قد يُسبب ألماً مُزعجاً وصعوبات في البلع والتنفس.. التهاب الحلق وطرق التعامل معه
جو 24 :
هل يُضايقك الشعور بألم أو خشونة في حلقك، رُبما تكون مُصاباً بالتهاب الحلق، هنا يُمكنك التعرف على ما يعنيه التهاب الحلق، وما الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه، وكيف يمكن التعامل معه وعلاجه.
ما التهاب الحلق؟
التهاب الحلق هو شعور مؤلم وجفاف أو خشونة في الحلق، والذي غالباً ما يتفاقم عند البلع، السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب الحلق (التهاب البلعوم) هو عدوى فيروسية، مثل البرد أو الإنفلونزا، ويُشفى التهاب الحلق الناجم عن الإصابة بفيروس من تلقاء نفسه.
تحدث معظم التهابات الحلق نتيجة للعدوى، أو بسبب العوامل البيئية مثل الهواء الجافّ، ويُعدّ التهاب الحلق الناجم عن الإصابة بعدوى عقدية نوعاً أقل شيوعاً من التهاب الحلق، وهو يتطلب تلقي العلاج بالمضادات الحيوية لمنع حدوث مضاعفات، وهناك أسباب أخرى أقل شيوعاً للإصابة بالتهاب الحلق والتي قد تتطلب تلقي علاج أكثر تعقيداً.
ينقسم التهاب الحلق إلى أنواع، بناءً على جزء الحلق الذي يحدث فيه الالتهاب، إلى:
1- التهاب البلعوم، والذي يؤثر على المنطقة خلف الفم مباشرة.
2- التهاب اللوزتين، هو تورّم واحمرار في اللوزتين، والأنسجة الرخوة في الجزء الخلفي من الفم.
3- التهاب الحنجرة، وهو تورّم واحمرار في صندوق الصوت، أو الحنجرة.
أعراض التهاب الحلق
يمكن أن تختلف أعراض التهاب الحلق اعتماداً على السبب الذي أدى إلى حدوث الالتهاب، ولكن في المجمل يمكن أن يشعر مريض التهاب الحلق بما يلي:
ألماً أو إحساساً بحشرجة الحلق، ألماً يزداد سوءاً مع البلع أو الكلام، صعوبة في البَلْع، التهاب الغدد وتورُّمها في الرقبة أو الفك، تورُّم اللوزتين واحمرارهما، بقعاً بيضاء أو صديداً على اللوزتين، بحَّة في الصوت أو صوتاً مكتوماً.
إلى جانب التهاب الحلق، قد تؤدي العدوى التي تسبب التهاب الحلق إلى ظهور علامات وأعراض أخرى، فيمكن أن يكون لديك أعراض مثل: احتقان بالأنف، سيلان الأنف، العطس، السعال، الحمى، قشعريرة برد، آلام الجسم، صداع الرأس، فقدان الشهية، الغثيان والقيء.
أسباب التهاب الحلق
تتراوح أسباب التهاب الحلق بين العدوى والإصابات، هنا ستجد بعض من أكثر أسباب التهاب الحلق شيوعاً، وهي:
1- نزلات البرد والإنفلونزا وغيرها من الالتهابات الفيروسية
تُسبب الفيروسات حوالي 90% من حالات التهاب الحلق، وتشمل الأمراض الفيروسية التي تسبب التهاب الحلق:
– نزلات البرد
– الإنفلونزا
– الحصبة وهي مرض يُسبب طفح وحمى
– جدري الماء وهو العدوى التي تسبب الحمى والطفح الجلدي
– الخُناق وهو مرض طفولة شائع يتميز بسعال غليظ ونباحي
– السُعال الديكي
التهاب الحلق وطرق التعامل معه
2- بكتيريا الحلق وغيرها من الالتهابات البكتيرية
الالتهابات البكتيرية يمكن أيضاً أن تُسبب التهاب الحلق، الأكثر شيوعاً من أنواع التهابات الحلق الناجمة عن الالتهابات البكتيرية هو التهاب اللوزتين الناجم عن مجموعة البكتيريا العقدية.
يسبب التهاب الحلق البكتيري ما يقرب من 40% من حالات التهاب الحلق لدى الأطفال.
3- الحساسية
عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح والعشب والحيوانات الأليفة، فإنه يطلق مواد كيميائية تُسبب أعراضاً مثل احتقان الأنف والعينين المائتين والعطس وتهيج الحلق.
تزداد المشكلة سوءاً نتيجة حدوث رشح خلف الأنف، وهو ما يمكن أن يتسبب في حدوث تهيج الحلق.
4- الهواء الجافّ
يمكن للهواء الجاف أن يمتص الرطوبة من الفم والحلق، ويتركهما في حالة من الجفاف والخشونة، من المرجح أن يكون الهواء جافاً أكثر خلال أشهر الشتاء عندما تكون المدافئ قيد التشغيل.
5- الدخان والمواد الكيميائية والمهيجات الأخرى
هناك العديد من المواد الكيميائية المُختلفة وغيرها من المواد في البيئة التي تُسبب تهيج الحلق، بما في ذلك: السجائر وغيرها من دخان التبغ، ملوثات الهواء، منتجات التنظيف والمواد الكيميائية الأخرى.
6- الإجهاد العضلي
يمكن أن تتعرض عضلات الحلق للإجهاد العضلي نتيجة الصراخ أو التحدث بصوت عالٍ أو التحدث لفترات طويلة دون راحة، فالتهاب الحلق هو شكوى شائعة بين مدربي اللياقة البدنية والمعلمين، الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى الصراخ.
7- مرض الجزر المعدي المريئي
وهو حالة يتم ارتجاع حمض المعدة خلالها إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة، هذا الحمض يحرق المريء والحنجرة، ويُسبب أعراضاً مثل حرقة المعدة وبحة الصوت وارتجاع في محتويات المعدة والإحساس بتكتل في الحلق.
8- الورم
يُعدّ حدوث ورم في الحلق أو الحنجرة أو اللسان سبباً أقل شيوعاً لالتهاب الحلق، وهناك أعراض تدل على حدوث ذلك، مثل: وجود بحة الصوت، وصعوبة في البلع، وتنفس صاخب، وتورم في الرقبة، ووجود دم في اللعاب أو البلغم.
التهاب الحلق أثناء الحمل
إلى جانب الأسباب السابقة لحدوث التهاب الحلق، فهناك حالة خاصة إضافية تحدث أثناء الحمل وتتسبب في التهاب الحلق، وهي التغيرات في مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون وتؤدي إلى أعراض أخرى، مثل الغثيان والصداع.
التهاب الحلق أثناء الحمل عادةً ما يتضاءل من تلقاء نفسه في غضون 7 أيام؛ وبالتالي فهو ليس مدعاة للقلق ويمكن فقط أن يكون مصدر إزعاج بسيط، ومع ذلك، من المهم عدم الخلط بين التهاب الحلق الناتج عن التغيرات الهرمونية خلال الحمل، والتهاب الحلق الناجم عن مجموعة البكتيريا العقدية، فالأخير قد يتطلب زيارة الطبيب.
من ناحية أخرى، يمكن علاج التهاب الحلق ببعض العناية الشخصية والعلاجات المنزلية التي تكون آمنة ولا تُسبب أي ضرر للطفل.
علاج التهاب الحلق منزلياً
يمكنك علاج التهاب الحلق في المنزل، وأهم خطوة تتمثل في الحصول على الكثير من الراحة لمنح جهاز المناعة فرصة لمحاربة العدوى، ومن العلاجات المنزلية البسيطة التي تسهم في تخفيف آلام التهاب الحلق:
1- توصلت الدراسات إلى أن الغرغرة بمزيج من الماء الدافئ و1/2 إلى 1 ملعقة صغيرة من الملح، يُحسّن كثيراً من أعراض التهاب الحلق والألم الناتج عنه.
2- شرب سوائل دافئة سيجعلك تشعر بالراحة في الحلق، مثل الشاي الساخن مع العسل أو مرق الحساء أو الماء الدافئ مع الليمون، شاي الأعشاب أيضاً مُهدئ بشكل خاص لالتهاب الحلق.
3- تبريد الحلق عن طريق تناول علاج بارد مثل الآيس كريم.
4- استنشاق البخار، والذي يبلل الغشاء المخاطي ويوفر راحة سريعة من التهاب الحلق، كما أنه يتيح التنفس بسهولة ويساعد على النوم براحة، وهو أمر مهم للشفاء بشكل أسرع.
5- قم بتشغيل مرطب بارد لإضافة الرطوبة إلى الهواء.
6- الزنجبيل: وهو مشروب فعّال لعلاج التهاب الحلق الناجم عن ارتداد الحمض، وهو وسيلة مساعدة طبيعية لتخفيف الحموضة خاصةً أثناء الحمل، فالمكونات النشطة في الزنجبيل تساعد على تحييد أحماض المعدة.
7- خل حمض التفاح: يُعدّ خل التفاح غير المصفى علاجاً فعّالاً لعلاج التهاب الحلق خاصةً أثناء الحمل، خل التفاح يجعل الجسم قلويّاً، ومعظم الفيروسات لا يمكن أن تزدهر في البيئات القلوية، كما أنه يحتوي على بكتيريا جيدة تساعد على مكافحة الالتهابات، يُمكنك مزج 1-2 ملعقة كبيرة من خل التفاح الطبيعي غير المصفى في 1 كوب من الماء الدافئ، والغرغرة به لمدة 30-60 ثانية، مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.
علاج التهاب الحلق طبياً
من طرق العلاج الطبي لالتهاب الحلق:
1- المضادات الحيوية: ما لم يتم تشخيص إصابة المريض بالعدوى البكتيرية، يجب عدم استخدام المضادات الحيوية، يقول الخبراء إنه حتى في حالة التهابات الحلق الجرثومية، لا يبدو أن المضادات الحيوية تكون أكثر فعالية من غيرها.
تُستخدم المضادات الحيوية بشكل عام فقط عندما تكون فرص الإصابة عالية بالعدوى البكتيرية، فإذا كان المريض يعاني من ضعف الجهاز المناعي، ما يزيد من خطر حدوث مضاعفات من العدوى، يمكن للأطباء اللجوء للعلاج بالمضادات الحيوية دون إجراء اختبارات للبكتيريا، قد يكون هذا هو الحال أيضاً بالنسبة للمرضى الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب أو الحمى الروماتيزمية.
كذلك فإن المرضى الذين تحدث لهم إصابات مُتكررة بالتهابات الحلق الجرثومية قد يتم إعطاؤهم المضادات الحيوية أيضاً.
2- استئصال اللوزتين: إذا كان شخص ما، عادةً ما يكون طفلاً، مصاباً بالتهاب اللوزتين بانتظام (إصابة اللوزتين)، فقد ينصح الطبيب بإزالتها جراحياً (استئصال اللوزتين).
متى ينبغي اللجوء إلى الطبيب؟
عادةً ما يتحسن التهاب الحلق الناجم عن العدوى الفيروسية في غضون يومين إلى 7 أيام، لكن بعض أسباب التهاب الحلق الأخرى تحتاج إلى تلقي علاج.
اتصل بطبيبك إذا كان لديك أي من هذه الأعراض الأكثر خطورة: التهاب الحلق الحاد، مشكلة في البلع، صعوبة في التنفس أو الألم عند التنفس، صعوبة في فتح فمك، التهاب المفاصل، حمى أعلى من 101 درجة فهرنهايت/ 38 درجة مئوية، ألم أو تصلب في الرقبة، وجع في الأذن، وجود دم في اللعاب أو البلغم، استمرار التهاب الحلق لأكثر من أسبوع.
عربي بوست