jo24_banner
jo24_banner

حكومة التأزيم ..نفس طويل في جلب الويلات وانعدام الوزن في ملاحقة الفاسدين..

حكومة التأزيم ..نفس طويل في جلب الويلات وانعدام الوزن في ملاحقة الفاسدين..
جو 24 :
كتب احمد الحراسيس - بعد مضي أكثر من أسبوعين على اضراب أكثر من 100 ألف معلم في المدارس الحكومية عن العمل، وحرمان الحكومة لنحو 1.5 مليون طالب من حقّهم في الدراسة، عاد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز للحديث عن الأزمة التي صنعها بسوء تعاطيه مع مطالب المعلمين المشروعة بتحسين أوضاعهم المعيشية، قائلا إن الحكومة لا تملك حلولا آنية لهذه الأزمة والتأكيد على أن "نفس الحكومة طويل".

اللافت في التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، هو ظهور الرزاز بثوب "المحلل" الذي يتحدث عن مشكلة في دولة أخرى، وليس عن أزمة في دولة يتولّى هو موقع المسؤولية فيها، فقد بدا الرجل غير مبالٍ بايجاد حلول لهذه الأزمة التي تؤثر على حياة 100 ألف عائلة أردنية بالاضافة 1.5 مليون طالب.

تصريحات الرئيس لم تختلف كثيرا عنها في اطلالاته السابقة عبر وسائل الاعلام، وقد جاءت منسجمة مع تصريحات وزيرة الدولة لشؤون الاعلام جمانة غنيمات التي لم تحمل أي جديد باستثناء زيادة اللغط ولغو الكلام من قبيل (الخزينة، والانهيار، والعجز، والنفس الطويل)، وهي تكشف عجز الحكومة التامّ عن التعاطي مع هذه الحالة، خاصة في ظلّ تماسك ميدان المعلمين والتفافهم غير المسبوق حول مجلس نقابتهم، وعدم قناعتهم أو تأثرهم بكلّ محاولات التجييش البائسة التي تقودها وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية، ودخل على خطّها أخيرا مجلس النواب وبعض الأحزاب!

الحقيقة أن حديث الرزاز عن "النفس الطويل في الحوار مع المعلمين" جعلنا نتساءل عن هذا النفس في الحوار مع صندوق النقد الدولي الذي جلب لنا الويلات ودمّرت خططه اقتصادنا لسنوات، ولماذا لا يظهر هذا النفس مع البنوك التجارية التي تهرول لرفع الفوائد على المقترضين وتتجاهل قرارات البنك المركزي بخفض الفوائد، أين الشراسة في التعاطي الحكومي مع الانتهاكات الصهيونية التي تشهدها الأماكن المقدسة في القدس؟ ولماذا نطأطئ الرأس أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية؟ لماذا يُصبح الرجل شرسا في مواجهة المواطنين ويتحوّل إلى حمل وديع أمام البنك الدولي والبنوك التجارية والدول المانحة؟!

لا نعلم ما الضير في أن تستجيب حكومة لمطالب شعبها المشروعة بتحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة في ظلّ الغلاء الفاحش الذي نعيشه اليوم جراء فشل السياسات الاقتصادية الحكومية، ولماذا تنظر الحكومة إلى الأمر وكأنه "مكاسرة" يجب أن يكون فيها فائز وخاسر؟ ألا يكون الوطن فائزا إذا تمّ تحسين أوضاع المعلمين الذين يبنون الأجيال ويرسمون مستقبل البلاد؟!

الواقع أن الرزاز بصفته صاحب الولاية العامة، يتحمّل المسؤولية الكاملة عن كلّ ما نشهده اليوم من تأزيم، تماما كما يتحمّل مسؤولية تصعيد الخطاب الشعبي المساند لمطالب المعلمين بكلّ ما يستنزفه هذا التصعيد من ارصدة متآكلة ...
 
تابعو الأردن 24 على google news