الفلاحات لـ الاردن24: أزمة اضراب المعلمين لها ايجابيات كبيرة.. وسلبيات يجب تفاديها
جو 24 :
مالك عبيدات - قال نقيب المهندسين الزراعيين، المهندس عبدالهادي الفلاحات، إن أزمة اضراب المعلمين لها آثار ايجابية كبيرة يجب الاستفادة منها، بالاضافة إلى بعض السلبيات التي يُفترض أن نقف عليها في المستقبل من أجل تجاوزها.
وأضاف الفلاحات لـ الاردن24 إن أكبر ايجابية لهذه الأزمة أنها اثباتها أن "الشعب الأردني شعبٌ حيّ بكلّ مكوّناته، وأن ارادة الشعب الأردنيّ حاضرة"، مشددا على حقّ المعلم فيما يُطالب به، وحقّ النقابة في ذلك، تماما كما هو حقّ جميع النقابات المهنية في المطالبة بتحسين الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه منتسبوها.
وأشار إلى أن هذا الواقع يؤكد أهمّية وجود مشروع وطني أردنيّ لمعالجة الاختلالات في رواتب موظفي القطاع العام، وأن يطال مشروع الاصلاح الاقتصادي كلّ موظفي الدولة "لأنهم جميعا يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة".
وتابع الفلاحات إن من الايجابيات أيضا، ما لمسناه من تضامن أولياء أمور الطلبة والأهالي والقوى الشعبية مع المعلم، لافتا إلى أن ذلك الانحياز للمعلم هو انحياز للطبقة التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وتلمس نتائج الخلل الاقتصادي، والخلل في تكافؤ الفرص، والخلل في معايير العدالة، مشددا على أهمية أن تقوم الدولة الأردنية بكل مؤسساتها بفتح هذا الملف تحسبا لوقوع أزمات قادمة إذا استمر الوضع الاقتصادي في حالة تراجع وتردٍّ.
وقال الفلاحات، إن السلبيات التي كشفتها الأزمة، هو ما لمسناه من كون "لغة الحوار لا تكون حاضرة بشكل كامل في بعض الأحيان، كما أن نهج الحوار الهادئ أحيانا لا يكون حاضرا، الأمر الذي يجعل الثقة على درجة عالية من الهشاشة، وبالذات بين المؤسسات المختلفة في الدولة؛ المؤسسات الأهلية والمؤسسات الرسمية".
وأشار إلى أن ما نشهده اليوم يكشف ضعف قدراتنا على حلّ الأزمات، مؤكدا أنه "لا يضع اللوم على الحكومة ولا على المعلمين، بل على ضعف قدرتنا على الحوار"، فيما تساءل نقيب المهندسين الزراعيين: "لا أعلم كيف سنعالج مستقبلا أزمات أكبر من هذه؟ ولو تعرّضنا لأزمة أكبر، فهل سنكون قادرين على التعامل معها؟"، لافتا إلى ضرورة التركيز على أوجه الخلل في مؤسساتنا من أجل معالجتها.
واختتم الفلاحات حديثه بالقول: "من السلبيات أيضا أننا اكتشفنا أن الحوار المباشر هو ضرورة، والفريق المحاور من كلّ الأطراف ضرورة، وقدرة هذا الفريق على استيعاب الآخر والتعامل مع الآراء المختلفة بالشكل الأمثل ضرورة، وأن نكون بعيدين عن الشدّ لدى محاولتنا معالجة الأزمات، وأن يكون الحوار هادئا وبعيدا عن التشكيك".