الطفلة زينة: كل إخواني راحوا على المدرسة إلا أنا!!
«كل اخواني راحوا على المدرسة الا أنا « ... هذه الكلمات كانت صرخة بريئة و صدرت من الطفلة زينة البالغة من العمر 12 عاما والتي تعاني من اعاقة ومرض نادر في النمو ،حيث لم تستطع حضن البيت تحمل كلمات فلذة قلبها ، لكنها بنفس الوقت لم تظهر لزينة الالم الذي يعتصرها وقلة الحيلة وضعف اليد بعد ان اضنتها الظروف وتكالبت عليها نوائب الدهر . الطفلة زينة التي تقطن بشارع العروس بحي التركمان في مدينة اربد جرى تسجيلها العام الماضي بمدرسة خاصة لاسباب ذات صلة بطبيعة مرضها واعاقتها الجسدية ولتسهيل ذهابها وعودتها للمدرسة بالحافلة ولكي تتعلم وتنهل من العلم فهي تحب الدراسة ولا تفرط بها مهما كانت ظروفها ولا تريد ان تختلف عن اشقائها الذين يذهبون للمدارس امام اعينها فهي لا تريد ان تظل حبيسة الدار وبين جدرانها . ذهب ذووها للمدرسة الخاصة امس لجلب ملفها من اجل نقلها لمدرسة اخرى لكن ذلك اصطدم بوجود مبلغ 864 دينارا لصالح المدرسة كمستحقات سابقة ليضطر والدها لدفع مبلغ 200 دينار للمدرسة والتوقيع على كمبيالات بواقع 25 دينارا شهريا لتسديد بقية المستحقات كضمان للحصول على ملفها وتسجيلها بمدرسة اخرى لتلبية حلم وطموح ورغبة زينة، فهو كما يقول لا يريد ان يكون عاجزا امام تعلق وشغف طفلته بالمدرسة وسيفعل اي شيء حتى لا تشعر ابنته انها تختلف عن اقرانها بشيء من ناحية حقها بالتعلم.
الطفلة زينة تتقاضى مبلغ 45 دينارا شهريا من صندوق المعونة الوطنية كنوع من المساعدة لها في ظل الاعاقة التي تعاني منها لكن المبلغ البسيط لا يغطي كلفة دراستها .
والدها الذي يعمل عامل بمهنة «حداد» يقول «للدستور» ان طفلته تاخرت عن الالتحاق بالدراسة لمدة عام كامل لاسباب ذات صلة باجراء عدة عمليات جراحية لها بمستشفى الملك المؤسس الجامعي وخضوعها لفترة علاج وبعد انهاء عمليات الجراحة لها واستقرار وضعها الصحي تم الحاقها بالمدرسة انسجاما مع رغبتها وحتى لا تحرم من حقها بالتعليم ، لافتا الى ان التقارير الطبية لحالة طفلته تبين معاناتها من مرض نادر في النمو واعاقة بجسدها . يبحث والدها عن مدرسة خاصة جديدة لالحاقها بها لكن اوضاعه المعيشية الصعبة والمعقدة لا تسعفه بشيء فكما يقول نجيب «للدستور» : انني اعمل لايام كحداد وايام اخرى لا اجد عمل وان لدي امنية بتحقيق حلم طفلته بالحاقها بمدرسة خاصة وتامين اقساطها السنوية والتي لا يقدر عليها لضيق اليد وعسرة الحال في ظل خصوصية مرض طفلته التي يتطلب تامينها بحافلة تؤمن ذهابها وعودتها من المدرسة علاوة على رعاية خاصة من المعلمات وهو امر لا يتوافر بالمدارس الحكومية .
ام الطفلة زينة تستذكر في كل لحظة وثانية كلمات طفلتها زينة حين قالت لها قبل ايام «كل اخواني راحوا على المدرسة الا أنا « و ختمت حديثها بالقول ان حديث طفلتها حين التحق اشقائها الثلاثة الاخرين بالمدارس الحكومية هو صرخة من زينة اتمنى ان تصل الى مغيث فهي كما تقول لا تريد ان ترى زينة حزينة ولا تعيسة فكل اشقائها واقرانها التحقوا بالمدارس وهي اليوم بامس الحاجة للعون .