مدينة عمان الجديدة.. التخبيص في التخطيط!
جو 24 :
كتب عايد الخزاعلة -
يقول رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي إنه عرض فكرة انشاء مدينة عمان جديدة في منطقة القطرانة على المراجع العليا في الدولة الأردنية، على أن يكون تمويلها بشكل أسهم من المواطنين، وتربط بسكك حديدية مع المحافظات لحل الاختناق المروري واحداث تنمية، لينتهي الأمر عند ذلك الحد، قبل أن تأتي حكومة الدكتور هاني الملقي ويعلن وزير الاعلام فيها الدكتور محمد حسين المومني عن قرار الحكومة بانشاء مدينة جديدة..
المومني قال في البداية إن خمسة أشخاص فقط هم من يعرف موقع المدينة الجديدة، ليتبيّن لاحقا أن المقصود في المكان هو الماضونة شرق عمان، عندها عارض البعض بشدة هذه المدينة وطالبوا بتحسين عمان الاصل فقام الملقي بالاستنجاد بالرفاعي ليساعده في الدفاع عن فكرته التي جرى اقرارها دون دراسة موسّعة وشمولية..
وأخيرا، جاء أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة ليُعلن قرار حكومة الدكتور عمر الرزاز بالغاء فكرة انشاء المدينة الجديدة "وكأنه يُعلن قرار أحدهم باغلاق كُشك فلافل يملكه"، كما عبّر عنه الخبير الحضري الدكتور مراد الكلالدة..
الأدهى من ذلك، هو ما ذكره الكلالدة من معلومات قال فيها إن حكومة الملقي دفعت عشرات الملايين على الدراسات والتصاميم الخاصة بمدينة عمان الجديدة، متسائلا عن البند الذي صرفت منه حكومة الملقي الأموال على تلك التصاميم، وعن مصير تلك التصاميم والجهة التي تسلّمتها من الشركة التي قامت بعملها.
الجديد في المدينة الجديدة ان حكومة الرزاز وامانة عمان نفوا اية خطط لانشاء مدينة جديدة، لكن الكلالدة يؤكد معلوماته التي تشير إلى أن التصاميم موجودة فعلا، وأن شركة هندسية قامت بها من خلال مكتبها في القاهرة.
الحقيقة أن لجنة الخدمات العامة في مجلس النواب، ورئيسها خالد أبو حسان، كانوا مطالبين لدى اعلان الشواربة الغاء مشروع المدينة الجديدة، أن يسألوه عن التصاميم الخاصة بالمدينة، والبند المالي الذي دفعت منه الحكومة..
هذا موجز عن التخبيص الحكومي وكيف تدرس المشاريع الكبرى.. والواقع أننا لم نعد نثق لا بالسياسي ولا بالتكنوقراط.. فكلاهما غايب فيلة!