الآلاف في اربد يشيعون جثمان طبيب الفقراء رضوان السعد - صور
جو 24 :
شيّع آلاف من أبناء مدينة إربد، بعد صلاة اليوم الجمعة، جثمان طبيب الفقراء، الدكتور رضوان السعد، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، مساء أمس الخميس، بعد أسبوع من إجرائه عملية قلب مفتوح بالمدينة الطبية.
وسارت جنازة المرحوم بعد الصلاة من مسجد أبو هلال في المدينة الصناعية إلى مثواه الأخير، حيث قال مشيعون إنّها "جنازة مهيبة لشخص قدم الإنسانية وحب الفقراء والمحتاجين على كل شيء”.
وقال مشيعون: "سيفقده الفقراء والمساكين الذين كانوا يأموا عيادته المتواضعة في مخيم إربد من كل أنحاء محافظة إربد”.
ويحظى الراحل السعد باحترام الجميع في إربد، بسبب كشفيته البسيطة ورأفته بالفقراء والمحتاجين، طوال فترة مزاولته لمهنة الطب منذ أكثر من 40 عاماً.
الدكتور السعد كان يعالج المواطنين فقط بدينار واحد والفقراء بشكل مجاني حتى لو تتكرر مراجعتهم أكثر من مره في اليوم الواحد، إضافة إلى أن المرحوم كان لا يتقاضى إلا كشفية من رب الأسرة في حال وجود أكثر من فرد من الأسرة نفسها
"كان المراجعون والمرضى يغادرون عيادة المرحوم السعد فرحين بالرغم من المرض الذي يعانون منهم لمعاملته الإنسانية بعيداً عن التجارة كما هي الآن لدى العديد من الأطباء”، بحسب ما يقول عدد من المشيعين.
ابن مخيم اربد، الدكتور رضوان السعد، خدم كل فقراء إربد 40 عاماً بكشفية اختيارية بربع دينار واضطر لرفعها لدينار بسبب شكاوى الأطباء عليه.
والمرحوم معروف لدى سكان محافظة إربد بطبيب الفقراء فكان طبيباً عاماً يتمتع بقدرة علمية على تشخيص ومعالجة مختلف الأمراض، وعده كثيرون "موسوعة في الطب”.
ووفق مقربين منه، فقد كان يرفض الحديث عن معالجته للفقراء بسعر رمزي في الإعلام، فيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر وفاته بشكل واسع في منشورات عبرت عن الحزن لفقد الطبيب السعد، مستذكرة تجارب شخصية للبعض في العلاج على يديه وتسامحه.
يقول محمد ابو الهيجاء عبر صفحته على فيسبوك، إنّ "الإنسانية لا تدرس في المدارس، هي جينات موجودة في الدم تولد مع الشخص”.
وأضاف أنّ "كانت كشفيته ربع دينار فقط وبعد شكاوى زملائه عليه لنقابة الأطباء رفع الكشفية لدينار واحد فقط. وإذا ما معك تدفع لا تدفع وبعطيك الدواء من عنده”.
ويقول: "تجاوزت خدمته في مخيم إربد أكثر من 30 عام فأكثر في خدمة الفقراء والمساكين في عيادة بسيطة وأنه لا يمكن أن يتم ذكر مخيم إربد إلا و اسم الدكتور رضوان السعد مقترن به”.
ويتابع” "كان المراجعين يأتوا من جميع قرى وضواحي إربد و من الساعة الخامسة فجرا وحتى المساء كل مرة عيادته مليانة”.
ويضيف: "يدخل عيادته يومياً ما لا يقل عن 200 مراجع و أكثر بكثير وأحيانا حتى ساعات متأخرة من الليل”.
أما زياد شحادة فيقول على صفحته على فيسبوك إنّ "الموت ينقضّ على من كانت عيادته قبِلة للفقراء والبؤساء وكادحي الأرض من أبناء قرى ومخيّمات عروس الشمال؛ إذْ كانت عيادته صومعة للفقراء والبؤساء فعلا لا قولا”.
ويضيف: "عيادته بسيطة بكلّ ما في البساطة من معنى، إذْ كان يتكفّل بائع بسطة بجانب العيادة لتسجيل الدور للقادمين صباحا، وهم بالعشرات بل يصلون لما يزيد على 100 إنسان، ومنعا لحدوث الهرج والمرج، تطوّع ذلك البائع مشكورا بتنظيم الدور قبل حضور الدكتور، وبتكليف منه، كون كشفيته كانت لعقود إلى لحظة رحيله امس، لا تتجاوز دينار أردنيّ فقط ، رافضا وبشدّة زيادتها طوال تعامله مع المرضى الفقراء، ولا ننسى للحظة حرصه على كتابة واختيار أدويّة رخيصة بقدر الإمكان وبأقل الأنواع، خلافا لطبيبين في مخّيمنا”.
ويضيف: "تجد السيارات تصطف على باب عيادات الاطباء الاخرين من المفرق والزرقاء، ولا يمكن لإنسان مهما ساء حظّه من الدنيا أن يخرج بكشفيّة وجهاز يعرض عليه كلّ مرتاد للعيادة عنوة أقل من 20 دينارا.
ويؤكد أن "كشفية طبيب عام آخر في المخيم لا تقلّ عن 20 دينارا وحرصهما على كتابة فائض من أدويّة يصل ثمنها أحيانا ما بين 30_60 دينارا، بروشيتة مشفوعة بتأكيد الطبيبين على ضرورة اختيار هذه الأدوية دون سواها، وعدم اللجوء للبديل، رغم ارتفاع ثمنها، والأمر يرجع للأسهم والمشاركة في الشركات المنتجة لهذا النوع من الأدوية”.
ويتابع” "دكتور الفقراء المرحوم السعد ابن مخيّم إربد كان النقيض التام لهما ولكلّ جشع في عالم الطب، بل كثيرا ما تشاجر الأطباء مع الراحل احتجّاجا على دنوّ الكشفية”.
يقول المحامي فتحي درادكة انه "اجتمع بالدكتور المرحوم السعد قبل اسبوع من وفاته بعد 15 عاما من عدم رؤيته لم يتغير لم يسعى لتحقيق مصلحة خاصة كنا نجتمع معه دعانا واصر على الحضور كان طوال الوقت يودعنا ويكرر ان حتما سننتصر وسنموت واقفين، لقد مت ثابتا واقفا صادقا واخر ما سمعناه منك عاشت فلسطين حرة عربية”.
(الغد)