دراسة : سياحة ذوي الإحتياجات الخاصة في الأردن معدومة
محمد مبيضين- خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن سياحة ذوي الإحتياجات الخاصة في الأردن معدومة نهائيا.
وأشارت الدراسة التي قام بها أستاذ التسويق السياحي الدولي في الجامعة الأردنية الدكتور مأمون حسين علان أن الأردن غير مهيأ بأي شكل من الأشكال لخدمة هؤلاء السياح بسبب عدم توفر البنى التحتية والخدمات والتسهيلات والمعلومات التي يحتاجها السياح ذوي الإحتياجات الخاصة.
وقدر علان في حديث صحافي نسبة الخدمات السياحية لذوي الإجتياجات الخاصة في الأردن بأقل من 2% مؤكداً قله من المواقع السياحية وأماكن الإيواء والمطاعم والإستراحات ووكالات السفر التي توفر تسهيلات وخدمات خاصة لهذة الفئة.
وأضاف أن الوعي بهذا النمط السياحي محدود جداً ويعاني من التهميش لافتاً في هذا السياق إلى أنه لا توجد وكالات سفر وسياحة متخصصة بتقديم رحلات خاصة بهؤلاء السياح إلى جانب عدم توفر طواقم سياحية وفندقية مؤهلة وقادرة على التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة.
وزاد علان أن مسوحات دائرة الإحصاءات العامة في عام 2010 تشير إلى أن 8% من الأسر الأردنية لديها شخص واحد على الأقل من ذوي الأحتياجات الخاصة مبيناً أن معدل المعاقين على المستوى العالمي 10% من إجمالي سكان العالم منهم 30 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع علان يقول أن منظمة السياحة العالمية إقترحت وثيقة عام 2005 لجعل السياحة متاحة وميسرة لجميع الناس بغض النظر عن وجود عجز أو عدمة من بلد إلى أخر أو السفر داخل البلد أو أي موقع جذب سياحي لديهم الرغبة بزيارته.
وأكد أن سوق سياحة ذوي الإحتياجات الخاصة هو سوق متنامي على مستوى العالم حيث تشير التقديرات إلى أن حصة هذا السوق تمثل دخل ما يعادل 117 مليار دولار سنوياً موضحاً زيادة الإهتمام في السنوات الأخيرة بسياحة ذوي الإحتياجات الخاصة في أوروبا وأمريكا و كندا وإستراليا من خلال إعتبارها سياحة مستدامة ومسؤوله.
وقال أن الأردن الذي يعتبر مهد الحضارات وبما يحتوية من مواقع أثرية وجذب سياحي ينبغي أن يلتفت لفئة ذوي الأحتياجات الخاصة من خلال توفير الخدمات والتسهيلات أمامهم بدون عوائق لعدم إستطاعتهم إستخدام التسهيلات العادية الخاصة بالسياح العاديين.
وحدد علان في دراسته أنه يجب تهيئة مختلف عناصر العرض السياحي في الأردن لتتلاءم وإحتياجات هؤلاء السياح والتي تشمل أماكن الإيواء والفنادق والمطاعم والإستراحات وأماكن الإصطفاف ووسائل التنقل فضلاً عن إيجاد طواقم متخصصة قادرة على التعامل معهم وتدريب الأدلاء السياحين ليكون لديهم القدرة على إستخدام لغةالإشارة التاكيد على أهمية معاملة هذه الفئة بصورة مناسبة لا تقل عن معاملة السياح العاديين.
وطالب علان المجلس الأعلى لشؤون المعاقين إلى لعب دور مهم في المساعدة على تطوير هذا النمط السياحي من خلال إثارة الوعي حول أهمية سياحة ذوي الإحتياجات الخاصة وإدخالها ضمن بنود الإستراتيجيات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة والمساهمة في تعديل التشريعات المختلفة بسياسة المعاقين.
وأشار إلى أنه يمكن للمجلس أن ينشىء قاعدة بيانات خاصة بأعداد السياح المحليين والدوليين وحث مزودي الخدمات السياحية والفندقية في الأردن لتطبيق سياسات تتعلق بتقديم خدمات وتسهيلات سياحية بدون عوائق للسياح ذوي الإعاقة.
ولفت علان إلى أن تجربة وخبرة المجلس طويلة في التعامل مع ملف ذوي الإجتياجات الخاصة ويمكن أن يساهم بشكل مؤثر في جعل الأعوام القادمة سنوات ذهبية لهذا النمط السياحي الذي يعتبر الأهتمام به و تطويره واجب أخلاقي وأنساني.
ووفقاً لعلان فأن دور الجامعات الأردنية في إثارة الوعي حول الجوانب المتعلقة بسياحة ذوي الإحتياجات الخاصة مازال محدوداً مشيراً إلى خلو المساقات و البرامج التعليمية لهذا النوع السياحي في المقررات الجامعية.
بيدو ان علان نوه إلى أهمية إستحداث شعبة مساندة ذوي الإحتياجات الخاصة في الجامعة الأردنية والتي تهدف إلى تحويل البيئة الجامعية إلى بيئة أقل تقيداً يحقق للطالب المعوق فيها أعلى درجات التكييف بسبب وجود جهات داعمه منها دائرة الإرشاد الطلابي التي يمكن للطالب الرجوع اليها وطلب المساعدة.