ذبحتونا: "التعليم العالي" تخفي النتائج الكاملة للقبول الموحد.. والمؤشرات الأولية تشير إلى كارثة
جو 24 :
أكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أن وزارة التعليم العالي لم تكتف بعدم عقد مؤتمر صحفي لإعلان نتائج القبول الموحد، بل إنها لا تزال ترفض توزيع نسخة القرص المدمج (CD) لنتائج القبول الموحد كاملة، والتي تقوم وحدة القبول الموحد سنويًا بتوزيعها على وسائل الإعلام.
وأشارت الحملة إلى أن عدم توزيع النتائج كاملة يجعل من السهل الطعن في مصداقيتها، وعدم التزام مجلس التعليم العالي ووحدة القبول بمعايير القبول والشفافية.
ولفتت ذبحتونا إلى أن هذا الإجراء من قبل مجلس التعليم العالي، يضع علامة استفهام كبيرة حول حقيقة ما تخفيه النتائج من كوارث تنتظر الجامعات الرسمية، في ظل الأعداد غير المسبوقة من المقبولين في الجامعات الرسمية والتي وصلت 58125 طالب وطالبة على قوائم القبول الموحد، وينتظر أن يرتفع العدد إلى أكثر من 80 ألف طالب وطالبة بعد إضافة قبولات الموازي والدولي والاستثناءات الأخرى. ما يعني ارتفاع في أعداد المقبولين بنسبة زيادة تصل إلى 45% عن عدد المقبولين في السنوات السابقة.
وأشارت الحملة إلى أن كليات الطب تعتبر أكبر المتضررين من هذا الإجراء. حيث تم قبول أكثر من 2600 طالب وطالبة على القبول الموحد في كليات الطب الست (جامعة البلقاء، الأردنية، التكنو، اليرموك، الهاشمية ومؤتة)، فيما كانت هذه الكلييات تستقبل سنويًا ما بين 450-550 طالب وطالبة على القبول الموحد لكليات الطب. وهذا يعني أن هذه الكليات ستستقبل أعدادًا من الطلبة تزيد بنسبة تتجاوز الـ400% عن العدد الذي كانت تستقبله سابقًا. وهذا العدد مرشح لأن يتضاعف بعد ظهور نتائج القبول على البرنامجين الموازي والدولي.
ولفتت ذبحتونا، إلى أن أعداد المقبولين في السنوات السابقة في كليات الطب، كانت تفوق الطاقة الاستيعابية للطلبة، لدرجة أن الدكتور وليد المعاني وزير التعليم العالي الحالي، عندما كان مدرسًا في مستشفى الجامعة الأردنية، اشتكى في تعليق سابق له على الفيسبوك من الحجم الكبير للمقبولين في كليات الطب، ومن معاناته الشخصية كمدرس من صعوبة التعاطي مع هذه الأعداد، وإذا به يقوم شخصيًا بمضاعفتها عوضًا عن تقليصها!! (مرفق صورة عن منشور الدكتور المعاني)
وحذرت ذبحتونا من أن البنية التحتية للجامعات والخدمات اللوجستية والطاقم الأكاديمي غير كافية لاستيعاب نصف العدد الذي تم قبوله هذا العام. وتساءلت الحملة: "أي مستشفيات جامعية قادرة على استيعاب هذه الأعداد الضخمة من الطلبة؟!!"
كما أبدت الحملة خشيتها من الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية على المدى القريب والمتوسط والبعيد لنتائج القبولات الحالية، معربة عن تخوف حقيقي من عودة العنف الجامعي إلى المشهد في ظل هذا الاكتظاظ الكبير للطلبة داخل الحرم الجامعي.
ولفتت الحملة إلى منشور كتبه عميد كلية الطب في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور نضال يونس بدأه بالإشارة إلى حملة "ذبحتونا" وأكد فيه على أن قبولات الطب لهذا العام تجاوزت حد الاشباع لما هو أبعد من ذلك بكثير. (مرفق صورة عن المنشور)
وأشار في منشور له على صفحته على الفيسبوك إلى أنه تم قبول 377 طالب وطالبة فى كلية طب البلقاء على التنافسي هذا العام وهناك ما يقارب من 75 مقعد للمكرمات والكوتات ( معلمين جيش،صحة، عاملين) ولمن لم يحالفه الحظ بالنجاح من السنة الثانية.... اى ان 452 مقعد حجزت قبل النظر فى طلبات الموازى التى وصلت الى ما يقارب من 918 طلب لهذا العام...
وحذر يونس من أن هذا معناه "مزيد من الضغط على اعضاء هيئة التدريس، البنية التحتية (قاعات، مختبرات، مرافق الجامعه المختلفة) والمسشتفيات الجامعية لاستيعاب هذه الاعداد الكبيرة".
وختمت الحملة تصريحها بالتأكيد على أنه إذا كانت الحكومة جادة بقبول أعداد كبيرة من أصحاب المعدلات العالية، فقد كان الأجدى بها وقف القبول على البرنامجين الموازي والدولي وتعويض الجامعات الرسمية ماليًأ نتيجة تراجع إيرداتها من هذه البرامج. فلا يحق لوزارة التربية تصدير أزماتها وأخطائها الناجمة عن نتائج التوجيهي الكارثية، إلى الجامعات، وتحميل هذه الجامعات عبء هذه الأخطاء.