو متراً، جيدة جداً، مؤكدا أن المشروع يتميز باستخدام مواصفات عالمية عالية الجودة من خلال آلية فرد مواد الفرشيات والخلطة الإسفلتية، باستخدام آليات وتقنيات حديثة حسب المواصفات العالمية لضمان استوائية سطح الطريق حال الانتهاء من تنفيذها.