رولان غاروس :الملاعب الترابية والسحر الفرنسي
ينتظر نادال وديوكوفيتش وليودرا وغاسكيه بالإضافة إلى أفضل اللاعبين الآخرين في العالم، الموعد الكبير لدورة رولان غاروس الدولية لكرة المضرب على الملاعب الترابية التي تجري في باريس من 21 أيار/مايو إلى 9 حزيران/يونيه. بالنسبة لهؤلاء الأبطال وللجماهير القادمة من جميع أنحاء العالم، تُعتبر رولان غاروس أكثر من مجرد بطولة لكرة المضرب، إنها واجهة لفرنسا على العالم.
دورة رولان غاروس الدولية واحدة من البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام)، إلى جانب بطولات ويمبلدون وأستراليا المفتوحة وأمريكا المفتوحة. وتتميز هذه البطولة الباريسية التي ينظمها الاتحاد الفرنسي لكرة المضرب بملاعبها الترابية.
منذ إنطلاقة رولان غاروس وتنظيم أول دورة لها في منطقة بورت أوتوي الباريسية، ما انفكت هذه التظاهرة الرياضية تزداد شهرة وتتوسع حيث شهدت انتصارات رياضية وأسماءً لامعة لكرة المضرب على المستوى الدولي. بفضل "الفرسان" ( برونيون، بوروترا، كوشيه، لاكوست) الذي أسسوا كرة المضرب الفرنسية للمحترفين، أصبحت هذه البطولة وبسرعة حدثاً عالمياً. وفي عام 1968، أصبحت رولان غاروس أول بطولة من البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام) تفتح أبوابها لجميع اللاعبين وليس فقط للمحترفين. ومنذ ذلك الوقت، أبدع بيورن بورغ وماتس فيلاندر وغوستافو كويرتين بانتصاراتهم. أما بالنسبة لفرنسا، ترك انتصار يانيك نواه في عام 1983 بهذه البطولة بصمة دامغة في تاريخ كرة المضرب الفرنسية.
بطولة مربحة
يعتمد حالياً تنظيم البطولة على 10 000 شخص يحضرون يومياً وكذلك على الجهات الراعية التاريخية بوجه خاص كـمجموعة بي إن بي باريبا التي ترعى هذه البطولة منذ 40 عاماً، ولاكوست التي تحتفل هذه السنة بمرور ثمانين عاماً على إطلاق قميصها المطرز بعلامة التمساح.
"تُعتبر رولان غاروس بالنسبة للاتحاد الفرنسي لكرة المضرب دورة مربحة تتيح لنا تغطية نفقات هذه البطولة وتمويل كل البطولات الفرنسية. ونضخ سنوياً 20 مليون يورو في ميزانية الاتحاد الفرنسي لكرة المضرب"، هذا ما يفيد به السيد كريستوف فانييز، مدير العمليات لدورة رولان غاروس. ومن المتوقع في 2013 أن يبلغ إجمالي رقم الأعمال للدورة 160 مليون يورو، يتم الحصول عليها بشكل أساسي من حقوق النقل التلفزيوني وعمليات العلاقات العامة والشراكات. تتيح عملية بيع التذاكر جمع حوالي 29 مليون يورو.
سحر رولان غاروس
تشكل الدورة بطبيعة الحال بالنسبة للرياضيين فرصة لتسجيل أسمائهم في تاريخ كرة المضرب، ولكنها أيضاً مناسبة للاستمتاع بأجواء فريدة. ويضيف السيد كريستوف فانييز قائلاً:
"الفوز بدورة رولان غاروس يعطي شهرة حقيقة، ولكن مجرد المشاركة فيها يمنح اللاعبين فرصة كبيرة للسير على خطى نواه و أغاسي والأسماء اللامعة الأخرى في عالم كرة المضرب، وكل ذلك في أجواء من السحر الباريسي".
على المستوى المالي، قرر منظموا الدورة رفع الجوائز لهذه السنة. سيحصل اللاعبون واللاعبات في هذه السنة على جوائز أعلى بنسبة 15% مقارنة بسنة 2012. سيبلغ مجموع قيمة الجوائز المقدمة في هذه الدورة 22 مليون يورو، لتجاري هذه البطولة بذلك جوائز البطولات المنافسة لها.
صحيح أن 80% من الجمهور من الفرنسيين إلأ أن عدد الزوار ووسائل الإعلام الأجنبية في تزايد مستمر. حيث يتم الترويج للدورة وبالتالي لفرنسا عبر 137 محطة بث عالمية وأكثر من 1300 صحفياً معتمداً. يؤكد مدير العمليات كريستوف فانييز قائلاً: " هناك تأثير جلي وواضح لـ رولان غاروس. حيث يريد الزوار التمتع بالعروض الرياضية ولكن أيضاً بالبنى التحتية المتاحة. تحظى هذه الدورة التاريخية بموقع مثالي على أبواب باريس مع إطلالة على برج إيفل تخطف ألباب الكثير من الزوار".
الحاجة إلى التحديث
تقوم هذه الدورة، الأهم على الملاعب الترابية، في نسختها الثالثة والثمانين بتجديد حُلّتها من أجل تلبية تطلعات اللاعبين والجمهور. سيقوم المنظمون بتحسين ظروف الأستقبال لحوالي 430 000 زائراً متوقعاً و128 لاعبةً و128 لاعباً مشاركاً في الجدول النهائي: من خلال إعادة تأسيس المساحات الخضراء وتحسين الإشارة والتعامل الرقمي مع تذاكر الدخول من شأنه أن يسهل من تدفق الجماهير والوصول إلى داخل الملاعب.
غير أن التغيرات الحقيقة الكبيرة المنتظرة على موقع الدورة ستكون من خلال مشروع تطوير الملعب الذي من المتوقع له ان يرى النور بحلول 2018. يتعلق المشروع بتطوير المنشآت من أجل استقبال المزيد من الجماهير ولاسيما من خلال تنظيم لقاءات مسائية وتغطية سقف ملعب فيليب شارتريه. حيث يؤكد السيد كريستوف فانييز قائلاً : " ينبغي لنا المحافظة على سحر دورة رولان غاروس. نحن بحاجة بوضوح إلى هذه التحديث في السنوات الخمس أو الست القادمة، لأننا على عكس البطولات الكبرى الأخرى لـغراند سلام، لانستطيع الفوز في السباق نحو المنشآت الضخمة".
باربارا لوبلان
للمزيد من المعلومات، الاطلاع على الموقع:
http://www.fft.fr/roland-garros
